ضجت مواقع التواصل الاجتماعي بموريتانيا برسائل الترحيب والاحتفاء بـ"عالم الدين" المغربي سعيد الكملي، الذي يزور موريتانيا هذه الأيام للمشاركة في "المؤتمر الدولي السادس والثلاثين لسيرة ونصرة النبي".
وتداولت صفحات موريتانية الجمعة، خبر وصول الداعية المغربي لموريتانيا، وسط ترحيب كبير، إذ أعلنت جمعية "قلوب محسنة الإنسانية" عن تنظيم استقبال له.
وكان من بين المدونين من تحدث عن علاقات قديمة للكملي مع موريتانيا، إذ أنه درس في "المحاظر" (المدارس العتيقة) بهذا البلد المغاربي.
وتحدث آخرون عن إجازة عالم الدين الموريتاني محمد الحسن الددو لسعيد الكملي في علوم دينية ومحظرية عديدة من بينها علم الحديث.
وتحدث مدونون على فيسبوك عن تلقي الكملي العلم على الشيخ الموريتاني المقيم بالمملكة العربية السعودية، محمد المختار بن آبة ولد اخطور.
واعتبر بعض المدونين أن زيارة هذا العلامة لموريتانيا ترفع من مكانة العاصمة نواكشوط، كما أبدى بعض القاطنين خارج العاصمة نيتهم السفر لحضور الصلاة خلف سعيد الكملي.
واستغرب بعض المدونين من عدم إظهار الزخم في الاحتفال بمقدم "هذا الضيف الكبير" لمدينة نواكشوط، مرجعين ذلك إلى كون الرجل "ليس من أهل السياسة" فلو كان كذلك لتم استقباله بطريقة مختلفة.
وكان الكملي تحدث في إحدى دروسه عن دراسته في محظرة أم القرى بموريتانيا إذ تلقى العلم فيها على يد عدة مشايخ موريتانيين في ظروف مناخية "صعبة".
وتقول سيرة الكملي المنشورة على موقع "الكراسي العلمية" المهتم بالعلماء المغاربية، بأنه تلقى تعليمه الثانوي والإعدادي بكل من ثانويتي دار السلام ومولاي يوسف بالرباط.
ويضيف المصدر ذاته أن الكملي حصل على شهادة الماستر في تسيير وإدارة المقاولات السياحية من المعهد العالي الدولي للسياحة بطنجة ثم التحق بجامعة محمد الخامس بالرباط ، فحصل على شهادة العالمية ثم شهادة الماجستير بأطروحة عن "الأحكام الشرعية في الأسفار الجوية".
وعمل الكملي أستاذا في جامعة محمد الخامس بالرباط، بكلية الآداب والعلوم الإنسانية شعبة الدراسات الإسلامية، وكانت دروسه بحسب سيرته الذاتية في الفقه والحديث والمواريث والنحو والأصول والأدب.
وكانت للكملي عدة رحلات لطلب العلم عند علماء الدين بموريتانيا بينهم الراحل محمد سالم ولد عبد الودود وأحمد ولد المرابط ومحمد الحسن الددو الذي أجازه في موطأ الإمام مالك.
وتسعى موريتانيا حاليا لتسجيل "المحظرة" وبعض مواقعها الأثرية على قائمة التراث الإنساني العالمي لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (يونسكو) بعد أن تمكنت العام الماضي من إدخال المحظرة لقائمة التراث في العالم الإسلامي.
وتعتبر "المحظرة" هي مكان التدريس الوحيد بالنسبة لمعظم الموريتانيين قبل الاستقلال عام 1960، وهي جامعة صحراوية متنقلة تدرس فيها اللغة العربية والعلوم الشرعية والفقه والقرآن وعُرف بها الموريتانيون القدامى "الشناقطة"، وتعرف في بلدان مغاربية أخرى بالمدارس العتيقة.
المصدر: أصوات مغاربية