تجدد جدل اعتماد اللغة الفرنسية في المناهج الدراسية على الشبكات الاجتماعية بالمغرب، إثر انتشار نص شكوى بعثها أستاذ مغربي في الثانوية العامة إلى الإدارة المحلية يشكو فيها من إجبارية اللغة الفرنسية في تدريس العلوم.
وكتب الأستاذ في رسالة الشكوى أن تدريس العلوم بلغة موليير أمر لا يستند إلى نص قانوني، داعيا إلى ترك المجال مفتوحا أمام التلاميذ لاختيار اللغة التي تناسبهم.
وعلى إثر تداول الشكوى، انبرى عدد من النشطاء والصفحات على مواقع التواصل الاجتماعي إلى الإشادة بالمبادرة.
وكتبت صفحة الأمالي – المهتمة بدراسة الأدب العربي – على تويتر أن "مبادرة الأستاذ محمد الكشكاش عمل يمكن لكل الأساتذة في المغرب وموريتانيا وأي بلد تُفرض فيه لغة أجنبية لغةَ تدريس للمواد العلمية القيام به".
وأضافت: "الأساتذة هم أكثر من يصيبه الضرر من التدريس بلغة أجنبية، فذلك يعقد مهمتهم ويسمم علاقتهم بالتلاميذ ويؤدي قطعا إلى نتائج دراسية ضعيفة".
أستاذ مغربي يراسل إدارة التعليم مُحتجا على فرض فرنسة تدريس المواد العلمية.
— الأمالي (@alamaliee) September 22, 2023
مبادرة الأستاذ محمد الكشكاش عمل يمكن لكل الأساتذة في المغرب وموريتانيا وأي بلد تُفرض فيه لغة أجنبية لغةَ تدريس للمواد العلمية القيام به. الأساتذة هم أكثر من يصيبه الضرر من التدريس بلغة أجنبية، فذلك يعقد… pic.twitter.com/3BI1t8PwJk
وأشاد الناشط، أحمد القاري، أيضا بالخطوة، وصفا إياها بـ"الموفقة"، مضيفا "سأعد مراسلة مماثلة وأسلمها لإدارة التعليم في المعاريف بالدار البيضاء. كل أستاذ وكل أب يجب أن يقوم بذلك".
خطوة موفقة من الأستاذ محمد الكشكاش. سأعد مراسلة مماثلة وأسلمها لإدارة التعليم في المعاريف بالدار البيضاء. كل أستاذ وكل أب يجب أن يقوم بذلك. https://t.co/doSJ0tZbnb
— أحمد القاري (@ahmed_badda) September 22, 2023
صفحات أخرى على فيسبوك أشادت بالخطوة، مشيرة إلى أن الفرنسية "لغة المستعمر المفروضة على المغاربة"، و"لغة التراجع الفكري والتأخر التكنولوجي"، على حد وصفها.
وأعاد البعض هاشتاغ "لا للفرنسية"، إذ انضم مدون يدعى عبد الله إلى النقاشات، قائلا "من يريد تعلم اللغات، فعليه باللغتين الإنجليزية والإسبانية ويبتعد عن الفرنسية. الأخيرة ليست لغة علم ولا سياحة ولا حضارة، فهي مضيعة للوقت لا غير".
حملة "لا للفرنسية"
وسبق لنشطاء مغاربة أن أطلقوا في عدة مناسبات حملات رقمية تحت عنوان "لا للفرنسية" و"لا للفرنكوفونية"، وتطالب عوضاً عنها بتوسيع تدريس اللغة الإنجليزية وجعلها اللغة الأجنبية الأولى في البلاد، معتبرين أنها "تحظى بأهمية أكبر" في مجالات البحث العلمي والتكوين، بينما يرى آخرون أنها تتيح لمن يتقنونها فرصا أكبر في سوق الشغل.
وقبل عامين، سجل تقرير صادر عن "المجلس الأعلى للتربية والتكوين والبحث العلمي" (مؤسسة مغربية رسمية) ضعف استيعاب نسبة مهمة من التلاميذ المغاربة للفرنسية، وأن 46 في المائة من تلاميذ المستوى الإعدادي العمومي، صرحوا أن أساتذة اللغة هذه اللغة يلجؤون إلى الدارجة لشرح دروسها.
وفي حوار سابق مع "أصوات مغاربية"، قال رئيس الائتلاف المغربي من أجل اللغة العربية، فؤاد بوعلي، إن لغة الضاد "تعاني من تهميش وإجحاف" في المغرب، مجددا انتقاده لـ"فرض الفرنسة على التلاميذ" من خلال تدريس بعض المواد باللغة الفرنسية.
وقال أيضا إن "التدريس بغير اللغة الوطنية لن ينتج سوى الفشل، وقد أثبتت العديد من الدراسات والتقارير أن الدول التي تتصدر العالم في مؤشر جودة التعليم هي تلك التي تدرس بلغاتها الوطنية".
وفي أكتوبر الماضي، كشف المدير السابق لمديرية المناهج التربوية بوزارة التعليم المغربية، فؤاد شفيقي، في تصريح للتلفزيون المغربي (2M) عن توجه الوزارة إلى تعميم تدريس اللغة الإنجليزية بجميع مستويات الإعدادي.
وكشفت أيضا مذكرة لوزارة التعليم، قبل أشهر، خطة لتوسيع تدريس الإنجليزية بشكل تدريجي على أن يتم تعميم تدريسها بجميع مستويات التعليم الإعدادي في موسم 2025/2026.
المصدر: أصوات مغاربية