A policeman wears a mask on his face as he reviews the passport of a traveler at Mohammed V International Airport in Casablanca…
داخل مطار محمد الخامس الدولي في المغرب - أرشيف

في ظل التوتر الذي يطبع العلاقات بين الرباط وباريس منذ أزيد من سنة، أطلق نشطاء مغاربة على منصات التواصل الاجتماعي، مؤخرا، حملة رقمية تطالب السلطات بفرض التأشيرة على الفرنسيين ردا على ما اعتبروه "تصرفات معادية". 

وتأتي هذه الحملة بعد أيام قليلة من الكلمة التي وجهها الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون للمغاربة بعد الجدل الذي خلفته عدم استجابة المغرب لعرض المساعدة الفرنسي عقب زلزال الحوز، والتي خلفت غضبا عارما بين مدونين مغاربة عبروا عن استغرابهم لمخاطبة رئيس دولة شعب دولة أخرى.

وتداول مستخدمون لمواقع التواصل الاجتماعي في المغرب على نحو واسع هاشتاغ "طبقوا الفيزا على فرنسا"، مبررين هذه الحملة بما وصفوها بـ"تصرفات معادية للمغرب من قبل الفرنسيين ورئيسهم"، وبصعوبات يواجهها مغاربة عند طلب الحصول على "فيزا" لدخول فرنسا.

وكتبت إحدى المدونات عبر موقع "إكس"، "الأشخاص الذين لا يحترمون بلدنا وسيادتها ومقدساتها ويسعون لتقسيم بلدنا والإساءة لملكنا وشعبنا وينشرون سمومه ويطلقون أبواقهم الإعلامية لتشويه صورة بلدنا غير مرغوب فيهم عندنا".

بينما تساءل أحد المدونين "هل يستقيم أن تفرض فرنسا على المغاربة تأشيرة برسوم غالية الثمن وبمواعيد وشروط تعجيزية وبتكبر وتبجح لا مثيل لهما بينما في نفس الوقت يدخل الفرنسي إلى التراب المغربي بدون أدنى تأشيرة؟"، مضيفا "أليس هذا تبخيسا من كرامة المغاربة أجمعين؟".

 

وتفاعلا مع هذه الحملة، عبّر مدونون آخرون عن رفضهم لفرض التأشيرة على الفرنسيين محذرين من التداعيات المحتملة لذلك على القطاع السياحي بالمغرب.

وفي هذا الإطار تساءل أحد المتفاعلين "هل فكر من أطلق هذا الشعار (طبقوا الفيزا على فرنسا) في عدد السياح والمستثمرين الفرنسيين الذين ستخسرهم الدولة؟". 

وكتب آخر "نحن في المغرب في أمس الحاجة لعائدات السياحة، فلا يمكن التخلي بهذه السهولة عن المورد الضخم، خصوصا أن نسبة كبيرة من السياح يأتون من فرنسا".

علاقات متوترة

يذكر أن العلاقات المغربية الفرنسية تتسم منذ أزيد من عام بنوع من التوتر، زادت حدته بعد اتهامات للمغرب بالتجسس عبر برنامج "بيغاسوس" على مسؤولين فرنسيين، وقرار باريس تشديد شروط منح التأشيرات للمواطنين المغاربة بسبب ملف المهاجرين غير النظاميين الذين تريد باريس ترحيلهم.

وتعمق الخلاف إثر تصويت البرلمان الأوروبي في منتصف شهر يناير الماضي، على قرار يطالب المغرب باحترام حرية التعبير والصحافة، وهو ما دفع البرلمان المغربي إلى "إعادة النظر في علاقاته مع البرلمان الأوروبي وإخضاعها لتقييم شامل"، مع توجيه الصحافة المحلية أصابع الاتهام إلى فرنسا بالوقوف وراء القرار. 

ويغيب السفير المغربي عن باريس منذ الإعلان عن إنهاء مهام السفير السابق محمد بنشعبون في يناير الماضي.

وأعاد الزلزال الذي ضرب وسط المغرب قبل أزيد من أسبوعين الأزمة التي تشهدها العلاقات بين البلدين إلى الواجهة إثر الجدل الذي خلفه عدم استجابة المغرب لعرض المساعدة الفرنسي والكلمة التي وجهها الرئيس الفرنسي إثر ذلك للمغاربة والتي أثارت ردود فعل غاضبة. 

كما وُجهت انتقادات حادة في وسائل إعلام ومواقع التواصل الاجتماعي بالمغرب لتغطيات بعض وسائل الإعلام الفرنسية للزلزال حيث اعتبرت "غير محايدة" و"موجهة" ضد الملك محمد السادس، وفق ما نقلت "فرانس برس".

والأسبوع الماضي، نفى مصدر حكومي مغربي ما جاء في حديث لوزيرة الخارجية الفرنسية كاثرين كولونا عن برمجة زيارة للرئيس إيمانويل ماكرون إلى المغرب بدعوة من الملك محمد السادس، وقال في تصريح نقلته وكالة الأنباء المغربية  إن زيارة ماكرون للمغرب "ليست مُدرجة في جدول الأعمال ولا مُبرمجة".

  • المصدر: أصوات مغاربية

مواضيع ذات صلة

جانب من الاضرار التي خلفتها فيضانات نهر السنغال. المصدر: وزارة الزراعة الموريتانية
جانب من الاضرار التي خلفتها فيضانات نهر السنغال. المصدر: وزارة الزراعة الموريتانية

سادت حالة من الحزن على منصات التواصل في موريتانيا بعد إعلان وفاة ضابط صف شاب خلال مشاركته في إنقاذ وإغاثة المتضررين من فيضانات نهر السنغال في أقصى جنوب البلاد.

وقالت وسائل إعلام محلية إن الأمر يتعلق بضابط شاب في البحرية الموريتانية يدعى محمد بن عوف كان ضمن كتيبة مكلفة بمساعدة المتضررين من فيضانات النهر الذي يقع على الحدود بين موريتانيا وجارتها الجنوبية السنغال.

ووصف موقع "المنصة" المحلي الحادث بـ"المأسوي"، فيما عبر المتضررون من الفيضانات عن تقديرهم لتضحيات أفراد الجيش لإنقاذهم من السيول.

وبينما لم يصدر حتى الآن بيان رسمي بخصوص الواقعة من الجهات الرسمية، تفاعل موريتانيون على مواقع التواصل الاجتماعي مع خبر وفاة الضابط الشاب ووصفه بعضهم بـ"البطل".

إنتقل إلى رحمة الله تعالى (محمد ولد بنعوف) أحد الأبطال من قواتنا البحرية الوطنية بعدما غرق قاربهم أثناء مهمة أمنية...

Posted by Jebril Brahim Boilil on Friday, October 25, 2024

وكتب مدون "انتقل إلى رحمة الله تعالى (محمد ولد بنعوف) أحد الأبطال من قواتنا البحرية الوطنية بعدما غرق قاربهم أثناء مهمة أمنية وإنسانية ووطنية لإنقاذ سكان الضفة".

وقال آخر "قواتنا البحرية تقوم بجهد هام في إنقاذ السكان وممتلكاتهم من مخاطر ارتفاع منسوب النهر وقد فقدت أمس أحد أبطالها وهو الشاب البطل محمد بن عوف الذي ضحى بحياته من أجل أن ينعم سكان الضفة بعيش رغيد".

أما السيد الشيخ فتساءل عن أسباب غياب نعي رسمي للشاب ودعا الجهات الرسمية لتقديم واجب العزاء لأسرته وتشييعه وفق المراسيم العسكرية.

كما فتحت وفاة الشاب النقاش من جديد حول آليات الإغاثة والانقاذ في موريتانيا، وطالب مدونون بتكوين فرق متخصصة في مواجهة الكوارث.

وفاة (محمد ولد بنعوف) أحد أفراد قواتنا البحرية الوطنية بعدما غرق قاربهم أثناء مهمة أمنية وطنية لإنقاذ سكان...

Posted by ‎ميمي الزوينه براهيم‎ on Friday, October 25, 2024

وأدت فيضانات نهر السنغال في الأيام الأخيرة إلى نزوح مئات الأسر الموريتانية المستقرة على ضفافه إلى مناطق أخرى، بعد أن حاصرت المياه أزيد من عشرين قرية وقطعت معظم الطرق المؤدية إلى هذه القرى.

ونهر السنغال هو أحد الأنهار الرئيسية في غرب إفريقيا، ويمتد بطول حوالي 1800 كيلومتر من مرتفعات غينيا حتى يصب في واجهة السنغال بالمحيط الأطلسي، عابرا الحدود مع موريتانيا التي تعتمد عليه بدورها في حاجاتها المائية.

وفي زيارة للمناطق المتضررة من ارتفاع منسوب النهر الأسبوع الماضي، قال وزير الزراعة والسيادة الغذائية، أمم ولد بيباته، إن الفيضانات خلفت "أضرارا كبيرة" بالمزارع والقرى المحاذية للنهر.

مقتطفات من زيارة معالي الوزير لبعض القرى المتضررة من ارتفاع منسوب مياه النهر ببلديتي انتيكان ولكصيبة 2

Posted by ‎وزارة الزراعة Ministère de l'Agriculture‎ on Thursday, October 17, 2024

وأضاف في تصريحات صحفية أن السلطات استعانت بالجيش في الساعات الماضية لنقل المتضررين إلى أماكن آمنة "تفاديا للمزيد من الأضرار الناجمة عن ارتفاع منسوب مياه النهر".

والأربعاء، قالت اللجنة الوطنية لحقوق الإنسان (مؤسسة رسمية) إنها تشعر بـ"قلق عميق" إزاء الأضرار التي خلفتها الفيضانات الأخيرة لنهر السنغال، وقالت إن هذه الظواهر الطبيعية "تشكل تهديدا خطيرًا للسكان المقيمين على ضفاف النهر، ومن الضروري اتخاذ جميع التدابير اللازمة لضمان سلامة ورفاهية هؤلاء السكان".

المصدر: أصوات مغاربية