في ظل التوتر الذي يطبع العلاقات بين الرباط وباريس منذ أزيد من سنة، أطلق نشطاء مغاربة على منصات التواصل الاجتماعي، مؤخرا، حملة رقمية تطالب السلطات بفرض التأشيرة على الفرنسيين ردا على ما اعتبروه "تصرفات معادية".
وتأتي هذه الحملة بعد أيام قليلة من الكلمة التي وجهها الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون للمغاربة بعد الجدل الذي خلفته عدم استجابة المغرب لعرض المساعدة الفرنسي عقب زلزال الحوز، والتي خلفت غضبا عارما بين مدونين مغاربة عبروا عن استغرابهم لمخاطبة رئيس دولة شعب دولة أخرى.
#طبقوا_الفيزا_على_فرنسا
— مغربي 🇲🇦 (@khawateribarat) September 23, 2023
بسبب تصرفات معادية للمغرب من قبل الفرنسيين ورئيسهم
وكمواطن مغربي
أطالب سلطات بلدي بفرض التأشيرة على فرنسا. pic.twitter.com/DE6GW4SSsn
وتداول مستخدمون لمواقع التواصل الاجتماعي في المغرب على نحو واسع هاشتاغ "طبقوا الفيزا على فرنسا"، مبررين هذه الحملة بما وصفوها بـ"تصرفات معادية للمغرب من قبل الفرنسيين ورئيسهم"، وبصعوبات يواجهها مغاربة عند طلب الحصول على "فيزا" لدخول فرنسا.
🇲🇦| كمواطنة مغربية ..أطالب سلطات بلدي بفرض التأشيرة على فرنسا.
— asmae bounhir (@asmae_bounhir) September 23, 2023
الأشخاص اللذين لا يحترومون بلدنا وسيادتها ومقدساتها ويسعون لتقسيم بلدنا والإساءة لملكنا وشعبنا وينشرون سمومه ويطلقون أبواقهم الإعلامية علينا لتشويه صورة بلدنا غير مرغوب فيهم عندنا #طبقوا_الفيزا_على_فرنسا 🇫🇷 pic.twitter.com/aapvevuDJD
وكتبت إحدى المدونات عبر موقع "إكس"، "الأشخاص الذين لا يحترمون بلدنا وسيادتها ومقدساتها ويسعون لتقسيم بلدنا والإساءة لملكنا وشعبنا وينشرون سمومه ويطلقون أبواقهم الإعلامية لتشويه صورة بلدنا غير مرغوب فيهم عندنا".
بينما تساءل أحد المدونين "هل يستقيم أن تفرض فرنسا على المغاربة تأشيرة برسوم غالية الثمن وبمواعيد وشروط تعجيزية وبتكبر وتبجح لا مثيل لهما بينما في نفس الوقت يدخل الفرنسي إلى التراب المغربي بدون أدنى تأشيرة؟"، مضيفا "أليس هذا تبخيسا من كرامة المغاربة أجمعين؟".
هل فكر من اطلق هذا شعار عن عدد سياح فرانسين الذي ستخسره الدولة او عدد المستثمرين الفرنسيين
— Nader Ibrahim (@NaderIb1990) September 25, 2023
ام انهم يطلقون شعارات انفعالية طفولية فقط#طبقوا_الفيزا_على_فرنسا
وتفاعلا مع هذه الحملة، عبّر مدونون آخرون عن رفضهم لفرض التأشيرة على الفرنسيين محذرين من التداعيات المحتملة لذلك على القطاع السياحي بالمغرب.
وفي هذا الإطار تساءل أحد المتفاعلين "هل فكر من أطلق هذا الشعار (طبقوا الفيزا على فرنسا) في عدد السياح والمستثمرين الفرنسيين الذين ستخسرهم الدولة؟".
وكتب آخر "نحن في المغرب في أمس الحاجة لعائدات السياحة، فلا يمكن التخلي بهذه السهولة عن المورد الضخم، خصوصا أن نسبة كبيرة من السياح يأتون من فرنسا".
علاقات متوترة
يذكر أن العلاقات المغربية الفرنسية تتسم منذ أزيد من عام بنوع من التوتر، زادت حدته بعد اتهامات للمغرب بالتجسس عبر برنامج "بيغاسوس" على مسؤولين فرنسيين، وقرار باريس تشديد شروط منح التأشيرات للمواطنين المغاربة بسبب ملف المهاجرين غير النظاميين الذين تريد باريس ترحيلهم.
وتعمق الخلاف إثر تصويت البرلمان الأوروبي في منتصف شهر يناير الماضي، على قرار يطالب المغرب باحترام حرية التعبير والصحافة، وهو ما دفع البرلمان المغربي إلى "إعادة النظر في علاقاته مع البرلمان الأوروبي وإخضاعها لتقييم شامل"، مع توجيه الصحافة المحلية أصابع الاتهام إلى فرنسا بالوقوف وراء القرار.
ويغيب السفير المغربي عن باريس منذ الإعلان عن إنهاء مهام السفير السابق محمد بنشعبون في يناير الماضي.
وأعاد الزلزال الذي ضرب وسط المغرب قبل أزيد من أسبوعين الأزمة التي تشهدها العلاقات بين البلدين إلى الواجهة إثر الجدل الذي خلفه عدم استجابة المغرب لعرض المساعدة الفرنسي والكلمة التي وجهها الرئيس الفرنسي إثر ذلك للمغاربة والتي أثارت ردود فعل غاضبة.
كما وُجهت انتقادات حادة في وسائل إعلام ومواقع التواصل الاجتماعي بالمغرب لتغطيات بعض وسائل الإعلام الفرنسية للزلزال حيث اعتبرت "غير محايدة" و"موجهة" ضد الملك محمد السادس، وفق ما نقلت "فرانس برس".
والأسبوع الماضي، نفى مصدر حكومي مغربي ما جاء في حديث لوزيرة الخارجية الفرنسية كاثرين كولونا عن برمجة زيارة للرئيس إيمانويل ماكرون إلى المغرب بدعوة من الملك محمد السادس، وقال في تصريح نقلته وكالة الأنباء المغربية إن زيارة ماكرون للمغرب "ليست مُدرجة في جدول الأعمال ولا مُبرمجة".
- المصدر: أصوات مغاربية