أثارت دعوات إلى تبني الأطفال الذين فقدوا والديهم خلال الفيضان في درنة الليبية جدلا واسعا عبر منصات التواصل الاجتماعي، في وقت أعلنت الحكومة المشكلة من قبل مجلس النواب في شرق البلاد منحهم صفة "مكفول الدولة"، وسط تحذيرات دولية من استمرار تداعيات العاصفة دانيال على حياة آلاف الاطفال فيل هذا البلد المغاربي.
وفي حين أكدت اللجنة الوطنية لحقوق الانسان في ليبيا أن أعداد الأطفال النازحين في شرق البلاد جراء الفيضانات العارمة تجاوز 17 ألف طفل، فإن الاهتمام الأكبر ينصب على مصير اليتامى ممن فقدو آباءهم ومن يعيلوهم من بين هؤلاء.
مكفول الدولة
وللتعامل مع فئة الأيتام في المرحلة المقبلة، أعلنت الحكومة المكلفة من مجلس النواب منح صفة "مكفول الدولة" لكل طفل ليبي فقد ذويه خلال الفيضانات والسيول التي شهدتها المنطقة الشرقية قبل أسبوعين.
الحكومة الليبية المكلفة من مجلس النواب تمنح كل طفل ليبي فقد عائلته جراء عاصفة دانيال، صفة "مكفول الدولة" لتتكفل الدولة الليبية بتوفير الرعاية الاجتماعية والصحية والدعم النفسي له، إضافة إلى نفقة شهرية، وتوفير سكن لائق، والتكفل بمصاريفه الدراسية والعلاجية. pic.twitter.com/YUg5LrI6Zb
— شبكة الرائد الإعلامية (@arraedlgplus) September 22, 2023
وتقضي الصفة المذكورة بأن تتكفل الدولة بتوفير الرعاية الاجتماعية والصحية والدعم النفسي لكل طفل مشمول بهذا القرار، بما في ذلك "صرف نفقة شهرية وتوفير سكن لائق والتكفل بالمصاريف الدراسية ومصروفات العلاج"ن حسب نص المادة 2 من قرار الحكومة.
وتفاعل مدونون عبر صفحات التواصل مع منح صفة "مكفول الدولة" ليتامى الإعصار باعتبارها "خطوة في الاتجاه الصحيح" حيث الدولة تعتبر عائل من لا عائل له بين الأطفال المتضررين.
بعيد عن الانقسام السياسى
— Abdallah Bojula (@ABojull) September 24, 2023
منح أيتام كارثة درنة صفة مكفول الدولة هو شيء يستحق أن نثني عليه
لان هولاء هم أضعف ما خلفته الكارثة #رغم_الآلم_يبقى_الآلم#درنه_ستزهر_من_جديد #فزعت_خوت
وبحسب قرار حكومة أسامة حماد تشكل لجنة مختصة تتولى إحصاء الأطفال المشمولين بأحكام القرار، على أن تنهي مهمتها في أجل أقصاه شهر من تاريخ الجمعة الماضية، الموافق لـ 22 سبتمبر 2023
جدل "التبني"
وبعد أيام قليلة على الإعصار بدأت في الظهور دعوات لتبني أطفال درنة والمناطق المنكوبة الأخرى ممن فقدو ذويهم، وفي مقابلها تداولت صفحات ما قالت إنها "طلبات تبني" من قبل بعض العائلات في مدن ليبية أخرى.
لكن هذه الدعوات أثارت جدلاً بين مرتادي مواقع التواصل بين مؤيد رأى في ذلك الحل الأمثل بالنسبة للأطفال اليتامى، ومن استقبلها بنوع من الريبة خاصة وانها ظهرت في وقت مبكر جداً و "دون التأكد وجود أقارب آخرين لهؤلاء الأطفال"، بحسب ما رأى البعض.
الرجاء النشر للاهمية؛
— Nujoud Langhi (@NujoudL) September 15, 2023
نرجو عدم الاستعجال من اهلنا في #بنغازي و #مصراتة و #طرابلس بطلب تبني اطفال #درنة، فيجب احصاء عدد الأطفال وتوثيق اسماءهم وصورهم اولا، وعدم إخراجهم ونقلهم بشكل عشوائي لحمايتهم والعمل الحثيث على جمع شملهم بذويهم، قد يكون لهؤلاء أقارب حتى الدرجة الرابعة، .
وعبر نشطاء ومدونون عن خشيتهم من ان يؤدي التبني "العشوائي" إلى مشاكل مستقبلية تتعلق بمصير الأطفال وعدم معرفة أنسابهم، مشددين على ضرورة أن تتم العملية وفق آليات منظمة تشرف عليها جهات رسمية بعد التأكد من عدم وجود أقارب للطفل.
وبحسب عضو جمعية الهلال الأحمر الليبين محمد الزلي، فإن عشرات الأطفال بمختلف أعمارهم ممن فقدوا ذويهم بسبب الإعصار موجودين في مأمن وتحت رعاية الهلال الأحمر الليبي في درنة.
وقال الزلي، في تصريحات نقلتها وكالة الأنباء الليبية، إنه من المبكر جدا الإعلان عن يتم هؤلاء الأطفال، مشيراً إلى وجود عدد كبير من المفقودين الذين لم يتم العثور عليهم حتى الآن و "ربما في قادم الأيام يظهر ذوو هؤلاء الأطفال من الدرجة الثانية والثالثة في حال فقدوا آباءهم وأمهاتهم".
حتى الصغار عمرهم شهور وسنه وسنتين
— انفال (@sdym676) September 17, 2023
راه قصه طلب تبني نتبني!
الأطفال عندهم اقارب وأهل ف درنه
رايحين مثل الضباع ع اطفال المدينه
ولفت المتحدث إلى أن عملية تبني هؤلاء "لن تكن عشوائية"، بل ستتم بعد استقرار الأوضاع عن طريق الجهات المعنية ودور الهلال الأحمر ، مشدداً على ان الأولوية في الوقت الحالي هو الحفاظ على أمن وسلامة الأطفال.
وتعلن السلطات المختصة في شرق البلاد عن تحديثات جديدة متتابعة بشأن أرقام قتلى الفيضانات في درنة وبقية المناطق المنكوبة شرق ليبيا، وذلك مع انتشال المزيد من الجثث بشكل يومي.
لايوجد اى اطفال تم عرضها للتبنى.. https://t.co/LBCtlGBi6p pic.twitter.com/6vboC6uiog
— 🇦🇷🇱🇾Arabab 17 (@Algadi271Arabab) September 21, 2023
ورغم تحديثات أرقام ضحايا الفيضانات التي تعلن السلطات المختصة في شرق البلاد يومياً، فإن الكثير من الجثث لم يتم التعرف عليها ما استدعى إجراء تحليلات الحمض الننوي عليها، ما قد يصعب من تحديد الأرقام النهائية للأطفال الذين مات أو فقد ذووهم بالفعل حتى الآن.
ويخشى البعض من ظهور "تجارة الأطفال" في ليبيا ما بعد الكارثة، خاصة مع توارد تقارير عن تصاعد عدد "الحسابات المزيفة" على فيسبوك والتي تدعي توفير أطفال للتبني من مدينة درنة.
سيكولوجية المجتمع الليبي تعتبر إندفاعية بشكل كبير وهذا للأسف ليه وقع سلبي في امور كثيرة منها الامور السياسية ، قصة اللي عقدوا قرآنهم في المطار واللي طالعين يوزوعوا في أطفال للتبني كأنهم سلع وغيرها من الافعال الاندفاعية اللي من غير عقل وتفكير واللي ماشية بالعاطفة كلها ليها نتائج
— Tasnem shegwara ⚖️ (@Tasnemsh6) September 18, 2023
ويعتبر مختصون الأطفال من بين أكثر الفئات المتضررة من كارثة إعصار دانيال، وهم الأكثر عُرضة لخطر التهديدات المتعلقة بالصحة العامة والصحة العقلية والاضطرابات النفسية والإجتماعية في مرحلة ما بعد الكارثة.
وكانت بعثة منظمة الأمم المتحدة للطفولة يونيسف ناشدت بعدم نسيان درنة والدمار الذي خلّفته السيول والفيضانات في شرق البلاد على حياة الأطفال، بعد ما يقرب من أسبوعين على الكارثة، مؤكدة مواصلة مكتبها في ليبيا العمل على الأرض مع شركائها لتوفير احتياجات الأطفال الهائلة .
اطفال #درنه اليوم يغنو لمدينتهم الجريحه و هذا المطلوب الآن الدعم النفسي ❤️🩹 pic.twitter.com/7ecqdCcea8
— أسيل (@alebedeasoo) September 18, 2023
وضربت العاصفة "دانيال" سواحل ليبيا الشرقية يومي 10 و 11 سبتمبر الحالي، وتسببت في مقتل ما لايقل عن 3890 شخصا، بحسب أحدث حصيلة صادرة عن لجنة الإشراف على عمليات الإغاثة بشرق ليبيا، بينما تتجاوز أرقام المفقودين 8 آلاف بحسب ذات السلطات.
المصدر : أصوات مغاربية