تداول العديد من مستخدمي المنصات الاجتماعية في المغرب خلال اليومين الأخيرين مقطعا مصورا قالوا إنه يوثق لاعتداء تعرضت له أستاذة داخل مؤسسة تعليمية الأمر الذي أثار موجة من ردود الفعل الغاضبة.
وأظهر الفيديو المتداول قيام سيدة ذكر نشطاء أنها والدة أحد التلاميذ، بالدخول إلى مؤسسة تعليمية نواحي إقليم مولاي يعقوب (شمال شرق المغرب) وتعريض إحدى الأستاذات لاعتداء.
كما تداول متفاعلون آخرون صورا قالوا إنها للأستاذة من داخل إحدى المستشفيات مشيرين إلى أنه تم نقلها من المؤسسة التعليمية إلى المستشفى على متن سيارة إسعاف.
وأثار الفيديو المتداول موجة من ردود الفعل الغاضبة إذ علقت إحدى المتفاعلات "هكذا أصبح يُكَرَّمُ الأستاذ" وأضافت أن "أستاذة تعمل بمجموعة مدارس أولاد بوصالح بجماعة عين الشقف التابعة لمديرية مولاي يعقوب تعرضت لاعتداء لا يمكن تبريره بأي حال من الأحوال، حيث انهالت عليها أم تلميذ بالركل والرفس والسحل".
وقال متفاعل آخر إن الأستاذة "تعرضت للركل والرفس والسحل من طرف أم تلميذ انعدمت في قلبها الرحمة ومعاني الإنسانية داخل حرمة المؤسسة على مرآى ومسمع من الأطر التربوية والتلاميذ، حيث تم نقلها إلى المستعجلات على متن سيارة الإسعاف".
وبدورها، نددت منظمات نقابية وحقوقية بما تعرضت له الأستاذة وعبرت عن تضامنها معها.
وفي هذا الإطار، طالبت الجامعة الوطنية للتعليم (نقابة) عبر مكتبها الإقليمي بمولاي يعقوب المديرية الإقليمية للتعليم بتعيين محامٍ لمؤازرة الأستاذة، مشيرة إلى أن "وكيل الملك أصدر قرارا باعتقال الأم المعتدية".
واعتبرت "الهيئة الديمقراطية المغربية لحقوق الإنسان" أن ما تعرضت له الأستاذة "لا يمكن تبريره بأي حال من الأحوال"، محمّلة وزير التعليم "ما آلت إليه المؤسسات التربوية من تسيب وتطاول على حرمتها وكرامة الأساتذة والأطر التربوية".
من جانبها، أوضحت المديرية الإقليمية لوزارة التعليم بمولاي يعقوب في بلاغ لها، الثلاثاء، أن مجريات الواقعة تعود إلى يوم الأربعاء الماضي وأن مدير المؤسسة المعنية "قام بالمتعين في حينه عبر إخطاره للمديرية الإقليمية وإشعاره للدرك الملكي والوقاية المدنية لإسعاف الأستاذة وتحرير محضر قانوني للمتابعة والإنصاف".
وأكدت المديرية مؤازرتها للأستاذة أمام القضاء كطرف معني بالقضية، داعية جمعيات أمهات وآباء وأولياء التلاميذ إلى "مزيد من التعبئة والتحسيس بأهمية التواصل الناجع والمثمر والهادئ خدمة للمصلحة الفضلى للمتعلمين والمتعلمات".
وأعاد هذا الحادث النقاش حول العنف في الوسط المدرسي خصوصا أنه سبق لمؤسسات تعليمية أن شهدت حوادث مشابهة حيث تعرض أساتذة لاعتداءات إما من طرف تلاميذ أو أولياء أمور.
وكانت دراسة بشأن "العنف في الوسط المدرسي" أصدرها المجلس الأعلى للتربية والتكوين والبحث العلمي (هيئة رسمية)، يوليو الماضي، نبهت إلى أن العنف ضد الأساتذة هو "أخطر أنواع العنف المدرسي".
وأوضحت الدراسة أن ذلك "يقوض العلاقة بين التلميذ والأستاذ ويؤثر على ظروف العمل التربوي داخل القسم وخارجه وينسف سلطة الموظفين التربويين ويحبط عملهم"، لافتة إلى أن "الاعتداء اللفظي هو أكثر أنواع هذا العنف شيوعا والاعتداء الجسدي أكثرها خطورة".
- المصدر: أصوات مغاربية