تسابق هيئات حقوقية بالولايات المتحدة الزمن لانتزاع قرار من السلطات الأميركية يمنح "حماية مؤقتة" للمهاجرين الموريتانيين الموجودين على الأراضي الأميركية بصفة غير نظامية.
ويضغط مجموعة من النشطاء الموريتانيين والأميركيين على السلطات الحكومية في أكثر من ولاية لتبني قرارات تدرج المهاجرين الموريتانيين ضمن فئة "الحماية المؤقتة" حتى لا يتم ترحيلهم إلى بلدهم، على غرار عدد من الجنسيات التي استفادت من هذا الحق في السنوات الأخيرة.
ويسمح وضع "الحماية المؤقتة"، أو "تي بي إس"، لبعض المهاجرين الذين لا يستطيعون العودة بأمان إلى بلدانهم الأصلية بسبب النزعات المسلحة أو الكوارث الطبيعية بالبقاء مؤقتا في الولايات المتحدة، لفترة محددة قابلة للتجديد.
ويشمل هذا الحق في الوقت الراهن مواطني أفغانستان، ميانمار، الكاميرون، السلفادور، أثيوبيا، هايتي، هندوراس، نيبال، نيكاراغوا، الصومال، جنوب السودان، السودان، سوريا، أوكرانيا، فنزويلا، واليمن، غير أن المنظمات المدافعة عن حقوق الإنسان تطالب الإدارة الأميركية بإضافة دول جديدة إلى القائمة، بينها موريتانيا.
ونقل موقع "StateNews" المحلي بولاية أوهايو (غرب وسط) تحركات للمهاجرين الموريتانيين غير النظاميين للضغط على نواب الولاية لإيصال صوتهم إلى الكونغرس.
ويشكو هؤلاء من خشية ترحيلهم إلى موريتانيا، البلد الذي يتهمونه في تصريحات إعلامية، بممارسة التمييز ضد "الحراطين" (مجموعة تنحدر من فئة العبيد السابقين).
ومن ضمن تلك التصريحات، تصريح نقله الموقع عن مهاجر يدعى تامبادو، الذي قال إن مواطنين في بلده يعانون من "ظلم تمارسه السلطات ضدهم".
وأضاف المتحدث ذاته "في كل مرة نحاول القيام بمسيرة سلمية، نطالب فيها بالعدالة للأشخاص الذين قُتلوا مثل والدي، ينتهي بنا الأمر في السجن".
من جانبها، قالت تيام هوليي، رئيسة الشبكة الموريتانية لحقوق الإنسان بالولايات المتحدة، إن المهاجرين الموريتانيين غير النظاميين بالولايات المتحدة في أمس الحاجة إلى الحصول على وضع "الحماية المؤقتة" حتى يتسنى لهم العمل لإعالة أنفسهم وأسرهم.
وزادت موضحة، "العديد من الأسر الموريتانية في الولايات المتحدة ترحب بالمهاجرين الجدد ولكن ليس هناك الكثير مما يمكنها تقديمه لهم (…) يحتاجون (المهاجرون الجدد) إلى عمل حتى يعيلوا أنفسهم ويقفوا على أقدامهم".
100 محتجز
موازاة مع تلك الجهود، أطلقت الشبكة عريضة إلكترونية تدعو إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن لمنح الحماية المؤقتة للموريتانيين، كما نبهت العريضة الإدارة الأميركية إلى وجود أكثر من 100 موريتاني محتجز في السجون التي تشرف عليها إدارة الهجرة الأميركية استعدادا لترحيلهم.
وبلغ عدد الموقعين على العريضة 211 شخصا إلى حدود يوم أمس الأربعاء، وجاء في نصها أن ترحيل هؤلاء من شأنه أن يعيدهم إلى "العبودية والفصل العنصري".
ارتفاع مستمر
وزاد إقبال المهاجرين الموريتانيين غير النظامين في الآونة الأخيرة على الهجرة نحو الولايات المتحدة انطلاقا من دول أميركا الجنوبية، إذ يضطر بعضهم إلى السفر إلى البرازيل ثم يقطعون آلاف الأميال مرورا بكولومبيا وبنما قبل الوصول إلى الحدود الأميركية المكسيكية.
ووفق معطيات نشرتها الجمارك الأميركية، بلغ عدد هؤلاء أكثر من 8500 مهاجر خلال الفترة الممتدة من مارس إلى يونيو الماضيين.
من جانبه، سجل حرس الحدود الأميركية ارتفاعا بنسبة ألف في المائة في أعداد المهاجرين الوافدين من بعض الدول، بينها موريتانيا، على الجدار الحدودي الفاصل بين الولايات المتحدة والمكسيك العام الماضي.
- المصدر: أصوات مغاربية