شرطة احتجاجات موريتانيا
احتجاجات سابقة في موريتانيا- أرشيف

دعت منظمات حقوقية السلطات الموريتانية السماح لناشط سياسي معتقل بتمكينه من "حقوقه المكفولة في القوانين المحلية والدولية عبر السماح له بالتواصل مع عائلته والولج إلى خدمات محام وطبيب".

وتداولت مواقع محلية، الإثنين، بيانا من منظمة العفو الدولية يطالب السلطات الموريتانية بـ "احترام القانون الوطني والدولي"، والسماح للناشط يوبا سيبي الذي اعتقلته السلطات السنغالية منتصف سبتمبر الماضي وسلمته لموريتانيا دون إعلان رسمي.

في السياق نفسه، كانت اللجنة الوطنية لحقوق الإنسان بموريتانيا (رسمية) أعلنت مؤخرا أن يوبا سيبي "محتجز" في "سجن نواكشوط المدني دون إمكانية الاتصال بمحامي ودون إمكانية الاتصال بعائلته".

من جانبها، قالت منظمة "مبادرة انبعاث الحركة الانعتاقية"، المعروفة باسم "إيرا"، المناضلة في مجال حقوق الأرقاء السابقين، إن الناشط السياسي "اختطف من دكار من طرف شرطيين من بلاده كانوا قد شدوا وثاقه وسلموه في الـ 15 سبتمبر الماضي لنظرائهم الموريتانيين".

ويحمل سيبي، الجنسيتين الموريتانية والسنغالية، ويأتي اعتقاله إثر اتهامه من قبل السلطات الموريتانية بالوقوف خلف أنشطة "تحرض على الكراهية وتقويض معنويات قوات الجيش" من خلال منشوراته على وسائل التواصل الاجتماعي.

وكان نشطاء من حركة "إيرا" احتجوا في الأيام الماضية بالعاصمة نواكشوط، مطالبين بإطلاق سراح سيبي، وقال ناشطون على منصة فيسبوك إنهم "تعرضوا لقمع عنيف" من قبل الشرطة الوطنية.

وحول تاريخ الاعتقال الرسمي، قال فيرمين مبالا، الباحث في المكتب الإقليمي للمنظمة غير الحكومية لغرب أفريقيا في منظمة العفو الدولية في بيان، إن "المنظمة أُبلغت باعتقال الناشط يوبا سيبي في السنغال، في 14 سبتمبر 2023، من قبل لجنة التحقيقات الجنائية".

وفي السياق نفسه، طالب مبالا السلطات الموريتانية والسنغالية بـ"تسليم أي شخص محتجز إلى بلد آخر وفق إجراء قانوني" مًؤكدا أنه "في حال عدم احترام هذا البند تكون عملية تسليمه غير قانونية".

وتعود خلفيات هذه القضية لاندلاع مظاهرات عنيفة أواخر ماي الماضي، في بعض أحياء مدينتي نواكشوط ونواذيبو، أكبر مدن موريتانيا، ووصلت إلى مدن أخرى جنوب البلاد، وذلك خلال احتجاجات على وفاة شاب موريتاني كان موقوفاً لدى الشرطة، واتهمت عائلته أفراداً من الشرطة بالتورط في مقتله.

وآنذاك شهت منصات التواصل دعوات للعنف وعمت مدن البلاد أعمال شغب و"تخريب لبعض الممتلكات العامة والخاصة"، دفعت الشرطة لملاحقة عدة عناصر بتهمة التحريض وزعزعة الأمن.

كما رحلت السلطات بعد ذلك مواطنين من جنسيات أجنبية بينهم 15 أجنبيا شاركوا في الاحتجاجات التي شهدتها مدن البلاد عقب وفاة شاب بعد ساعات من توقيفه بمركز للشرطة في العاصمة نواكشوط.

المصدر: أصوات مغاربية

مواضيع ذات صلة

جانب من الاضرار التي خلفتها فيضانات نهر السنغال. المصدر: وزارة الزراعة الموريتانية
جانب من الاضرار التي خلفتها فيضانات نهر السنغال. المصدر: وزارة الزراعة الموريتانية

سادت حالة من الحزن على منصات التواصل في موريتانيا بعد إعلان وفاة ضابط صف شاب خلال مشاركته في إنقاذ وإغاثة المتضررين من فيضانات نهر السنغال في أقصى جنوب البلاد.

وقالت وسائل إعلام محلية إن الأمر يتعلق بضابط شاب في البحرية الموريتانية يدعى محمد بن عوف كان ضمن كتيبة مكلفة بمساعدة المتضررين من فيضانات النهر الذي يقع على الحدود بين موريتانيا وجارتها الجنوبية السنغال.

ووصف موقع "المنصة" المحلي الحادث بـ"المأسوي"، فيما عبر المتضررون من الفيضانات عن تقديرهم لتضحيات أفراد الجيش لإنقاذهم من السيول.

وبينما لم يصدر حتى الآن بيان رسمي بخصوص الواقعة من الجهات الرسمية، تفاعل موريتانيون على مواقع التواصل الاجتماعي مع خبر وفاة الضابط الشاب ووصفه بعضهم بـ"البطل".

إنتقل إلى رحمة الله تعالى (محمد ولد بنعوف) أحد الأبطال من قواتنا البحرية الوطنية بعدما غرق قاربهم أثناء مهمة أمنية...

Posted by Jebril Brahim Boilil on Friday, October 25, 2024

وكتب مدون "انتقل إلى رحمة الله تعالى (محمد ولد بنعوف) أحد الأبطال من قواتنا البحرية الوطنية بعدما غرق قاربهم أثناء مهمة أمنية وإنسانية ووطنية لإنقاذ سكان الضفة".

وقال آخر "قواتنا البحرية تقوم بجهد هام في إنقاذ السكان وممتلكاتهم من مخاطر ارتفاع منسوب النهر وقد فقدت أمس أحد أبطالها وهو الشاب البطل محمد بن عوف الذي ضحى بحياته من أجل أن ينعم سكان الضفة بعيش رغيد".

أما السيد الشيخ فتساءل عن أسباب غياب نعي رسمي للشاب ودعا الجهات الرسمية لتقديم واجب العزاء لأسرته وتشييعه وفق المراسيم العسكرية.

كما فتحت وفاة الشاب النقاش من جديد حول آليات الإغاثة والانقاذ في موريتانيا، وطالب مدونون بتكوين فرق متخصصة في مواجهة الكوارث.

وفاة (محمد ولد بنعوف) أحد أفراد قواتنا البحرية الوطنية بعدما غرق قاربهم أثناء مهمة أمنية وطنية لإنقاذ سكان...

Posted by ‎ميمي الزوينه براهيم‎ on Friday, October 25, 2024

وأدت فيضانات نهر السنغال في الأيام الأخيرة إلى نزوح مئات الأسر الموريتانية المستقرة على ضفافه إلى مناطق أخرى، بعد أن حاصرت المياه أزيد من عشرين قرية وقطعت معظم الطرق المؤدية إلى هذه القرى.

ونهر السنغال هو أحد الأنهار الرئيسية في غرب إفريقيا، ويمتد بطول حوالي 1800 كيلومتر من مرتفعات غينيا حتى يصب في واجهة السنغال بالمحيط الأطلسي، عابرا الحدود مع موريتانيا التي تعتمد عليه بدورها في حاجاتها المائية.

وفي زيارة للمناطق المتضررة من ارتفاع منسوب النهر الأسبوع الماضي، قال وزير الزراعة والسيادة الغذائية، أمم ولد بيباته، إن الفيضانات خلفت "أضرارا كبيرة" بالمزارع والقرى المحاذية للنهر.

مقتطفات من زيارة معالي الوزير لبعض القرى المتضررة من ارتفاع منسوب مياه النهر ببلديتي انتيكان ولكصيبة 2

Posted by ‎وزارة الزراعة Ministère de l'Agriculture‎ on Thursday, October 17, 2024

وأضاف في تصريحات صحفية أن السلطات استعانت بالجيش في الساعات الماضية لنقل المتضررين إلى أماكن آمنة "تفاديا للمزيد من الأضرار الناجمة عن ارتفاع منسوب مياه النهر".

والأربعاء، قالت اللجنة الوطنية لحقوق الإنسان (مؤسسة رسمية) إنها تشعر بـ"قلق عميق" إزاء الأضرار التي خلفتها الفيضانات الأخيرة لنهر السنغال، وقالت إن هذه الظواهر الطبيعية "تشكل تهديدا خطيرًا للسكان المقيمين على ضفاف النهر، ومن الضروري اتخاذ جميع التدابير اللازمة لضمان سلامة ورفاهية هؤلاء السكان".

المصدر: أصوات مغاربية