تسعى الحكومة الموريتانية لمعالجة مشكلة "البذخ في المناسبات الاجتماعية"، وذلك إثر وضع البلاد خطة عمل وطنية للوقاية والتصدي لهذه الظاهرة التي عارضتها أصوات كثيرة على منصات التواصل.
وعقدت الحكومة مساء أمس الثلاثاء بنواكشوط، اجتماع للجنة الوزارية المكلفة بالتصدي لظاهرة "البذخ في المناسبات الاجتماعية"، ترأسه الوزير الأول محمد ولد بلال مسعود الذي أدار جلسة فنية لوضع خطوات عملية لمواجهة هذه الممارسات.
وترى الوزارة الأولى بهذا البلد المغاربي أن ظاهرة البذخ في المناسبات الاجتماعية "خطيرة ودخيلة على منظومة قيمنا وأخلاقنا، ومنافية لتعاليم ومقتضيات الشرع" كما حذرت من أن تداول مثل هذه الممارسات من خلال وسائط التواصل الاجتماعي زاد منها".
وخلال الشهور الماضية تكررت على وسائل التواصل الاجتماعي في البلاد دعوات للتخلي عن "إهدار الأموال" في المناسبات الاجتماعية، وتطورت بعض تلك الدعوات إلى حملة تحت شعار "نعم للحد من غلاء المهور".
وتشير الحملة إلى أن "الإسراف" الذي أصبح طاغيا في مراسم الزفاف دفع الشباب إلى "العزوف عن تكوين أسر" لعدم قدرتهم على توفير تلك المبالغ "الضخمة التي يتطلبها الزواج في بعض فئات المجتمع.
وكان مهر بنت رجل الأعمال الموريتاني المعروف محمد ولد بوعماتو، أثار جدلا واسعا على منصات التواصل الاجتماعي في موريتانيا، حيث أظهر فيديو تم تداوله في أغسطس من العام الماضي أن المبلغ المستلم نحو ٥٠ دولار في خطوة اعتبرت لمحاربة البذخ.
وقالت الناشطة في الحملة الداعية للحد من غلاء المهور، فنفونة بوبة جدو، آنذاك لـ"أصوات مغاربية" إن تكاليف حفل الزفاف تصل في الغالب لـ ٥ ملايين أوقية قديمة أي ما يقارب (13 ألف دولار).
وذكرت المتحدثة، أن "غلاء المهور هو السبب الرئيس في عزوف الشباب عن تكوين أسر، لأن أغلب الشباب يعجز عن ذلك بسبب ضعف الإمكانات والشروط التعجيزية التي يضعها المجتمع".
ويُعرف المجتمع الموريتاني بعادات "فريدة" في الزواج توارثتها الأجيال في البلاد منذ سنوات عديدة، ولم يمنع الحفاظ عليها من دخول ممارسات جديدة بسبب تأثيرات الانفتاح على مجتمعات أخرى في المنطقة رغم الفرق الذي يراه ناشطون في "الإسراف".
المصدر: أصوات مغاربية