لقطة مأخوذة من فيديو مثير للسجالات نشرته صفحة الشرطة الوطنية الموريتانية على فيسبوك
لقطة مأخوذة من فيديو مثير للسجالات نشرته صفحة الشرطة الوطنية الموريتانية على فيسبوك

تفاعل موريتانيون بشكل واسع مع ملاحقة قوات الأمن الوطني أفراد "عصابة لكصر" إلى خارج الحدود، بعد عملية السطو على بنك محلي، حيث تم اعتقال اثنين منهم في غينيا، بينما تعقبت شخصاً آخر في السنغال المجاورة.

ونشرت الإدارة العامة للأمن الموريتاني، مساء الجمعة، فيديو يظهر متهمين اثنين محاطين بعناصر أمنية مباشرة بعد أن حطت طائرة صغيرة أقلتهم من غينيا إلى العاصمة نواكشوط.

وكان أفراد العصابة نفذوا عملية سطو مسلح ضد فرع تابع للبنك الشعبي الموريتاني (خاص)، مطلع نوفمبر الجاري، في مقاطعة لكصر بالعاصمة نواكشوط.

ووفقا للأمن الموريتاني، فإنها وصلت إلى الجناة بعد "القيام بعمليات تتبع وملاحقة دقيقة ومتأنية مكنت من التعرف على هويات الفاعلين، رغم استخدامهم أساليب ووسائل تمويه وتضليل محترفة".

وأشار المصدر نفسه، في بيان، إلى أن عناصرها أمسكوا "بخيوط أولية ساعدت في كشف مسار رحلة العصابة خارج البلاد"، فتم "إرسال فرقة لملاحقة الجناة خارج الحدود بالتنسيق والتعاون مع السلطات الأمنية السنغالية والغينية المختصة".

وألقت السلطات في كوناكري، عاصمة غينيا، على المنفذين الرئيسيين ويحملان الجنسية المصرية، بينما اعتقل أيضا شريكهما الموريتاني الجنسية في السنغال.

وأضافت: "بعد إعادتهم إلى أرض الوطن، سيتواصل التحقيق لمعرفة كل الظروف والملابسات التي اكتنفت تنفيذ هذه العملية وغيرها من عمليات التلصص، التي يشتبه أن العصابة قامت بها من ذي قبل أثناء تواجدها داخل التراب الوطني".

وخلق الفيديو الذي نشرته السلطات سجالات على الشبكات الاجتماعية، إذ يظهر وجوه المتهمين والقوات الملثمة التي أمسكت بهم بطريقة مثيرة.

وسبق للعاصمة الموريتانية أن شهدت عمليات مماثلة، إذ تعرض أحد فروع "التجاري وفا بنك" في 2018 لعملية سطو مسلح استولى خلالها مجهولون على بعض الأموال وتسببوا في إصابة شخص بجروح وصفت بالخفيفة.

وفي أبريل من العام 2017 قام ثلاثة "مجرمين" باقتحام أحد فروع بنك "بي أم سي إي" الموريتاني، قبل أن تمكن التحقيقات التي قامت بها أجهزة الأمن من اعتقالهم و"استعادة الأموال" التي استولوا عليها.

وفي مارس الماضي أيضا، ضبطت السلطات الأمنية عصابة من أجنبيين يحملان الجنسية الجورجية، بعد تحايلهما على مواطن موريتاني يملك صرافة، واستيلائهما على مبلغ 106 آلاف يورو.

وبعد أن غادر المتهمان البلاد نحو جزر لاس بالماس الإسبانية، قال الأمن الموريتاني إنه تواصل مع نظيره الإسباني وتم استعادة الشخصين إلى نواذيبو وبحوزتهما المبلغ المالي المسروق.

ترسانة أمنية

وأشاد عدد من الموريتانيين على وسائل التواصل الاجتماعي بنجاح الأمن الموريتاني في تعقب الجريمة، بينما لفت آخرون إلى أن تفشي العصابات المتخصصة في سرقة البنوك والتجار تؤكد أن البلاد بحاجة إلى ترسانة أمنية وقانونية رادعة.

وكتب محمد بلال: "نهنئ ونبارك للإدارة العامة للأمن الوطني على هذه العملية النوعية التي تضمنت عمليات تتبع وملاحقة دقيقة"، مضيفا أن العملية جرت بالتنسيق مع الإنتربول والسلطات الأمنية السنغالية والغينية.

بدوره، علّق محمد على بيان الأمن الموريتاني، قائلا "حفظ الله قوات أمننا، يبقى سلك الاستخبارات في موريتانيا هو الأفضل في المنطقة".

وكتب الناشط الموريتاني، حمين معيبس، عن "تطور الجريمةً" في موريتانيا، بالقول إنه حادثة البنك الشعبي وقعت "في وضحًً النهار معً سبق إصرار وترصد وحمل السلاح من أجل الإعتداء على مؤسسة مصرفيةً وقتل منً فيها في حالةً المواجهة".

وأوضح أن الجناة قاموا بتنفيذ عملية السرقة "بزي موريتاني تقليدي"، من أجل "التشويش على إجراءات المتابعة والتقصي والملاحقة".

لكنه أشار إلى أن الشرطة الموريتانية طورت أيضا أساليب جديدة في التحقيق وًالمتابعة، على غرار "جرد سجل الكاميرات المنصوبة داخل بناية البنك قصد الإطلاع نوعيات الزبناء وملامحهم وهو الأمر الذي قاد المحققين لملاحظة تكرر أوجه أجنبية تأتي للبنك دون دفع ولا سحب لمعرفة مواقع المراقبة في البنك وهو ما يتم بمساعدة مواطن موريتاني، ومن هنا بدأت خيوط اللغز تنكشف، فتحركت الأجهزة الأمنية وتم القبض على العصابة".

آخرون تحدثوا عن "فشل الشرطة الموريتانية"، بسبب الجرائم المتكررة. واستعرض محمد لمين جملة من الجرائم مؤخرا، قائلا "كل هذه الاعتداءات تثبت بما لا يدع مجالا للشك فشل المقاربة الأمنية".

​​

 

المصدر: أصوات مغاربية

مواضيع ذات صلة

باحة مؤسسة تعليمية مغربية - أرشيف
باحة مؤسسة تعليمية مغربية - أرشيف

في عامه الثاني، يثير برنامج "مدارس الريادة" بالمغرب، وهو مشروع حكومي يروم تحسين جودة التعليم في المدارس العمومي، جدلا وتساؤلات بشأن غايته وأسباب محدودية تعميمه.

ويعد البرنامج من بين المبادرات والخطط الجديدة التي أطلقتها وزارة التربية الوطنية ضمن خطة شاملة لمراجعة طرق التدريس وتجاوز التعثرات التي يعيشها التعليم العمومي.

وقالت الوزارة غداة إطلاق الموسم الدراسي الجديد إن أزيد من 8 ملايين و112 ألف تلميذة وتلميذ التحقوا بالمؤسسات التعليمية بينهم مليون و300 ألف تلميذ سيتابعون دراستهم في مدارس يشملها برنامج "مدارس الريادة".

وفق معطيات الوزارة انتقل عدد مدارس الريادة منذ انطلاقها العام الماضي من 626 مؤسسة تعليمية إلى 2626 في الموسم الدراسي الحالي واضعة هدف تعميم التجربة على 8630 مدرسة بحلول عام 2028.  

وكان وزير التربية الوطنية، شكيب بنموسى، قد أكد في تصريحات صحافية نجاح التجربة الأولى للمشروع العام الماضي، مفيدا بأن التقييم الأولى أظهر أن مستوى التلاميذ بالمستوى الثاني إلى المستوى السادس ابتدئي "سجلوا تحسنا ملموسا في معدلات التحكم في القدرات والكفايات التي تم تقييمها".

وتقوم فكرة هذا البرنامج على تحسين عملية التعلم من خلال اعتماد منهجية تدريسية جديدة متعددة الأبعاد تركز على "الرفع من جودة التعلمات الأساسية والتحكم بها، وتنمية كفايات التلاميذ وتعزيز تفتح المتعلمين".

ويتم ذلك من خلال تدريس كل مادة في المستوى الابتدائي من قبل أستاذ متخصص بدل إسناد عدد من المواد لمعلم واحد وذلك بالاعتماد على تقنيات وأساليب بيداغوجية حديثة.

ووصف بحث ميداني، أجراه المرصد المغربي للتنمية البشرية (مؤسسة رسمية) ونشرت نتائجه في يوليو الماضي، المرحلة الأولى من مدارس الريادة بـ"الايجابية"، لافتا إلى أنه "يعد مكسبا تربويا وجب تثمين نتائجه الإيجابية الأولية وتحصين مكتسباته باعتبارها رهانا جماعيا للنهوض بالمدرسة العمومية خلال السنوات المقبلة".

ودعا البحث الحكومة إلى الاستفادة من "الصعوبات" التي واجهت البرنامج في عامه الأول بغية تعمميه على المدارس العمومية كلها و"استباق حاجيات الأساتذة للتكوين المستمر والمواكبة في مرحلة الاستئناس باستعمال التكنولوجيا الرقمية في العملية التربوية".

افتراضيا، يبدو أن الخطة الحكومية لم تقنع بعد الكثير من النشطاء في الشبكات الاجتماعية، حيث أشار بعضها إلى تسجيل "تعثرات" في الموسم الدراسي الحالي.

وتفاعلا مع هذا انقاش قال الحسين زهيدي، أستاذ التعليم العالي وخبير في السياسات التربوية العمومية في تدوينة على فيسبوك إن حديث الحكومة عن إطلاق المرحلة الثانية من البرنامج تتزامن مع وجود "مآت" التلاميذ خارج أسوار مدارسهم "العادية" وفق تعبيره.

وقال "في الوقت الذي نتابع روبورتاجات في الاعلام العمومي عن +مدارس الريادة+ وبداية موسم دراسي بهيج ومبهج! نستمع يوميا ونشاهد قصص مآس التلاميذ والتلميذات لم يدخلوا بعد إلى مدارسهم +العادية+ لأنها لم تفتح ابوابها في وجوههم بعد".

وتابع "الأسباب في الغالب تقنية من قبيل عدم تسلم المؤسسات بعد، بمعنى أن تلك المؤسسات لازالت تحت تصرف المقاولين وغيرها من الأسباب التي نجهلها. ولكنها وضعتنا أمام ثانويات فارغة من التجهيزات التعليمية".

وسبق لجمعية "أتاك المغرب" أن انتقدت البرنامج الحكومي في تقرير أصدرته أبريل الماضي وقللت من احتمال نجاحه في وضع حد "اختلالات" يعاني منها التعليم العمومي.

وجاء في التقرير "ليست المدرسة الرائدة سوى صيغة جديدة لوضع التعليم في خدمة الرأسمال، ضمن خارطة الطريق التي تجسد منظور الدولة الحالي للتدخل في توجيه التعليم، وفق ما سبق أن ورد في النموذج التنموي الجديد".

وأضافت "لقد أضحى بديهيا أن الدولة كلما أرادت الاقدام على هجوم جديد، تحاول دائما استثمار الأزمة والبرهنة على أن الأمور لا تسير على ما يرام، وذلك لتسهيل تمرير خارطة الطريق ومشروع المدرسة الرائدة وغيرهما من المشاريع".

وقارنت صفحة بين هذا المشروع والرتب التي بات يحتلها التلاميذ المغاربة في عدد من التقييمات الدولية، وكتبت "مدرسة الريادة: المغرب في المرتبة 77 من أصل 79 دولة من حيث اكتساب الكفايات الخاصة بالرياضيات وفي المرتبة 75 من أصل 79 فيما يخص القراءة ما يؤكد أزمة التعلمات بالمدرسة العمومية".

وتساءل مدون آخر عن أسباب عدم تعميم "مدارس الريادة" على التعليم الخصوصي.

فيما تساءلت مدونة أخرى عن هذه المدارس وعن مميزاتها مقارنة بالمدارس العمومية الأخرى.

المصدر: أصوات مغاربية