أبدت الحكومة الموريتانية امتعاضها مجددا من تأخر المشاريع الكبرى، كما وجهت وزارة النقل والتجهيز انتقادات لشركات المقاولة المحلية وذلك بعد إعلانها فسخ عقود معها.
وقال الناطق باسم الحكومة الموريتانية الناني ولد أشروقه، الخميس، إن "التأخر الملاحظ في عمل المقاولين والشركات الموريتانية وفي جودة عملهم أمر مؤسف"، واعتبر ذلك دليلا على "فشل في منظومتنا، إذ من غير المعقول بعد 63 سنة من الاستقلال أن نطلب من شركة أجنبية بناء جسر أو طريق".
وتأتي تصريحات المسؤول الحكومي في ظل حديث على منصات التواصل وانتقادات من المعارضة للمشاريع المنجزة في البلاد من ناحيتي "احترام المعايير والتأخير عن الآجال.
كما يأتي انتقاد الناطق الرسمي باسم الحكومة الموريتانية بعد سقوط أجزاء من غطاء سقف قاعة المغادرة في مطار نواكشوط الدولي أم التونسي، الأحد الماضي، ما أثار جدلا واسعا على منصات التواصل الاجتماعي.
وآنذاك تعرضت الشركة المحلية التي تولت إنشاء المطار لانتقادات واسعة من ناشطين على منصة فيسبوك، وسط اتهامات بالإهمال.
لكن الجهة المشرفة عن ذلك المشروع قالت إنها "سلمته قبل نحو عقد من الزمن دون أي ملاحظات أو اختلالات"، مرجعة "سقوط أجزاء من غطاء سقفه اليوم إلى غياب الصيانة من جهة مختصة".
تأخر وفسخ عقود
وفي إطار سياستها لمعالجة الاختلالات في منظومة البنية التحتية، ذهبت الحكومة الموريتانية لعدة إجراءات من بينها فسخ العقود مع الشركات، بالإضافة للضغط عليها للتسريع من وتيرة الإنجاز.
وفي سبتمبر الماضي، قال المكتب الإعلامي للرئاسة الموريتانية، إن الرئيس محمد ولد الشيخ الغزواني "لن يقبل أي تأخر غير مبرر"، في تنفيذ المشاريع محل التقييم والمتابعة، وذلك في اجتماع لبحث وضعية 84 مشروعا بالبلاد لم تعلن تفاصيلها.
وفي ذات الصدد انتقد ولد الغزواني في أكثر من مناسبة عمل الحكومة، كما حذر خلال لقاء بمنسقي المشاريع التنموية في يونيو 2022 من التأخر في إنجاز بعض المشاريع التنموية، وتعهد بتنفيذ القانون بشكل فوري على كل تأخير لغير الظروف القاهرة.
وكانت وزارة التجهيز والنقل الموريتانية فسخت في ماي عقدا مع شركة صينية كانت تتولى تشييد جسري الحي الساكن وباماكو بالعاصمة نواكشوط، بسبب تأخر الأشغال، وعدم التزام الشركة بالشروط الموجودة بدفتر الالتزامات.
وفي نفس السياق قال وزير الاقتصاد عثمان ممادو كان، في يونيو 2022 إن بلاده "تعاني من هذه المشكلة القديمة وبأن عدم الحديث عنها لا يعني أنها ليست موجودة ولفت إلى أن مشاريع كثيرة لم تنفذ رغم مضي عشرات السنوات على إطلاق بعضها" بحسب تعبيره.
وتكثف الحكومة الموريتانية خلال الفترة الحالية لإنجاز ما يمكن إنجازه من المشاريع قبل الانتخابات الرئاسية المرتقبة في العام القادم، خصوصا بعد تعاظم السخط بين الناشطين على منصات التواصل من "التأخر".
المصدر: أصوات مغاربية/ مواقع محلية