أعلن المغرب، الجمعة، عن تصنيع أول سيارة هجينة في تاريخ البلاد، في خطوة تعكس الطموحات الكبرى للمملكة في مجال صناعة السيارات وتعزز من مكانتها كوجهة صناعية بارزة في القارة الأفريقية.
وتعتمد السيارة الجديدة على نظام هجين يجمع بين محرك تقليدي يعمل بالوقود (بنزين أو ديزل) ومحرك كهربائي، ما يُتيح لها تقليل استهلاك الوقود بشكل ملحوظ والحد من انبعاثات الكربون الضارة بالبيئة.
وتأتي هذه الخطوة، التي لقيت إشادات واسعة على الشبكات الاجتماعية بالمملكة، في إطار استراتيجية المغرب نحو التحول إلى التنقل الكهربائي والهجين في إطار سعي البلاد لجعل التصنيع الخالي من الكربون أحد الركائز الأساسية للاستراتيجية الصناعية الجديدة.
وعبّر وزير الصناعة رياض مزور عن سعادته الغامرة بمشاركته في مراسم إطلاق تصنيع سيارة Dacia JOGGER، أول سيارة هجينة تحمل علامة "صنع في المغرب" من طرف مجموعة رونو المغرب، وذلك في تغريدة نشرها عبر منصة "إكس".
سررت بالمشاركة أمس بطنجة في مراسم إطلاق تصنيع سيارة Dacia JOGGER أول سيارة هجينة تحمل علامة "صنع في المغرب" من طرف مجموعة رونو المغرب. pic.twitter.com/B4ugyGUmrJ
— Ryad Mezzour | رياض مزّور (@MezzourR) July 12, 2024
وأضاف: "يعكس هذا الحدث، الذي يؤكد على تعزيز الشراكة بين المملكة ومجموعة رونو، النجاح الذي تشهده المنصة المغربية للسيارات ومهارات رأسمالها البشري والقدرة التنافسية الكبرى لمُورّديها المحليين".
وأشار إلى أن بلاده ستصنع 200 سيارة هجينة يومياً، لافتا إلى أن "هذه أول مرة في تاريخ بلادنا نقوم بتصنيع سيارة هجينة".
وتابع قائلا إن "هناك إقبال كبير على هذا النوع من السيارات ذات الحجم الكبير، وهي في متناول الأسر الأوروبية والمغربية".
وجرى الاحتفال بهذا الحدث في مدينة طنجة، حيث نظمت المجموعة الفرنسية "رونو المغرب" حفلاً للإعلان عن تصنيع السيارة الهجينة، والتي ستدخل السوق تحت علامة "صنع في المغرب".
وتعزز هذه الخطوة موقع المغرب كأحد أبرز الدول المصنعة للسيارات في إفريقيا.
وتفاعل مدونون مغاربة مع هذا الحدث بشكل واسع، حيث أعرب العديد منهم عن فخرهم بهذا الإنجاز التاريخي. فقد اعتبر الكثيرون أن تصنيع السيارة الهجينة هو دليل قوي على قدرة المغرب على الابتكار والتطور في قطاع صناعة السيارات.
وكتب محمد قائلا "هذه السيارة Jogger HYBRID 140 تنتمي للفئة C، أي سيارة متوسطة الحجم لعائلة مكونة من خمسة أفراد، كما أنه من المحتمل جداً بدء خط إنتاج جديد للسيارات الكهربائية. لا شك أن وزارة الصناعة، وعلى رأسها الوزير مزور، كان لهم دور مهم في إضافة هذا الخط لإنتاج السيارات الهجينة. هذا هو الفرق بين هذه الوزارة وباقي الوزراء الكسالى".
بدوره، دوّن عبد الرحمان أن "صناعة السيارات في المغرب، وبالتحديد في طنجة، وصلت إلى مراحل متقدمة جداً. تصور معي سيارة داسيا تجمع بين البنزين والديزل والكهرباء في محرك واحد! نعم، كل شيء في سيارة واحدة، وأنت تختار الطريقة التي تفضلها في القيادة. المغرب سيقوم بتصنيع 200 سيارة من هذا النوع يومياً في طنجة".
وكتب أوعمر أيضا مرحبا بالإنجاز الجديد "السيارة ستحمل علامة "صنع في المغرب" (made in Morocco) . وسيصل عدد السيارات المنتجة من هذا النوع حوالي 120 ألف سيارة سنويا".
يذكر أن المغرب لديه قدرة على إنتاج 700 ألف سيارة سنويا، وهو يزود أوروبا بعدد من السيارات أكبر مما تصدره الصين أو الهند أو اليابان، وفق ما نقل تقرير سابق لـ"أسوشيتد برس".
وبحسب المصدر ذاته، تعمل حاليا في المغرب أكثر من 250 شركة تصنع السيارات أو مكوناتها، حيث تمثل صناعة السيارات الآن 22 بالمئة من الناتج المحلي الإجمالي، و14 مليار دولار من الصادرات.
وتطلق شركة صناعة السيارات الفرنسية "رينو"، وهي أكبر جهة توظيف في القطاع الخاص في البلاد، على المغرب لقب "أرض سانديرو"، لأنها تنتج تقريبا كل سياراتها الصغيرة "داسيا سانديرو" هناك.
وتنتج المصانع الصينية واليابانية والأميركية والكورية المقاعد والمحركات وممتصات الصدمات والعجلات في مدينة طنجة للسيارات، وهو مجمع كبير لمصنعي قطع غيار السيارات. وتنتج شركة "ستيلانتس" سيارات "بيجو" و"أوبل" و"فيات" في مصنعها بالقنيطرة.
المصدر: أصوات مغاربية