تصريحات ناشط موريتاني عن المكون العربي تثير جدلا واسعا
أثار الناشط السياسي المعروف في موريتانيا، هارون ولد الشيخ سيديا، جدلاً واسعاً على الساحة السياسية والاجتماعية في البلاد بعد تسريب مقطع فيديو له يتضمن تصريحات مثيرة للجدل حول المكون العربي في موريتانيا.
وظهر ولد سيديا - وهو والد كل من السياسي والمستشار أحمد ولد هارون، ووزيرة الشؤون الاجتماعية والطفولة والأسرة الناها منت هارون - في الفيديو وهو يتحدث خلال مجلس قبلي خاص، مستخدماً عبارات وصفها الكثيرون بأنها "عنصرية" و"مستفزة"، حيث وصف المكون العربي بـ"البربرية".
وأثارت هذه التصريحات موجة من الغضب والاستياء بين بعض جمهور الشبكات الاجتماعية، حيث اعتبرها مدونون "إهانة صريحة" للمكون العربي الموريتاني.
وكتب المؤثر الموريتاني المقيم في أميركا، والذي يتابعه ما يزيد عن 200 ألف شخص، سيدي محمد كماش، قائلا "هارون ولد الشيخ سيديا يصف المكون العربي بالجهل والبربرية خلال اجتماع ضم أطر ومشايخ تاگونانت وأولاد أبيري وبحضور وزراء حاليين وسابقين بمناسبة اجتماع او مصالحة عرفية تم توثيقها بالفيديو".
وأضاف: "نقول وهذا ظننا أن الشيخ لم يكن يقصد سوء على أي حال لكن هذا الخطاب بهذا القاموس مرفوض ويجب أن يترسخ في أذهان الجميع أنه مجرم وممنوع.. نحن- احراطين، افلان بيظان- كلنا موريتانيين يجمعنا الدين والثقافة والتاريخ المشترك ومسائل العصبية وقرابات الدم سقطت على منضدة العلم والخرائط الجينية، ونبش الماضي والتصنيف على أساس وظيفي تاريخي مسألة سيئة وضارة بالنسيج واللحمة الاجتماعية".
بدوره، دون الناشط، النهاه خيري باب، قائلا "مداخلة هارون ولد الشيخ سيديا وسوء تقدير دأب عليه الكثيرون ويتداول في المجالس الضيقة الخاصة، وهو قمة التخلف والتبدي ولا تعبر عن غزارة علم ولا ثقافة القبيلة العربية العريقة التي ينتسب إليها".
من جهة أخرى، حاول البعض تبرير تصريحات ولد سيديا، معتبرين أنها مجرد "ممازحة" أو "زلة لسان"، وأن الرجل لم يقصد الإساءة إلى أحد.
فقد دوّن الناشط محمد سالم زين بالقول إن الرجل "مازح وفدا من قبيلة تاكنانت بمزاح لطيف، وهو رجل معروف بظرافته ودعابته مع صفاء الطبع وصلاحه. لكن أهل هذا الفضاء أخذوا المزاح بشكل مبالغ فيه، وأخرجوها عن سياقها وضخموا الأمور أكثر من المعتاد (وكذلك يفعلون)".
وأضاف: "هذه الحساسية الجهوية الشديدة لا ينبغي أن تكون موجودة. هذه العقد النفسية التي تجعل كل ممازحة عفوية ميدانا للخصام والإنكار والغضب، ينبغي علاجها".
وفي محاولة لتخفيف حدة هذه السجالات، ظهر ولد سيديا في فيديو جديد قدّم فيه اعتذاره عن تصريحاته، مبررا إياها بأنها "زلة لسان"، مؤكدا أنه عربي الأصول وقبيلته عربية.
ولقي اعتذاره قبولاً لدى العديد من المدونين، فقد كتب الناشط محمد خطاط مدافعا عن الرجل قائلا "ولد الشيخ سيديا يعتذر لشريحة من العرب عن حديثه المسرب أخيرا، وقد اختتم كلامه بعبارة في قمة الظرافة"، مضيفا "هارون هو شخصية تقليدية يحب الممازحة، وهو بعيد كل البعد عن الإساءة".
وتأتي هذه التصريحات في سياق اجتماعي معقد بموريتانيا، حيث عاشت البلاد منذ الاستقلال على وقع توترات عرقية، بسبب مخلفات العبودية وغيرها من الخلافات الطبقية الشائكة بين العرب والسود.
المصدر: أصوات مغاربية