خلف انهيار أجزاء من الجامع العتيق بمدينة ولاتة في أقصى الشرق الموريتاني جراء السيول الناجمة عن التساقطات المطرية الغزيرة التي شهدتها المنطقة، حسرة واستياء بين العديد من مستخدمي المنصات الاجتماعية في موريتانيا.
وسجلت اللجنة الفنية المكلفة بمتابعة أعمال اللجنة الوزارية الخاصة بتسيير الطوارئ في موريتانيا، ضمن نشرة لها أمس الأحد "وقوع أضرار مادية في ولايات: الحوض الشرقي، لعصابه وآدرار، جراء الأمطار التي شهدتها مناطق متفرقة"، أول أمس السبت وفجر أمس الأحد، وفق ما نقلت وكالة الأنباء الرسمية.
وشملت الخسائر، بحسب المصدر ذاته "سقوط أجزاء من المسجد العتيق في ولاتة وسقوط 7 من الأعمدة المزودة للآبار الإرتوازية، المغذية لمدينة أطار بالماء الشروب".
وتفاعل العديد من مستخدمي المنصات الاجتماعية مع خبر انهيار أجزاء من مسجد ولاتة مشيرين إلى أنه "أقدم مسجد في موريتانيا" داعين السلطات إلى ترميمه.
وفي هذا الإطار، كتب عبد الله العلي "انهيار جزئي بجامع ولاتة، أقدم مساجد موريتانيا. لقد صمد لأكثر من ألف سنة في وجه عوادي الطبيعة وإهمال الإنسان".
وأضاف أن الجامع "يعكس جمالية العمارة الإسلامية وخاصة الأندلسية والمغربية، ويتفرد عن المساجد الأندلسية بالزخرفة البسيطة واستعمال الخامات المحلية".
من جانبه، كتب الشيخ يحفظ" نهيب بمؤسسة المدن القديمة وبكل السلطات المعنية التدخل السريع لإنقاذ جامع ولاتة العتيق : الذي للأسف تضرر بالأمطار".
وتابع "كما تعلمون هذا الجامع العتيق بهندستة المعمارية الفريدة بزمنها وكذا بمنارته المتميزة الشامخة يُعتبر بمثابة إحدى أقدم المعالم التراثية ببلادنا وبعموم الساحل وجنوب الصحراء الكبرى".
وعلق خطري بيه قائلا "ترميم جامع ولاتة العتيق وإعادة تشييده والمحافظة عليه أمر ضروري وفي غاية الأهمية لما يمثله كرمز حضاري وإرث تاريخي شاهد على رمزية مدينة ولاتة التاريخية".
وأضاف مؤكدا أنه "يتعين على الحكومة الموريتانية المسارعة في إنقاذه والإبقاء عليه قبل فوات الأوان".
من جهتها، قالت اللجنة الفنية المكلفة بمتابعة أعمال اللجنة الوزارية الخاصة بتسيير الطوارئ في نشرتها ليوم أمس إن هيئة المدن القديمة تكفلت بترميم المسجد العتيق.
وبحسب تقرير سابق لوكالة الأنباء الموريتانية فإن "تاريخ تأسيس المسجد العتيق بمدينة ولاتة يرجع، وفق بعض الروايات التاريخية، إلى القرن الأول الهجري"، وقد سبق أن خضع للترميم قبل أزيد من ١٦ عاما .
وتعتبر ولاتة واحدة من أربع مدن موريتانية صنفتها منظمة اليونسكو كمواقع أثرية وجزءا من التراث الإنساني العالمي عام 1996.
- المصدر: أصوات مغاربية