نعى العديد من نشطاء المنصات الاجتماعية في الجزائر خاصة من الكتاب والأدباء والإعلاميين رحيل الشاعر الجزائري، أبو القاسم خمار الذي توفي أمس عن عمر ناهز 93 سنة.
وأبو القاسم خمّار من مواليد مدينة بسكرة (جنوب شرق) سنة 1931، درس المرحلة الابتدائية في الجزائر، ثم انتقل إلى سوريا حيث تابع دراسته الثانوية والجامعية إلى أن نال شهادة الليسانس في علم النفس من جامعة دمشق.
التحق خمار بجبهة التحرير التي كانت تقود الثورة الجزائرية (1954/ 1962)، عقب تعيينه مسؤولا فيها بمكتب سوريا، وتقلد عدة مسؤوليات عقب الاستقلال في وزراة الشباب، والإعلام والثقافة، كما تولى مسؤوليات تحريرية في صحف حكومية من بينها مجلة "ألوان".
في رصيد خمار أزيد من عشرة دواوين، أهمها "ظلال وأصداء"، "الجزائر ملحمة البطولة والحب"، و"مواويل للحب والحزن".
ونشر المخرج مؤنس خمار، ابن الشاعر أبو القاسم، خبر رحيل والده، وكتب على حسابه بفيسبوك، "الشاعر الكبير محمد بلقاسم خمار، أبي الغالي، قدوتي الأسمى ومثلي الأعلى، غادرنا إلى رحمة الله، الله يرحمك بابا".
كما نعت وزيرة الثقافة والفنون الجزائرية، صورية مولوجي، رحيل خمار ، وقالت إنه كان "شاعرا من الطراز الرفيع" وأن رحيله يعتبر "خسارة كبيرة للساحة الثقافية الجزائرية والعربية عامة".
وأضافت أنه بفقدانه "فقدت الجزائر واحدا من قاماتها الأدبية المتميزة، وفارسا من فرسانها الشرفاء الذين كتبوا الشعر للوطن فخلدوا أسماءهم في سجل أدباء الجزائر الكبار".
أما الشاعر الجزائري سليمان جوادي فقد نعى الراحل بقصيدة تحت عنوان "سيد الشعراء"، مما جاء فيها "خانَنِي الشِّعرُ يا صَرِيعَ القَوَافي.. ورَمَى بي إلى السِّنينَ العِجَافِ.. لم يَدَعْ لي من الكلامِ قليلًا.. يُطفِئُ الشَّوْقَ في جحيمِ الفَيَافِي".
صديق خمار ونائبه السابق في اتحاد الكتاب الجزائريين الروائي واسيني الأعرج، استرجع في منشور له ذكريات فترة تسعينيات القرن الماضي التي اتسمت بالعنف وشهدت اغتيال كتاب وصحفيين، ووصف الراحل بالأب والأخ وذلك في معرض تعليقه على صورة تعود إلى شتاء 1993 وقف فيها خمار يراقب أي حركة مريبة قد تستهدف واسيني لدى مغادرته مقر الاتحاد.
ومن جهته، كتب الإعلامي قادة بن عمار أن "الجزائر تودع اليوم واحدا من أبرز الكتاب والشعراء في تاريخها، ورجلا صاحب تجربة إنسانية وإبداعية فريدة على مر السنين"، مضيفا "قرأنا له صغارا وزاد احترامنا له كبارا".
المصدر: أصوات مغاربية/ وسائل إعلام محلية