بعد فوزها بالمرتبة الأولى في الانتخابات البلدية الأخيرة، تتجه الأنظار مجددا نحو القائمات المستقلة في الانتخابات التشريعية التي تجري خريف العام الجاري.
ويتوقع مراقبون أن يتمكن المستقلون من إحداث المفاجأة من جديد في ظل المشاكل الكبرى التي تمر بها الأحزاب الحاكمة، فيما يستبعد آخرون هذا الأمر بالنظر إلى خصوصية الاستحقاق القادم.
حظوظ وافرة
وفي هذا السياق، يقول عضو الاتحاد الوطني للمستقلين، معز بوراوي في تصريح لـ"أصوات مغاربية"ّ، إن حظوظ المستقلين "وافرة للفوز بالتشريعيات القادمة"، بالنظر إلى أن نتائج البلديات الأخيرة "أظهرت أن الناخبين فقدوا ثقتهم بالأحزاب السياسية".
ويرى بوراوي أن "المستقلين حصلوا على المرتبة الأولى في الاستحقاقات الأخيرة بنسبة 44 في المئة، وقد بينت التجارب أن سلوك الناخبين لا يمكن أن يتغيّر بشكل جذري في ظرف عام واحد".
ويضم الاتحاد الوطني للمستقلين 10 مبادرات ويسعى لتجميع مجموعة أخرى من المبادرات للمشاركة في الانتخابات القادمة في جميع الدوائر والسعي للفوز بها"، بحسب بوراوي.
وأعلنت العديد من الشخصيات المستقلة نيتها المشاركة في الانتخابات المقبلة، من بينها القاضية السابقة، كلثوم كنو وهي عضوة مبادرة "مواطنون" التي تسعى لتكوين "كتلة برلمانية وازنة"، بحسب تصريحات أعضائها.
تحايل على الناخبين
من جهته، يقول المحلل السياسي، الجمعي القاسمي، إن "الانتخابات التشريعية المقبلة، يمكن أن تشهد أكثر من مفاجأة على ضوء التغيرات الكبرى التي يعرفها المشهد السياسي".
ويرى القاسمي في تصريح لـ"أصوات مغاربية"، أنه سيكون للمستقلين "دور لافت تحت قبة البرلمان ما لم يتم استنساخ تجربة البلديات التي أظهرت أن عددا من المستقلين كانوا نشطاء في أحزاب سياسية، في تجربة كشفت وجود تحايل على الناخبين".
وكانت أحزاب سياسية قد كشفت بعد الانتخابات البلدية الأخيرة، عن انضمام العديد من الشخصيات المستقلة الفائزة، إلى صفوفها.
ويشير المتحدث ذاته إلى أن المشهد السياسي العام "لا يزال ضبابيا قبل نحو 5 أشهر من الانتخابات التشريعية، إذ بدأت مختلف القوى بتلمس الطريق نحو بلورة مشاركتها، والبحث عن تحالفات".
تصويت عقابي
في المقابل، يستبعد القيادي بتيار المحبة، سعيد الخرشوفي، حصول المستقلين على نتائج جيدة على غرار الانتخابات البلدية ذات الخصوصية الكبيرة.
ويقول في هذا الإطار: "الانتخابات البلدية لها خصوصية، وحصل المستقلون على المرتبة الأولى بها بعد أن كسبوا ثقة الناخبين في دوائر ضيقة، عكس الانتخابات التشريعية التي ينبغي فيها إقناع الناخبين على مستوى وطني".
ويؤكد الخرشوفي في تصريح لـ"أصوات مغاربية"، أن "المفاجأة القادمة ستُحدثها الأحزاب التي لم يسبق لها الوصول إلى الحكم، وسيقوم الناخبون بتصويت عقابي ضد حركة النهضة ونداء تونس بالنظر إلى حصيلة الحكم الكارثية في السنوات الأخيرة."
وتجري الانتخابات التشريعية يوم السادس من أكتوبر المقبل، لانتخاب 217 نائبا جديدا في دورة تستمر 5 سنوات.
المصدر: أصوات مغاربية