مع تذبذب أداء الحارس الأول للمنتخب التونسي لكرة القدم أيمن دحمان عقب تحوله للعب في الدوري السعودي هذا الموسم، بدأ القلق يساور جماهير "نسور قرطاج" وذلك قبيل أشهر فقط من انطلاق منافسات كأس أمم إفريقيا في الكوت ديفوار.
ولطالما أنجبت كرة القدم التونسية حراسا يوصفون بالعمالقة من بينهم "عتوقة" وعلي بومنيجل الفائز باللقب الإفريقي الوحيد في تاريخ هذا البلد المغاربي.
ويبقى "الأسطورة" شكري الواعر (57 عاما) واحدا من أبرز حراس العرين في على مر الأزمنة خاصة بعد تقديمه لمستويات عالية في العديد من الاستحقاقات الدولية والقارية.
في ما يلي نبذة عن حياة حارس المنتخب السابق وعن أبرز إنجازاته وكيف نجح في كسب قلوب جماهير المنتخب.
مشوار طويل مع الترجي
بدأ الواعر، المولود يوم 15 أغسطس 1966، مسيرته الحافلة مع الأصناف الناشئة في فريقه الترجي الرياض المعروف بفريق "الدم والذهب".
تدرج في الفئات السنية لفريقه الأكثر تتويجات بتونس إلى أن بلغ فريق الكبار في الموسم الرياضي 1986.
نجح بعد سنوات قليلة في افتكاك مكانه بالتشكيلة الأساسية مع فريقه الذي لعب لصالحه نحو 20 عاما وكان واحدا من صنّاع فترته الذهبية إذ فاز معه بـ 10 بطولات و4 كؤوس.
وبعد تحقيقه نجاحا استثنائيا على المستوى المحلي، حاول الواعر طرق أبواب الاحتراف خارج البلاد لينتقل في العام 2002 إلى نادي جنوة الإيطالي الذي خاض معه تجربة قصيرة عاد على إثرها إلى فريقه الأم.
مسيرة دولية حافلة
خاض الواعر مع "نسور قرطاج" 70 مباراة دولية في مختلف المسابقات الإفريقية والدولية، عرف خلالها نجاحات كبرى.
أول مقابلة وقف فيها الحارس بين خشبات مرمى المنتخب كانت ضد المغرب وانتهت بالتعادل السلبي فيما كانت آخر مباراة ضد النرويج وذلك في الموسم الرياضي 2002.
خلال مسيرته مع المنتخب حافظ الواعر على نظافة شباكه في 28 مناسبة من بينها 18 مباراة ودية، وفق إحصائيات موقع "ترانسفار ماركت" المتخصص في متابعة إحصائيات اللاعبين.
ويعد كأس العالم الذي أُقيم في فرنسا عام 1998، حدثا رياضيا فارقا في مسيرة اللاعب إذ تم اختياره واحدا من أفضل حراس الدور الأول.
ورغم تلقيه لأربعة أهداف في ذلك المونديال، إلا أنه نجح في التصدي للعديد من الفرص الخطيرة التي دفعت الصحافة العالمية للإشادة بأدائه.
إفريقيا، قاد الواعر منتخب بلاده إلى الدور النهائي وذلك عام 1996 في جنوب إفريقيا قبل الخسارة أمام منتخب البلد المضيف بهدفين دون رد.
فترة ما بعد الاعتزال
بعد اعتزاله اللعب دوليا ومع ناديه توجه الواعر إلى مجال الإعلام ليعمل كمحلل رياضي مع عدد من القنوات المحلية والعربية.
كما خاض فترة صغيرة في مجال التسيير الرياضي مع نادي الترجي الرياضي التونسي لكنه سرعان ما انسحب من هذه المهمة.
وعقب الثورة التي أطاحت بنظام الرئيس الراحل زين العابدين بن علي، حاول الواعر خوض غمار التجارب السياسية بعد ترشحه لانتخابات المجلس التأسيسي لكنه فشل في الحصول على ثقة الناخبين.
المصدر: أصوات مغاربية