الحرب الليبية.. تحذيرات من تداعيات أمنية واقتصادية على تونس
مع احتدام وتيرة المعارك في ليبيا، ازدادت الأصوات المحذّرة من تداعيات وخيمة على تونس المجاورة، خاصة على المستويين الاقتصادي والأمني.
وشدّد خبراء على ضرورة اتخاذ السلطات التونسية لحزمة من الاحتياطات لتجنب سيناريوهات قد تمس باستقرار البلاد في هذا الظرف الدقيق الذي تمر به البلاد.
تونس أكبر متضرر
في موقف لافت من الأزمة في ليبيا، شددت الرئاسة التونسية على أن "تونس أكثر الدول تضررا من تفاقم الوضع في ليبيا"، مطالبة المجموعة الدولية بأن "تضع في الاعتبار الأضرار التي لحقت تونس ومازالت تطالها."
وجاء هذا الموقف إثر اجتماع، عقد الخميس الماضي، وشارك فيه الرئيس قيس سعيّد ورئيس الحكومة، إلياس الفخفاخ، ووزراء الدفاع والداخلية والعدل والخارجية وقيادات أمنية وعسكرية، للنظر في تطورات الوضع في ليبيا.
وبالنظر إلى دقة الوضع، أعلنت رئاسة الجمهورية تشكيل مجموعة عمل "تجمع كل الأطراف المتدخلة وتتولى، فضلا عن تنسيق العمل، استشراف المستقبل، والتحسب لأي طوارئ".
وكانت بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا قد دعت طرفي النزاع إلى استئناف المحادثات العسكرية المشتركة بهدف التوصل إلى اتفاق دائم لوقف إطلاق النار وفق الخارطة الأممية.
ويتنازع على السلطة في ليبيا منذ سنوات حكومة الوفاق الوطني المعترف بها دوليا وأخرى موازية يدعمها المشير خليفة حفتر، الذي أعلن قبل أيام إسقاط "اتفاق الصخيرات".
حرب ليبيا تعمّق أزمة اقتصاد تونس
يرى خبراء أن تصاعد وتيرة المعارك المسلحة في ليبيا، سينعكس بشكل مباشر على الأوضاع الاقتصادية في تونس، نظرا للارتباط التجاري الوثيق بين البلدين.
وفي هذا الإطار، أكد الخبير الاقتصادي، وجدي بالرجب، على أن "الحرب ستقلل من إمكانيات ولوج الشركات التونسية إلى السوق الليبية، إذ ستواجه عقبات لوجستية كبرى، خاصة في ظل عدم الاستقرار بالمنافذ البرّية والموانئ التجارية".
وبلغ حجم التبادل التجاري بين تونس وليبيا العام الماضي، 586 مليون دولار، حسب تصريحات سابقة لمحافظ البنك المركزي التونسي، مروان العباسي.
وأشار وجدي بالرجب، في تصريح لـ"أصوات مغاربية"، إلى "عودة الآلاف من العمال التونسيين الموجودين في ليبيا هربا من الحرب وخشية تفاقم الأوضاع الصحية".
ولا يستبعد المتحدث ذاته "حدوث هزّات واضطرابات اجتماعية بسبب تفشي البطالة مع عودة الآلاف من ليبيا، يضاف إليهم مئات الآلاف من العاطلين الموجودين في تونس، بالإضافة إلى من سيفقدون وظائفهم تأثرا بانتشار وباء كورونا".
وحسب معطيات المعهد الوطني للإحصاء فقد بلغت نسبة البطالة في الثلاثية الأخيرة للعام الماضي 14.9 بالمئة.
الشريف: تسلل المتشددين
من جهة أخرى، حذّر الخبير الأمني، فيصل الشريف، من "حدوث اضطرابات أمنية في تونس تأثرا بالحرب المستعرة في ليبيا".
وقال في تصريح لـ"أصوات مغاربية" إن "مئات التونسيين الذين قاتلوا في صفوف الجماعات المتشددة في ليبيا، قد يستغلون ارتباك الأوضاع لمحاولة التسلل إلى الأراضي التونسية في صفوف العمال العائدين من هذا البلد".
وشهد المعبر البرّي رأس الجدير بمحافظة مدنين، في الأيام الأخيرة، تدفق مئات العمال العائدين، الذين وجدوا صعوبات في الدخول إلى التراب التونسي نتيجة لبعض الإجراءات الأمنية والصحية.
ويفرض هذا التحدّي، وفقا للشريف، على السلطات "مضاعفة العمل الاستخباراتي وتبادل المعلومات للتدقيق في هويات العائدين والتحرّي بشأن إمكانية انخراط بعض العائدين في أنشطة محظورة".
واعتبر، في تصريح لـ"أصوات مغاربية"، بأن "التحدّي الأمني هو أثقل الملفات التي تواجهها تونس، لمنع إعادة تموقع المجموعات المتشددة في البلاد".
ودعا السلطات الأمنية إلى "اتخاذ المزيد من الاحتياطات على الشريطين البرّي والبحري، وتكثيف الانتشار الأمني والعسكري لتجنب أي سيناريوهات من شأنها المس باستقرار البلاد".
- المصدر: أصوات مغاربية