كشفت شخصيات سياسية بارزة في تونس عن تلقيها لتهديدات إرهابية، ما يعزز المخاوف من عودة شبح الاغتيالات السياسية ليخيم على المشهد السياسي في البلاد.
وبعد هدوء نسبي استمر لبضع سنوات، يتخوّف الشارع السياسي التونسي من عودة هذا الكابوس الذي هز تجربة الانتقال الديمقراطي بعد ثورة 14 يناير 2011.
قيادات سياسية مستهدفة
وتستهدف هذه التهديدات سياسيين من الصف الأوّل لأحزاب بارزة ذات خلفيات أيديولوجية متنوعة.
وأكدت رئيسة الحزب الدستوري الحرّ، عبير موسي، الجمعة، على صفحتها في فيسبوك، تلقيها لترسانة من التهديدات باغتيالها وتصفيتها جسديا، مشددة على أن هذه التهديدات لن "تغيّر من خطها السياسي".
كما سبق للنائبين بمجلس النواب عن "حركة الشعب"، سالم الأبيض وزهير المغزاوي، والأمين العام للحزب الجمهوري، عصام الشابي، أن كشفوا عن توصلهم بإخبارات أمنية تفيد بوجود تهديدات إرهابية تستهدفهم.
كريفة: حاضنة سياسية
وأوضح النائب عن الحزب الدستوري الحر، كريم كريفة، بأن "وجود حاضنة سياسية قوية داخل البرلمان وخارجه رفعت من منسوب هذه التهديدات التي تستهدف رئيسة الحزب وقياداته".
وكشف في تصريح لـ"أصوات مغاربية"، أن " قوات الأمن أعلمت رئيسة الحزب بوجود حزمة كبيرة من التهديدات التي صدرت عن تونسيين مقيمين داخل البلاد وخارجها، وقد انطلقت منذ إعلان الحزب خطه السياسي القائم على عدم التحالف مع تنظيم الإخوان".
وتابع النائب: "هذه التهديدات تنبئ بالخطر، فقد تعرضت موسي لتهجمات داخل قبة البرلمان بمساعدة بعض النواب الذين سهلوا عملية دخول المتهجمين إلى مجلس نواب الشعب".
ويعزو كريفة تواصل عمليات التهديد بالقتل إلى "تقديم من يمسكون بزمام الأمور تطمينات كبيرة بعدم التعرض إلى المحاسبة".
العليبي: تهديدات جديّة
من جهته، يرى المحلل السياسي فريد العليبي أن "وصول الصراعات السياسية بين أقطاب الحكم في تونس إلى ذروتها، يؤشر على إمكانية حدوث اغتيالات سياسية".
وأكد في تصريح لـ"أصوات مغاربية" على أن "الأزمات السياسية الحادة يتم التخفيف من وطأتها عادة عبر تنفيذ اغتيالات سياسية أو عمليات إرهابية".
ولا يستبعد العليبي "حدوث اغتيال سياسي في ظل تزايد التهديدات بالقتل ضد السياسيين في الآونة الأخيرة".
ودعا المحلل السياسي "قوات الأمن إلى اتخاذ أقصى درجات الحذر لمنع حدوث اغتيال سياسي يمكن أن يقود البلاد إلى توترات كبرى".
وفي العام 2013، شهدت تونس اغتيالات سياسية هزت الرأي العام، من بينها اغتيال المعارضين البارزين محمد البراهمي وشكري بلعيد.
وقادت تلك الاغتيالات إلى أزمة سياسية حادة، انسحب بمقتضاها أحزاب النهضة والمؤتمر والتكتل من الحكم لصالح حكومة تكنوقراط بقيادة مهدي جمعة.
- المصدر: أصوات مغاربية