رغم كورونا.. "رحلات الموت" من تونس نحو أوروبا متواصلة
بالرغم من مخاطر انتشار فيروس كورونا في أوروبا، وخاصة إيطاليا إحدى أكبر الدول الأكثر تضررا من الوباء، فإن رحلات الهجرة غير النظامية التي تنطلق من الشواطئ التونسية نحو سواحل هذه البلدان ما زالت مستمرة، إذ سجلت السلطات الأمنية خلال الأيام الماضية إحباط عدة رحلات.
إحباط عمليات هجرة غير نظامية
وأعلنت وزارة الداخلية التونسية الأسبوع الماضي عن إحباط عمليتي اجتياز للحدود البحرية خلسة والقبض على 62 شخصا.
وأوضح بلاغ رسمي للوزارة أن دورية تابعة لفرقة الإرشاد البحري بقرقنة "تمكنت من ضبط مركب صيد مستوى سواحل الجهة على متنه 50 شخصا يحملون جنسيات دول أفريقية وآسيوية مختلفة، من بينهم 2 إناث و02 أطفال كانوا يعتزمون اجتياز الحدود البحرية خلسة" .
وأضافت الوزارة أن دورية أخرى تابعة لمركز الحرس الوطني بساقية الداير من ولاية صفاقس "ضبطت 12 شخصا يحملون جنسيات دول أفريقية مختلفة كانوا بصدد التحضير لعملية اجتياز للحدود البحرية خلسة".
بن عمر: الفقر أخطر من كورونا
وتعليقا على عودة نشاط الهجرة غير النظامية، قال الناطق الرسمي باسم المنتدى التونسي للحقوق الاقتصادية والاجتماعية، رمضان عمر، إن السلطات الأمنية شددت من رقابتها على ظاهرة الهجرة غير النظامية، "إذ أحبطت خلال شهر مارس، عمليات هجرة أسفرت عن إيقاف 99 مهاجرا، أما بالنسبة لشهر أبريل فقد أوقفت السلطات الأمنية 137 مهاجرا بعد إحباط أربع عمليات هجرة غير نظامية".
وأضاف بن عمر، في تصريح لـ"أصوات مغاربية" أنه "خلال العشرة أيام الأولى لشهر ماي تم إحباط 13 عملية هجرة غير نظامية وإيقاف 388 مهاجرا"، مؤكدا أن الواصلين للسواحل الإيطالية خلال فترة الحجر الصحي 97 شخصا".
ورجح المتحدث ذاته ارتفاع عدد الواصلين خلال الأيام المقبلة السواحل الإيطالية بالنظر إلى تسجيل ارتفاع في عمليات الهجرة مؤخرا.
وفسر بن عمر تواصل رحلات الهجرة غير النظامية نحو أوروبا بالتداعيات السلبية لأزمة كورونا على الاقتصاد التونسي الذي قد يحتاج لسنوات طويلة ليتعافى كليا، مضيفا بأن التوقعات بارتفاع معدلات البطالة زادت في إحباط الباحثين عن فرص عمل في بلدانهم.
وتوقع خبراء أن تعرف تونس انكماشا اقتصاديا لم تعرفه البلاد منذ الاستقلال عام 1956، بنسبة أكثر من أربعة بالمئة، نتيجة أزمة فيروس كورونا.
وأوضح المتحدث ذاته أن المهاجرين يعتبرون أن البطالة والفقر أخطر بكثير من وباء كورونا الذي انتشر في الدول الأوروبية التي يقصدونها، مشيرا إلى أن رغم كل هذه الظروف الإنسانية التي يمر بها العالم بأسره فإن الرغبة بالهجرة إلى أوروبا مستمرة.
المصدر: أصوات مغاربية