'أبناء البلد'.. هل ينقذون السياحة في تونس؟
بعد تحسّن الحالة الوبائية في تونس مع تسجيل صفر إصابة وارتفاع عدد حالات الشفاء، تصاعد النقاش بشأن الفرص المتاحة للحد من خسائر القطاع السياحي الحيوي لاقتصاد البلاد.
وتُعد السياحة الداخلية ورقة حقيقة لإنقاذ ما يمكن إنقاذه في هذا القطاع المتضرر بشدة من جائحة كورونا، وفق ما يؤكده خبراء في المجال.
خسائر في قطاع السياحة في تونس قد تصل إلى أربعة مليارات دينار (1.4 مليار دولار) وفقدان 400 ألف وظيفة بسبب تداعيات أزمة فيروس #كورونا بحسب رسالة من محافظ البنك المركزي التونسي إلى صندوق النقد الدولي (رويترز)
— Wejdene Bouabdallah 🥏 (@tounsiahourra) April 15, 2020
بروتكول صحي
وأعدت وزارة السياحة مشروع بروتوكول صحي خاص بالقطاع، ستتم مناقشته مع وزارة الصحة قبل اعتماده بشكل رسمي.
وقالت الوزارة، في بلاغ لها، إن هذا البروتوكول يأتي في إطار "الاستعداد لفترة ما بعد الكورونا وضمانا لحسن استعداد مختلف المؤسسات السياحية للاستقبال التدريجي للوفود السياحية سواء من التونسيين أو من بلدان الجوار أو من العالم".
وقطاع السياحة مصدر رئيسي للعملة الصعبة، إذ استقبلت البلاد في العام الماضي نحو 9 ملايين سائح.
ونجح القطاع في التعافي في العامين الأخيرين، بعد مروره بصعوبات كبيرة في 2015 نتيجة الضربات الإرهابية التي استهدفت منشآت سياحية.
الفخفاخ: أهمية السياحة الداخلية
في هذا الصدد، يرى رئيس الجامعة التونسية للنزل، خالد الفخفاخ، بأن "السياحة الداخلية تُمثل نحو 20 بالمئة من عدد الليالي المقضاة في الفنادق التونسية، ولم تعد تقتصر على العطل الصيفية بل صارت على امتداد السنة".
وأكد الفخفاخ، في تصريح لـ"أصوات مغاربية"، على أن "العديد من أصحاب الفنادق بدأوا يفكرون في فتح مؤسساتهم لاستقبال السياح التوانسة إلى جانب السياح الجزائريين وذلك باتباع بروتوكول صحي دقيق".
وحسب أرقام رسمية، استقبلت تونس في 2019 نحو 3 ملايين سائح جزائري.
وكشف وزير السياحة التونسي، محمد علي التومي، في لقاء مع السفير الجزائري بتونس، عزوز باعلال، الثلاثاء،عن "تطوير مختلف المعابر الحدودية لتسهيل إجراءات دخول الجزائريين إلى تونس".
وشدد الفخفاخ على أن "إعادة تشغيل الفنادق يتطلب وضع بروتوكول يضمن صحة العاملين في القطاع والحرفيين والسياح أنفسهم، لتجنب إعادة انتشار الوباء".
كما طالب المتحدث ذاته بـ"عدم تغليب الجوانب الاقتصادية عند نقاش مشاكل القطاع، وإعطاء الأولوية القصوى للقضايا الصحية".
الشكندالي: فرصة متاحة
من جانب آخر، يرى الخبير الاقتصادي، رضا الشكندالي، بأن "تقديرات صندوق النقد الدولي تشير إلى تراجع السياحة بنحو 70 بالمئة، وستفقد تونس نحو 150 ألف منصب شغل مباشر و250 ألف منصب شغل غير مباشر في هذا القطاع".
وللحد من هذه الأضرار الجسيمة، يشير الشكندالي إلى أن "تشغيل السياحة الداخلية أصبح ضرورة ملحة، وسيُمكن من تغطية تكاليف المنشآت السياحية".
ويربط المتحدث ذاته، في تصريح لـ"أصوات مغاربية"، النجاح في تشغيل السوق الداخلية بضغط الفنادق على الأسعار، "حتى تكون متلائمة مع القدرة الشرائية للتونسيين وتأخذ بعين الاعتبار توقف الدورة الاقتصادية في الأشهر الأخيرة".
وعلى المستوى الخارجي، أكد الخبير الاقتصادي أن" تونس يمكن أن تُسوّق نجاحاتها في مواجهة فيروس كورونا لاستقبال السياح الأجانب، شريطة اتباع تعليمات صحية صارمة بالتعاون مع مختلف الأطراف المتداخلة".
- المصدر: أصوات مغاربية