لماذا يتهم أعضاء في التحالف الحكومي حركة النهضة بـ"ابتزازهم"؟
ستواجه حكومة إلياس الفخفاخ في تونس تحديات سياسية كبيرة في المرحلة المقبلة، لعل أبرزها سيكون رأب الصدع بين الأحزاب المشكلة للتحالف الحكومي، بعد الخلافات الكبيرة التي تفاقمت مؤخرا بين مكوناته.
وزادت حدة هذه الصراعات بعد دعوة حركة النهضة إلى "توسيع التحالف الحكومي وتشكيل حكومة وحدة وطنية"، الأمر الذي رأى فيه بعض شركائها في الحكم "ابتزازا" و"محاولة لتعطيل العمل الحكومي".
حكومة وحدة وطنية
ومطلع هذا الأسبوع، دعا نواب في البرلمان عن حركة النهضة وقيادات في صفوفها الأولى إلى تشكيل حكومة وحدة وطنية وتوسيع الائتلاف الحكومي لمواجهة تداعيات أزمة كورونا اقتصاديا واجتماعيا، "بعيدا عن المصلحة الحزبية الضيقة".
وتعليقا على هذه الخطوة، قال النائب عن كتلة حركة النهضة في البرلمان، محمد القوماني، إن حركة النهضة "دافعت عن خيار حكومة الوحدة الوطنية منذ المفاوضات التي سبقت تشكيلة حكومة إلياس الفخفاخ"، مضيفا أن الحركة قد "حققت بعض المكاسب في هذا الاتجاه".
وأوضح المتحدث، في تصريح لـ"أصوات مغاربية"، بأن هناك عدة أسباب فرضت على حركة النهضة التوجه نحو هذا الخيار من بينها "التداعيات السلبية الاجتماعية والاقتصادية لأزمة كورونا، إضافة إلى الصعوبات الكبيرة التي تواجهها كتل التحالف الحكومي داخل البرلمان لتمرير بعض القوانين، وحاجتها لأغلبية مريحة لاستكمال التصويت على الهيئات الدستورية التي تتطلب أغلبية ب 145 صوتا".
وأوضح النائب أن الظروف الحالية تظهر الحاجة الملحة لتوسيع الائتلاف الحاكم الحالي بتشكيل حكومة وحدة وطنية، معتبرا أن القرار يصب في مصلحة البلاد ويحقق شروطا أكبر لنجاح حكومة إلياس الفخفاخ.
ويتكون التحالف الحكومي الحالي من حركة النهضة (54 نائبا) والتيار الديمقراطي (22 نائبا) وحركة الشعب (16 نائبا) وتحيا تونس وكتلة الإصلاح الوطني وشخصيات مستقلة.
تعطيل للعمل الحكومي
التطور اللافت في موقف حركة النهضة من التحالف الحكومي الحالي، خلف ردود فعل كبيرة لدى شركائها في حكومة إلياس الفخفاخ، والذين اعتبروا أن الهدف من دعوتها لتشكيل حكومة وحدة وطنية هو "ضرب العمل الحكومي".
وفي هذا السياق، اعتبر النائب عن حركة الشعب في البرلمان، خالد الكريشي، الدعوة لحكومة وحدة وطنية "مشبوهة" وخطوة تهدف الضغط على رئيس الحكومة إلياس الفخفاخ وتعطيل عمل الحكومة، مشيرا إلى أن حركة النهضة قد بدأت منذ مدة في "هرسلة شركائها في الحكم خاصة حزبي حركة الشعب والتيار الديمقراطي، وممارسة الابتزاز السياسي ضدهما".
وأضاف النائب، في تصريح لـ"أصوات مغاربية"، بأن "الإسلاميين لم يغفروا لحزبي الشعب والتيار إسقاطهما لحكومة الحبيب الجملي أثناء عرضها لنيل ثقة البرلمان قبل أشهر"، لذلك فالنهضة "تريد اليوم الانتقام من حركة الشعب باستبعادها من الحكومة، وإدخال تعديلات على الائتلاف الحكومي بإدخال شريكيها الموضوعيين ائتلاف الكرامة وحزب قلب تونس".
وأشار الكريشي إلى إن حكومة إلياس الفخفاخ تضم تمثيلية لكل العائلات الفكرية للأحزاب السياسية في تونس، لافتا إلى أن دعوة حزب النهضة لحكومة وحدة وطنية "تحوم حولها عديد الشبهات".
وأشار أيضا إلى أن توقيت هذه الدعوة يثير أيضا عدة تساؤلات خاصة أن الحكومة لم تكمل بعد 100 يوم الأولى لعملها الحكومي، ولم تعالج أيا من الملفات التي وضعتها ضمن أولوياتها بسبب انشغالها في حرب كورونا .
- المصدر: أصوات مغاربية