احتفى نشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي في تونس بجدارية ضخمة رسمت في أحد شوارع محافظة مدنين بالجنوب الشرقي للبلاد، وتهدف إلى تكريم العاملين في الصفوف الأمامية للحرب ضد وباء كورونا.
وتضم الجدارية ثلاث بورتريهات كبيرة لجندي وعامل نظافة تتوسطهما طبيبة، وهي القطاعات الثلاث التي اشتغلت بشكل مضاعف أثناء أزمة كورونا، حسب رسام الجدارية الفنان التشكيلي محمد كرمي.
ووُضعت الجدارية التي اختار لها كرمي اسم "انتصار" في شارع رئيسي قرب مستشفى المدينة، للإشادة بالمجهودات التي بذلتها هذه القطاعات في الحرب ضد كورونا.
ويصل ارتفاع الجدارية إلى 6 أمتار وعرضها إلى نحو 25 مترا و استغرق إنجازها 6 أيام.
وقسّم كرمي العمل إلى ثلاث مراحل تم خلال الجزء الأول طلاء الجدار باللون الأسود، ما "خلق نوعا من الحيرة والترقب لدى المواطنين".
وفي المرحلة الثانية، كتب كرمي على الجدار الأسود "دائما بعد الظلام يعود النور، لأن هناك شموعا موجودة لتنير لنا حياتنا.. انتظرونا".
وفي المرحلة النهائية، رسم الشخصيات التي تم تكريمها، على خلفية من الخط العربي "وهو دلالة على كثرة الشائعات التي أحبطت عزائم الناس"، حسب المصدر نفسه.
وأشار كرمي في تصريح لـ"أصوات مغاربية" إلى أن "الجدارية قوبلت باستحسان واسع من قبل ساكنة المدينة"، منوها بجهود عدة جهات ساهمت في توفير المواد الأولية لهذا العمل الفني.
وإلى جانب تكريم الأطباء والجنود وعمّال النظافة، كشف المتحدث ذاته أنه تم تخصيص شهائد لممثلين عن الشرطة والحماية المدنية والحرس اعترافا بمساهمتهم في هذه الحرب.
وللفنان التشكيلي محمد كرمي نحو 100 عمل فني في الشوارع الرئيسية للمدينة والمدارس الريفية، من أشهرها جدارية ضخمة لتكريم أبناء المنطقة من ضحايا الهجرة غير النظامية.
- المصدر: أصوات مغاربية