تونس.. 'المساءلة البرلمانية' تعمّق الضغوط على زعيم النهضة
يعقد البرلمان التونسي، الأربعاء القادم، جلسة عامة لـ" مساءلة"، رئيسه، راشد الغنوشي، في خطوة يرى محللون أنها "ستعمّق الضغوط على زعيم حركة النهضة".
وجاء في بلاغ مكتب مجلس النواب أن الجلسة العامة ستعقد "للنظر في لائحة مقدّمة من كتلة الحزب الدستوري الحرّ وحوار حول الديبلوماسية البرلمانية في علاقة بالوضع في ليبيا".
وكان الحزب الدستوري ومجموعة من القوى السياسية انتقدوا بشدة تهنئة الغنوشي لرئيس المجلس الرئاسي الليبي، فايز السراج، باستعادة قاعدة الوطية العسكرية، معتبرين أنه "موقف يتناقض مع السياسة الخارجية لتونس"، كما طالبوا بعقد "جلسة مساءلة".
في المقابل، استنكرت حركة النهضة في بيان لها، الثلاثاء الماضي، ما اعتبرته حملة "تشويه وتحريض ممنهجة يتعرّضُ لها عدد من قياداتها وفي صدارتهم رئيسها راشد الغنوشي".
قاسم: اهتزاز صورة الغنوشي
وفي قراءته لهذه التطورات يرى المحلل السياسي، قاسم الغربي، أن "خضوع الغنوشي لمساءلة مجلس نواب الشعب، سيعزز صورته المهتزة على رأس البرلمان".
وأكد الغربي في تصريح لـ"أصوات مغاربية" على أن "التصرفات والمواقف الأخيرة للغنوشي أماطت اللثام عن فشل ذريع في إدارة البرلمان".
وتابع "كان الاعتقاد سائدا بأن الغنوشي بحث من خلال ترشحه لرئاسة البرلمان عن تقاعد مريح في نهاية مسيرته السياسية، لكنه أظهر تمسكا بالسلطة سواء داخل حركة النهضة أو في البرلمان".
واستبعد المحلل السياسي "عدول الغنوشي عن اتخاذ مواقف مثيرة للجدل في الفترة القادمة بالنظر إلى تعلقه بالزعامة الحزبية والسياسية، ما يهدد بتعطيل عمل البرلمان".
العليبي: ضغوط داخلية
وفي السياق ذاته، اعتبر المحلل السياسي، فريد العليبي، أن "مساءلة الغنوشي ستضرب صورته لدى منتسبي الحركة، في ظل الصراعات الكبيرة التي يخوضها مع شق واسع داخل حزبه".
وقال العليبي في تصريح لـ"أصوات مغاربية" إن "الغنوشي يسعى إلى تأخير موعد المؤتمر القادم للنهضة، كما يعمل على وضع المقربين منه في المكتب التنفيذي في سياق صراعه مع جناح مناهض له داخل النهضة".
قبول المجلس مساءلة الغنوشي لا تعني سحب الثقة منه و المساءلة فقط هي خطوة فقط فرغ قلبك..
— Ouerfelli Fathi (@OuerfelliFathi2) May 22, 2020
وشدد فريد العليبي على أن "حركة النهضة أصبحت حزبا تتقاذفه الصراعات الداخلية بعد استقالة قيادات مؤثرة داخلها، على غرار الأمين العام السابق، زياد العذاري والقيادي عبد الحميد الجلاصي".
وأشار إلى "لجوء الغنوشي إلى الدعم الخارجي من الجانب التركي والقطري لمواجهة تزايد الضغوط داخل حزبه أو تحت قبة البرلمان".
- المصدر: أصوات مغاربية