Logos

أصوات مغاربية الآن علي موقع الحرة

اضغط. هنا لزيارة موقع الحرة

تونس

بعد التحكم في كورونا.. حكومة الفخفاخ في مواجهة اختبار الشارع

29 مايو 2020

يعيش الشارع التونسي على وقع تحركات احتجاجية واسعة يخوضها أكثر من قطاع للمطالبة بتنفيذ اتفاقيات سابقة أو خفض معدلات البطالة عبر إنجاز المشاريع التنموية في المناطق الفقيرة.

ويرى محللون أن حكومة الفخفاخ ستجد نفسها أمام اختبار حقيقي لتهدئة الأوضاع الاجتماعية، خاصة في ظل التداعيات الاقتصادية الكبرى الناتجة عن انتشار وباء كورونا.

تحركات واسعة

بعد تخفيف السلطات التونسية لإجراءات الحجر الصحي، بدأت عدة مناطق بتنفيذ تحركات احتجاجية توسعت رقعتها في الأيام الأخيرة.

ففي تطاوين بالجنوب الشرقي للبلاد، نفذت تنسيقية "الكامور"، الخميس، سلسلة احتجاجات وسط المدينة للمطالبة بتنفيذ اتفاق سابق مع الحكومة لتشغيل شباب من المنطقة.

وفي مدن الحوض المنجمي بمحافظة قفصة في الجنوب الغربي، توقف إنتاج الفسفاط بشكل تام، الأربعاء، والذي يعتبر أحد أبرز المواد التي تعتمد عليها تونس في التصدير.

وفي قبلي احتج عدد كبير من أهالي المحافظة بعد انتشار مرض الحمى التيفية، وطالبوا بإجراءات عاجلة لحماية أبنائهم.

كما نفذ أعوان الصحة في مختلف مناطق الجمهورية، الأربعاء، يوم غضب، للمطالبة بإصلاح القطاع وبسن قانون أساسي للصحة.

وفي السياق ذاته، نظم أصحاب الشهائد العليا المعطلين وأصحاب سيارات النقل بين المدن وعدة قطاعات أخرى، الخميس، تحركات مماثلة في عدد من محافظات البلاد.

يوميا.. هذا معدل الاحتجاجات والمظاهرات في البلدان المغاربية

نفاذ صبر  العاطلين عن العمل

وفي تعليقه على توسع رقعة الاجتجاجات، قال عضو التنسيقية الوطنية للتحركات الاحتجاجية، عبد الحليم حمدي،  إن "صبر الفئات الهشة قد نفذ في مواجهة الصعوبات الاجتماعية الكبرى".

وأكد، في تصريح لـ"أصوات مغاربية"، أن "التوجهات العامة لحكومة الفخفاخ  لا تختلف عما نهجته الحكومات السابقة من حيث الخضوع لإملاءات صناديق المال الدولية".

وأشار إلى أن "وتيرة الاحتجاجات الاجتماعية ستتوسع في الأيام القادمة، خاصة بعد صدور المنشور الحكومي الذي يؤكد على تجميد الانتدابات في الوظيفة العمومية العام المقبل".

كما حذّر حمدي من "مواصلة سياسات تجريم التحركات الاجتماعية والملاحقات الأمنية للمطالبين بحقهم في الشغل والتنمية".

معادلة صعبة

وشدد خبراء اقتصاديون على صعوبة مهمة الحكومة في إيجاد معادلة بين التزاماتها المالية ومطالب المحتجين في الشارع.

وفي هذا السياق، يرى الخبير الاقتصادي، وجدي بن رجب، أن "حكومة الفخفاخ توجدفي وضع صعب للغاية بالنظر إلى الفشل المتراكم للحكومات السابقة وأزمة كورونا".

وأكد أن "توقف قطاع حيوي كالسياحة والأزمة المالية في أوروبا التي ستحد من حجم تحويلات التونسيين بالخارج، وتراجع الصادرات نحو بلدان القارة سيعمق الأزمة الاقتصادية".

ولفت إلى أن "حكومة الفخفاخ ستكون مطالبة بتوفير أكثر من 3 ملايير دينار (مليار دولار) إضافية من التمويلات الخارجية لمواجهة الأزمة الكبيرة التي تواجهها".

وستصعّب التحركات الاجتماعية التي تتخذ أبعادا تنموية وصحية واقتصادية من مهمة الحكومة في دفع عجلة الاقتصاد، حسب الخبير ذاته.

من جانبه يتبنى أستاذ الاقتصاد بالجامعة التونسية، رضا الشكندالي، هذا الطرح،  مؤكدا في تصريح لـ"أصوات مغاربية" أن "معادلة الحكومة ستكون صعبة في التوفيق بين التزاماتها الدولية والاستجابة لمطالب الفئات المهمشة".

وتابع: "الحكومة التزمت في رسالة نوايا لصندوق النقد الدولي بخفض نفقات التنمية وخفض كتلة الأجور، وهو ما أعطى رسائل سلبية للغاية للشباب التونسي العاطل عن العمل".

  • المصدر: أصوات مغاربية
     

مواضيع ذات صلة

سنية الدهماني (المصدر: مواقع التواصل)
تم اعتقال الدهماني باستعمال القوة في 11 ماي الفائت وتمت إدانتها بموجب المرسوم الرئاسي 54

قضت محكمة تونسية الخميس بسجن المحامية والإعلامية سنية الدهماني المعتقلة منذ 11 ماي، لعامين بموجب المرسوم الرئاسي 54 بتهمة "نشر أخبار زائفة"، وفقا لمحاميها.

وقال المحامي شوقي الطبيب لوكالة فرانس برس "قضت الدائرة الجناحية بالمحكمة الابتدائية بتونس على سنية الدهماني بالسجن لمدة عامين بسبب تصريحات إعلامية حول العنصرية في تونس".

وأضاف الطبيب أن المحامية المعروفة والمعارضة تتم محاكمتها في خمس قضايا بسبب تصريحات إعلامية منتقدة للسلطة.

وكان قد حُكم على الدهماني في يوليو الفائت في قضية أخرى بالسجن لعام أمام المحكمة الابتدائية، وتم خفض الحكم في سبتمبر إلى ثمانية أشهر أمام الاستئناف بسبب تعليقات أعتبرت منتقدة للرئيس قيس سعيّد.

تم اعتقال الدهماني باستعمال القوة في 11 ماي الفائت، من قبل رجال شرطة ملثمين اقتحموا مقر "دار المحامي" في تونس العاصمة حيث لجأت.

وأكد الطبيب أن اعتقال الدهماني وإدانتها تم بموجب المرسوم الرئاسي 54.

ومنذ دخول هذا المرسوم حيز التنفيذ في العام 2022 بعد أن أقره الرئيس قيس سعيّد لمكافحة نشر المعلومات الزائفة وتعرضه لانتقادات واسعة، تمت محاكمة أو إدانة عشرات الصحافيين والمحامين وشخصيات معارضة، بحسب "النقابة الوطنية للصحافيين التونسيين".

وجه الاتهام إلى الدهماني في القضية الأولى إثر تصريح تلفزيوني سخرت فيه من الوضع في البلاد.

وفي ختام زيارة لتونس في يوليو، نددت الأمينة العامة لمنظمة العفو الدولية أنييس كالامارد بـ"التراجع الكبير" على صعيد حقوق الإنسان في تونس.

المصدر: فرانس برس