هل تستفيد تونس من سحب اسمها من القائمة الأوروبية لتبييض الأموال؟
قرر الاتحاد الأوروبي، مؤخرا، سحب تونس من قائمته التي تضم الدول ذات المخاطر العالية في مجال تهريب وتبييض الأموال وتمويل الأنشطة الإرهابية، في قرار يرى خبراء أن سيساعد البلاد في الحد من أزمتها الاقتصادية.
وأعلمت المفوضية الأوروبية رسميا، يوم أمس، سفارة تونس ببروكسل بسحب اسمها من هذه القائمة التي أثارت جدلا كبيرا في الأوساط المالية والاقتصادية.
ويعيش الاقتصاد التونسي صعوبات بالغة منذ ثورة 14 يناير 2011 التي أطاحت بالرئيس الأسبق، زين العابدين بن علي، خاصة مع تضرر قطاع السياحة الحيوي بسبب ضربات إرهابية استهدفت منشآت سياحية.
وبهذا الإجراء، تبددت مخاوف المحللين إزاء عزوف المستثمرين الأوروبين عن القدوم إلى تونس، خاصة في ظل الأزمة الاقتصادية المرتقبة بعد وباء كورونا.
وفي هذا السياق، وصف نائب رئيس لجنة المالية بالبرلمان، علي الهرماسي، في تصريح لـ"أصوات مغاربية"، الخطوة الأوروبية بـ"الإيجابية لاقتصاد البلاد".
وطالب الهرماسي السلطات التونسية بـ"العمل على استغلال أوضاع ما بعد كورونا، عبر الاستفادة من سحب تونس من القائمة السوداء وهي خطوة من شأنها رفع ثقة الشركاء الأوروبيين في الاقتصاد التونسي".
وأشار إلى أن "الاتحاد الأوروبي سيضاعف بعد الخروج من أزمة كورونا تواجده الاقتصادي بدول شمال إفريقيا من خلال البحث عن أسواق قريبة منه".
واعتبر أن "خروج تونس من القائمة يعني أنها أصبحت تعمل ضمن المعايير الدولية المطلوبة، ما سيسهل عملية ولوجها إلى الأسواق المالية"، مطالبا بـ"ضرورة ترك المعارك السياسية جانبا والتركيز على القضايا ذات البعد الاقتصادي والاجتماعي".
في المقابل، استبعد أستاذ الاقتصاد بالجامعة التونسية، رضا الشكندالي، أن "يترك هذا الإجراء أثرا إيجابيا فوريا على الأوضاع في تونس بالنظر إلى الأزمة الاقتصادية التي يمر بها الاتحاد الأوروبي نفسه".
وقال الشكندالي في تصريح لـ"أصوات مغاربية"، إن "جلب الاستثمارات الأجنبية يمر بشكل أساسي عبر خفض الضغط الجبائي على الشركات ووقف الرفع المتواصل لنسب الفائدة".
وأوضح الخبير ذاته بأن "الشركات في تونس ترزخ تحت ضغط جبائي مرتفع، أسهم في عزوف أصحاب المؤسسات الأجانب والمحليين على ضخ المزيد من الاستثمارات".
كما طالب بالحد من الخلافات السياسية لتركيز ديمقراطية مستقرة، تبعث برسائل إيجابية للمستثمرين لتجاوز الوضعية المعقدة للاقتصاد التونسي.
- المصدر: أصوات مغاربية