نددت مجموعة محامون لحماية الحقوق والحريات بما وصفتها بـ"الممارسات الرامية إلى إفراغ البلاد من مؤسساتها الدستورية وإدخالها في نفق نظام شمولي مطلق"، في إشارة منها إلى الدعوات المتصاعدة لحل المجلس الأعلى للقضاء.
ويضم المجلس وهو أعلى سلطة قضائية في البلاد، 45 عضوا يمثلون القضاء العدلي والإداري والمالي بواقع 15 عضوا لكل قطاع، وهو مؤسسة دستورية "ضامنة في نطاق صلاحياتها حسن سير القضاء واستقلالية السلطة القضائية" ويتمتع باستقلال مالي وإداري.
وسلطت المجموعة، في بيان لها، الضوء على ما اعتبرته "حملة شرسة يتعرض لها القضاة والمجلس الأعلى للقضاء منذ 25 يوليو 2021"، مضيفة أن السلطات تسعى إلى "زعزعة ثقة المواطن في السلطة القضائية والسعي لتشويهها".
وأوضحت أن "المجلس الأعلى للقضاء يشّكل مكسبا وطنيا"، داعية "كافة العائلة القضائية الموسّعة وجميع الحقوقيين إلى التضامن والوقوف صفا واحدا ضد هذا المشروع الاستبدادي"، على حد تعبيرها.
انتقادات الرئيس ورد القضاة
سبق للرئيس قيس سعيد أن وجه انتقادات حادة للمؤسسة القضائية، وسط دعوات إلى "تطهير" هذه المؤسسة والإسراع في معالجة الملفات العالقة خاصة منها قضايا الفساد.
وقال سعيّد الخميس الماضي، إنه "لا وجود لدولة القضاة، فهُم قضاة الدولة".
كما أشار إلى أنه "تم تمرير قواعد في قانون المجلس الأعلى للقضاء بهدف خدمة جهة معينة".
وأضاف "تم انتخاب أعضاء المجلس الأعلى للقضاء لا على مقاييس موضوعية بل على مقاييس ذاتية وعلى مصالح مادية وتحالفات سياسية".
في المقابل، عبّر المجلس الأعلى للقضاء، الأسبوع الماضي أيضا، عن رفضه لإصلاح المنظومة القضائية بواسطة المراسيم في إطار التدابير الاستثنائية.
كما نبه إلى ما وصفه بـ"خطورة تواصل عمليات التشويه والضغط التي تطال القضاة"، محذرا من "تبعات زعزعة الثقة في القضاء".
هل ينوي الرئيس حل الأعلى للقضاء؟
وتعليقا على هذه التطورات، فنّد القاضي السابق حاتم العشي، الأطروحات التي تؤكد ذهاب الرئيس نحو حل هذه المؤسسة الدستورية، قائلا "إن الرئيس لم يُصرّح بذلك أبدا".
وأقر العشي في تصريح لـ"أصوات مغاربية" بوجود "دعوات متتالية من أنصار الرئيس سعيد لحل المجلس الأعلى للقضاء فضلا عن وجود تحركات لتنظيم احتجاجات أمام مقره".
واعتبر العشي الذي سبق له أن شغل خطة وزير في حكومة الحبيب الصيد أن "سعيد قد يذهب نحو إصدار مرسوم رئاسي لتنقيح بعض الفصول القانونية للمجلس الأعلى للقضاء".
ودعا المتحدث ذاته الهياكل القضائية إلى "استباق السلطات التنفيذية عبر اقتراح إصلاحات تضمن استقلالية قطاعهم".
- المصدر: أصوات مغاربية