"حولت نهارنا إلى ليل".. هكذا تفاعل تونسيون مع عاصفة رملية بالجنوب
شارك تونسيون على منصات التواصل الاجتماعي صورا ومقاطع فيديو توثق لعاصفة رملية قوية ضربت بعض مدن الجنوب الغربي على امتداد الساعات الماضية.
وضربت هذه العاصفة الرملية مدنا وقرى بمحافظتي قفصة وتوزر بالجنوب الغربي على الحدود مع الجزائر.
وتظهر مقاطع الفيديو المنشورة خلو الشوارع من المارة بعد أن غمرتها الأتربة وتقلصت فيها معدلات الرؤية بشكل كبير.
وعبر مرتادون لوسائل التواصل الاجتماعي عن مخاوفهم من هذه الظاهرة التي قالوا إنها "حولت نهارهم إلى ظلام دامس".
وطلب آخرون بتفسيرات علمية لحدوث العاصفة التي وصفوها بـ"النادرة"، وسط تساؤلات عن ارتباطاتها بالتغيرات المناخية التي يشهدها العالم.
وفي إجابته على هذه الاستفسارات، كتب المهندس بالمعهد الوطني للرصد الجوي محرز الغنوشي على صفحته بفيسبوك أن "أغلب مناطق البلاد شهدت هبوب رياح قوية فاقت سرعتها 60 كيلومترا في الساعة".
وأضاف "نظرا للطبيعة الصحراوية التي تميز مناطق الجنوب فإن الرياح كانت مثيرة للرمال والأتربة وساهمت في تراجع مدى الرؤية الأفقية إلى ما دون 500 متر وانعدامها في بعض المناطق".
من جهته، تفاعل الخبير البيئي حمدي حشاد مع هذه التطورات المناخية بالقول على صفحته بفيسبوك "لا علاقة للصور المتداولة في قفصة وتوزر وقبلي التي حولت لون السماء إلى الأحمر بالتفسيرات الميتافيزيقية"، مضيفا "إنها رمال الصحراء الكبرى تهاجر كل سنة في فترات معينة إلى غابات الأمازون والمحيط الأطلسي لتشكل سمادا طبيعيا".
ونشر معهد الرصد الجوي، الأربعاء، تدوينة عبر صفحته الرسمية على "فيسبوك" تطرق ضمنها إلى "ظاهرة الرياح الرملية بالجنوب التونسي".
وقال المعهد إن "الوضع الجوي يوم أمس الثلاثاء تميز بتمركز منخفض للضغط الجوي جنوب إيطاليا (998 هكتوباسكال) مع تكوُّن جبهة باردة ساهما معا في هبوب رياح من القطاع الشمالي قوية إلى قوية جدا بأغلب مناطق البلاد بما في ذلك الجنوب الغربي"
وأضاف موضحا بأن "الرياح القوية التي شهدتها المناطق الشرقية الجزائرية ساهمت أيضا في حمل ودفع كميات إضافية من الرمال الصحراوية ( ذات لون مائل إلى الاحمرار) نحو مناطق الجنوب الغربي".
وختم المصدر مؤكدا أن "ظاهرة الرياح الرملية ظاهرة عادية في مثل هذه الفترة خاصة مع هشاشة التربة نتيجة نقص الأمطار وهبوب الرياح الشمالية الجافة التي عادت ما تكون قوية بالجنوب الغربي خاصة بعد مرورها بمرتفعات جبال الأطلس والسلسلة الجبلية الظهرية التونسية".
- المصدر: أصوات مغاربية