"أزمة العطش" تثير 131 مظاهرة بتونس في 6 أشهر
رصد المنتدى التونسي للحقوق الاقتصادية والاجتماعية( مستقل) 156 تحركا احتجاجيا بيئيا في الأشهر الستة الأولى من العام الجاري، معظمها يتعلق بالمطالبة بالحق في المياه.
وقالت المنسقة الوطنية لمشروع العدالة البيئية بالمنتدى، إيناس الأبيض، إنه "تم تسجيل 131 تحركا مُتعلقًا بالحق في الماء و25 تحركا من أجل بيئة سليمة".
وفي الأشهر الأخيرة تصاعدت شكاوى التونسيين من انقطاعات متكررة للمياه خاصة في ظل الارتفاع القياسي لدرجات الحرارة بهذا البلد المغاربي.
وهذا الشهر، أعفى الرئيس التونسي قيس سعيّد المدير العام لشركة استغلال وتوزيع المياه مصباح الهلالي من منصبه، في مؤشر على عدم رضا الحكومة على أداء الشركة في الفترة الأخيرة.
وحسب أرقام المرصد التونسي للمياه (مستقل)، فقد تم تسجيل 245 تبليغا عن مشاكل تتعلق بالمياه و228 تبليغا عن الانقطاعات في شهر يونيو المنقضي.
وفي العام 2022، سجل المرصد 429 تحركا احتجاجيا للمطالبة بالحق في الماء وقد شهد بعضها تصعيدا وُصف بـ"الكبير".
ومع تراجع منسوب المياه في السدود الرئيسية للبلاد، حذّر المرصد من أن الوضعية ستكون أصعب خلال شهري أغسطس وسبتمبر القادمين، ما يحتم "تواصل نظام الحصص للتزويد بالمياه".
وتواجه تونس أزمة جفاف حادة دفعت العديد من المنظمات إلى دعوة السلطات لاتخاذ إجراءات عاجلة للحد من تداعياتها.
ولمواجهة هذه الأزمة اعتمدت وزارة الفلاحة منذ مارس الفائت "نظام حصص ظرفي" للتزود بمياه الشرب، و"منع وقتي" لبعض استعمالات المياه من ذلك غسل السيارات وري المساحات الخضراء.
ويحذر خبراء من أن تونس تتجه لأزمة "عطش" معقدة مع تراجع التساقطات المطرية وتقادم السدود واهتراء البنى التحتية من ذلك قنوات وأنابيب توزيع المياه.
ويقدر المرصد نسبة ضياع المياه بـ32.5 بالمئة بسبب تردي البنى التحتية للشركة التونسية لاستغلال وتوزيع المياه (حكومية).
وتمتلك تونس نحو 37 سدا أبرزها سد سيدي سالم، إضافة إلى البحيرات الجبلية وتقع أغلبها في شمال البلاد.
ولمواجهة الجفاف، بدأت تونس عدة مشاريع لتعبئة المياه من بينها إنشاء سدود جديدة كسد "سيدي ملاق " بمحافظة الكاف وإنشاء محطات تحلية مياه البحر على غرار محطة "الزارات" بمحافظة قابس التي تقدمت الأشغال فيها بنسبة 80 بالمئة.
وتخطط السلطات لوضع استراتيجية في قطاع المياه في أفق 2050 تعتمد مقاربة ترتكز على الاقتصاد في الموارد المائية وتثمين الموارد المائية غير التقليدية.
المصدر: أصوات مغاربية