Logos

أصوات مغاربية الآن علي موقع الحرة

اضغط. هنا لزيارة موقع الحرة

Secretary of State Antony Blinken speaks at a briefing on the 2022 Country Reports on Human Rights Practices at the State…
بلينكن خلال تقديمه تقرير حقوق الإنسان

أصدرت وزارة الخارجية الأميركية تقريرها السنوي، الإثنين، بشأن ممارسات حقوق الإنسان حول العالم في 2022، ويضم سجلا مفصلا للانتهاكات والتجاوزات التي يتعرض لها الأفراد في المجتمعات المهمشة، ومنها أيضا عدم المساواة الاقتصادية، وتداعيات تغير المناخ، والهجرة، وانعدام الأمن الغذائي، وتحديات عالمية أخرى.

ومن بين العديد من دول العالم التي شملها التقرير، جاءت عدد من دول الشرق الأوسط، وهي السعودية، الإمارات، مصر،  العراق، الجزائر، البحرين، إيران، إسرائيل، الأردن، لبنان، ليبيا، المغرب، عمان، قطر، الكويت، سوريا، تونس، اليمن.

وتشابهت الانتهاكات التي ترتكبها دول الشرق الأوسط، ومنها السجن التعسفي للمعارضين السياسيين، فضلا عن القيود على حرية التعبير والإعلام، وعدم المساواة الاقتصادية.

وفي السعودية، أشار التقرير إلى انتهاكات عدة منها القتل خارج نطاق القضاء، والاختفاء القسري، والقيود المفروضة على حرية التعبير والإعلام، والتي تشمل فرض الرقابة والاعتقالات غير المبررة أو الملاحقات القضائية للصحفيين.

وبالنسبة للإمارات، أوضح التقرير إلى مجموعة من الانتهاكات التي ترتكبها الدولة، بداية من الاحتجاز التعسفي خارج إطار القانون، مرورا بالقوانين التي تجرم السلوك الجنسي المثلي بالتراضي بين البالغين، ووصولا إلى القيود المفروضة على الإعلام.

ولم تختلف الكويت كثيرا عن الإمارات أو السعودية، إذ رصد التقرير مضايقة الحكومة لمنظمات حقوق الإنسان المحلية، فضلا عن عدم التحقيق والمساءلة بشأن العنف القائم على النوع الاجتماعي، بما في ذلك العنف المنزلي و الاتجار بالبشر واستهداف المثليين. 

وبجانب ارتكابها نفس الانتهاكات السابقة، ذكرت الخارجية الأميركية أن قطر تفرض قيودا مجحفة على حرية تنقل العمال المهاجرين، وتعرضهم لانتهاكات من دون الوصول إلى العدالة، بما في ذلك العمل الجبري، فضلا عن الحظر المفروض على النقابات العمالية المستقلة. ولا يتمتع المواطنون القطريون بالقدرة على تغيير حكومتهم سلميا في انتخابات حرة ونزيهة بسبب القيود غير المعقولة على المشاركة السياسية، بما في ذلك الحظر الكامل للأحزاب السياسية.

أما في البحرين، فمن بين انتهاكات عدة لحقوق الإنسان، يعاني المواطنون من عدم القدرة على تغيير حكومتهم سلميا من خلال انتخابات حرة ونزيهة، فضلا عن القيود الخطيرة وغير معقولة على المشاركة السياسية.

ولم تختلف عمان عن مثيلاتها من الدول الخليجية، إذ تفرض قيودا شديدة على حرية الإعلام والمشاركة السياسية، فضلا عن استغلال المهاجرين الأجانب في العمل.

وفي مصر ، ذكر التقرير أن انتهاكات حقوق الإنسان  تشمل عمليات القتل خارج نطاق القضاء، والاختفاء القسري على يد أمن الدولة، والتعذيب وحالات المعاملة أو العقوبة القاسية أو اللاإنسانية أو المهينة من جانب الحكومة، والقيود الشديدة على حرية التعبير والإعلام.

وبالنسبة لانتهاكات إسرائيل لحقوق الإنسان، أشارت الخارجية الأميركية إلى تقارير موثوقة عن ضلوعها في  القتل غير القانوني والاحتجاز التعسفي، بما في ذلك اعتقال فلسطينيين في إسرائيل والأراضي المحتلة. كما تفرض قيودا  على الفلسطينيين المقيمين في القدس، ومنها التدخل التعسفي في الخصوصية والأسرة والمنزل. وتتدخل الحكومة الإسرائيلية في حرية التجمع السلمي وتكوين الجمعيات والخصوصية. وتنتهك حرية التعبير والإعلام، بالإضافة إلى مضايقتها  للمنظمات غير الحكومية. 

وفي ما يتعلق بلبنان، أشار التقرير إلى ما وصفه بالفساد الرسمي الخطير وواسع الانتشار. ومن ضمن الانتهاكات كان التهديد بالإعادة القسرية للاجئين إلى بلد يمكن أن يواجهوا فيه التعذيب أو الاضطهاد، بالإضافة إلى وجود أسوأ أشكال عمالة الأطفال.

وأبرز ما جاء في تقرير انتهاكات حقوق الإنسان في ما يخص العراق عدم قدرة السلطات المدنية على السيطرة الفعالة على بعض عناصر قوات الأمن، ولا سيما وحدات معينة من قوات الحشد الشعبي المتحالفة مع إيران وهيئة الحشد الشعبي. وارتكب عناصر من قوات الأمن انتهاكات عديدة موثقة.

وأشارت الخارجية إلى أن المواطنين في الأردن لا يسمح لهم بانتخاب الفرع التنفيذي للحكومة أو مجلس الشيوخ في البرلمان. كما أن الحكومة في الأردن متورطة في عمليات التعذيب وغيرها من المعاملة غير الإنسانية ضد المعتقلين السياسيين. كما تفرض قيودا خطيرة على حرية التعبير ووسائل الإعلام، بما في ذلك مضايقة وترهيب الصحفيين، والاعتقالات غير المبررة أو مقاضاة الصحفيين.

وسلطت الخارجية الضوء في تقريرها عن تونس على الانتهاكات المتعددة التي ارتكبها الرئيس التونسي، قيس سعيد، في عام ٢٠٢٢. وذكرت أنه، في 10 فبراير، حل سعيّد مجلس القضاء الأعلى، الذي كان مسؤولاً عن التعيينات والانضباط القضائي في جميع أنحاء البلاد واستبدله بمجلس مؤقت. وفي 30 مارس، حل الرئيس رسميًا البرلمان "المعلق" بالفعل بعد أن عقد 116 عضوًا "جلسة عامة افتراضية" وصوتوا لإلغاء جميع المراسيم التي أصدرها الرئيس منذ تعليقه للدستور في يوليو 2021.

وضمن انتهاكات عديدة لحقوق الإنسان على المستوى المحلي، أبرز التقرير المناوشات وعمليات إطلاق النار بين المغرب و جبهة البوليساريو بسبب مطالبة المغرب بالسيادة على أراضي الصحراء الغربية والتي تسيطر بالفعل على ما يقرب من 80 في المائة منها. 

وشملت الانتهاكات المتعلقة بحقوق الإنسان في الجزائر،  التعذيب أو المعاملة اللاإنسانية من جانب قوات الأمن، فضلا عن اعتقال السجناء السياسيين، والقمع العابر للحدود ضد الأفراد في بلد آخر، والقيود على الحق في مغادرة البلاد. وتفرض الدولة قيودا صارمة على الحرية الدينية، بالإضافة إلى عدم التحقيق والمساءلة بشأن العنف القائم على النوع الاجتماعي ضد المرأة أو الاتجار بالبشر. 

وضمن قائمة طويلة من انتهاكات حقوق الإنسان في إيران، كان الأبرز في التقرير هو عدم وجود محاكمات عادلة، بالإضافة إلي زيادة أحكام الإعدام. كما أشارت الخارجية  إلى القتل غير القانوني والاختفاء القسري والتعذيب من جانب الحكومة ووكلائها، فضلا عن القمع العابر للحدود ضد الأفراد في بلد آخر ، بما في ذلك القتل أو الخطف أو العنف. كما تحدث التقرير عن علاقة إيران بالجماعات الإرهابية التي ارتكبت انتهاكات في جميع أنحاء المنطقة العربية، من خلال دعمها للحكومة السورية، وجماعات الميليشيات العراقية الموالية لإيران، والمتمردين الحوثيين اليمنيين، وكذلك التجنيد أو الاستخدام غير القانوني للجنود الأطفال في سوريا والعراق واليمن. ولا تجرم الحكومة العنف القائم على النوع الاجتماعي ضد المرأة، أو العنف الجنسي، أو العنف ضد الأقليات العرقية، بما في ذلك الكردية والبلوشية.

وتحدث التقرير عن الانتهاكات المتعددة في ليبيا، والتي يقف وراءها الانقسامات بين المؤسسات التابعة لحكومة الوحدة الوطنية وتلك التابعة للجيش الوطني الليبي، والفراغ الأمني في الجنوب، ووجود الجماعات الإجرامية في جميع أنحاء البلاد، وضعف الحكومة الذي يعيق بشدة التحقيق في الانتهاكات وملاحقة مرتكبيها. وانتشرت، على مدار السنة الماضية، انتهاكات حقوق الإنسان التي ارتكبتها الجماعات المتحالفة مع الحكومة والجيش الوطني الليبي، والجهات الفاعلة غير الحكومية والأجنبية، بما في ذلك المرتزقة من مختلف البلدان والمنظمات الإرهابية. وشملت هذه أعمال القتل والهجمات العشوائية على المدنيين والاحتجاز التعسفي والتعذيب.

وفي ما يتعلق باليمن التي تشيع فيها انتهاكات حقوق الإنسان، ذكر التقرير أن الجهات الفاعلة غير الحكومية، بما في ذلك الحوثيون والميليشيات القبلية والجماعات الإرهابية (بما في ذلك تنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية وفرع محلي من داعش)،  ارتكبت انتهاكات جسيمة مع الإفلات من العقاب. وكان يناير هو الشهر الأكثر دموية للضحايا المدنيين منذ ثلاث سنوات، والذي شمل غارة جوية للتحالف بقيادة السعودية أسفرت عن سقوط عدد كبير من القتلى والجرحى من المدنيين وتدمير البنية التحتية المدنية. وأشار التقرير إلى استمرار سيطرة الحوثيين على موارد الدولة للاستفادة منها لصالحهم، وعلى رأسها الضرائب على قطاع الأعمال، وتحويل المساعدات الإنسانية لهم.  وواصل الحوثيون خنق المعارضة وقمع المعارضين السياسيين.

وعن سوريا، ذكر التقرير أن قوات النظام والقوات الموالية له واصلت، خلال عام ٢٠٢٢، الهجمات الجوية والبرية التي بدأت في عام 2019 لاستعادة محافظة إدلب ومناطق أخرى في المنطقة الشمالية الغربية من البلاد  ما أسفر عن مقتل مئات المدنيين وتشريد الآلاف. وأدى التصعيد في الشمال، الذي اشتمل في كثير من الأحيان على استخدام الأسلحة الثقيلة، إلى تدمير البنية التحتية المدنية في المناطق المتضررة وفاقم الوضع الإنساني المتردي بالفعل. وأصابت الضربات الجوية التي شنتها القوات النظامية والروسية مرارًا مواقع كان يتواجد فيها مدنيون، بما في ذلك المستشفيات والأسواق والمدارس ومستوطنات النازحين داخليًا والمزارع. وفي درعا ، أدى القتال بين قوات النظام والمعارضة، وحصار النظام الذي استمر 75 يومًا، إلى نزوح أكثر من 38 ألف فرد بشكل مؤقت. وحتى سبتمبر، أفاد مكتب المفوض السامي للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين بوجود 6.9 مليون نازح داخلياً و 5.7 مليون لاجئ سوري في البلدان المجاورة.

وفي مقدمة التقرير، قال وزير الخارجية الأميركي، أنتوني بلينكين، "من قمع إيران الوحشي والعنيف، للاحتجاجات السلمية التي غالبًا ما تقودها النساء، إلى "الإبادة الجماعية والجرائم ضد الإنسانية ضد الإيغور ذات الأغلبية المسلمة في الصين، لا يزال هناك تراجع في أوضاع حقوق الإنسان".

وقال "بلينكين" للصحفيين، بحسب صحيفة "وول ستريت جورنال" الأميركية: "الهدف من هذا التقرير ليس إلقاء محاضرة أو إهانة الدول، بل هو مساعدة أولئك الأفراد الذين يعملون في جميع أنحاء العالم لحماية الكرامة الإنسانية ودعمها عندما تكون تحت التهديد".

وتحدث بلينكن عن علاقات واشنطن بالدول التي أشار التقرير إلى ارتكابها انتهاكات في حقوق الإنسان، قائلا: "نجري تلك المناقشات الصعبة في جميع المجالات مع الأصدقاء، والخصوم، والمنافسين على حد سواء، والتقرير نفسه يوضح ذلك".

وأضاف: "نحن نتعامل مع الجميع في ضرورة احترام أسس الديموقراطية، وفي بعض الأحيان نقوم بذلك بشكل أكثر علنية، وأحيانًا نفعل ذلك بشكل خاص، ونحاول في كل حالة تحديد كيف نكون أكثر فعالية في النهوض بحقوق الإنسان ".

ومن المقرر أن تستضيف إدارة الرئيس الأميركي، جو بايدن، الأسبوع المقبل، القمة الثانية للديمقراطية مع حكومات كوستاريكا وهولندا وكوريا الجنوبية وزامبيا، في محاولة لعرض الجهود التي تبذلها الدول الشريكة الملتزمة بتعزيز الممارسات الديمقراطية.

 

المصدر: موقع الحرة

مواضيع ذات صلة

سباق انتخابي لكسب أصوات اليهود في الولايات المتحدة - رويترز
سباق انتخابي لكسب أصوات اليهود في الولايات المتحدة - رويترز

في خضم الانتخابات الأميركية المقبلة في الخامس من نوفمبر، يواجه الناخبون اليهود تحديات جديدة تدفعهم لإعادة تقييم خياراتهم السياسية. فطالما كانت المجتمعات اليهودية تقليديا جزءا من القاعدة الديمقراطية، لكن التغيرات في المواقف السياسية جعلت بعضهم يشعر بالقلق، وباتت النقاشات حول قضايا الشرق الأوسط، تؤثر على مشاعر الناخبين.

يعبّر بعض الناخبين عن مخاوفهم من تصاعد معاداة السامية، سيما في ظل الأحداث الأخيرة في البلاد وتطورات الصراع في الشرق الأوسط. هذا الوضع يدفعهم للتفكير في مدى ملاءمة دعمهم للحزب الديمقراطي مع تزايد هذا الخطاب، بينما يعتقد البعض الاخر أن الحزب الجمهوري يقدم دعمًا أكثر ثباتًا لإسرائيل.

ويشعر طرف ثالث من الناخبين اليهود أن الدعم المقدم من أحد المرشحين لإسرائيل هو سطحي ومشروط وذو أبعاد شخصية وسياسية، مما يجعلهم يتساءلون عن مصداقية هذا الدعم.

هذه التباين في التوجهات للحزبين الديمقراطي والجمهوري يؤدي إلى انقسامات داخل المجتمعات اليهودية، لكن هذه الديناميكية سيكون لها تأثير كبير على نتائج الانتخابات، خصوصًا في الولايات المتأرجحة، حيث يمكن لأصواتهم أن تحدث فارقًا كبيرًا.


جويل روبن مرشح سابق للكونغرس عن الحزب الديمقراطي في ولاية ماريلاند، قال لقناة "الحرة" إن يهود ولاية بنسلفانيا معظمهم يؤيدون الحزب الديمقراطي، وهذه الشريحة تركز على مواضيع عدة أبرزها مشكلة معاداة السامية ودعم إسرائيل والاقتصاد وحقوق المرأة والتغير المناخي.

ويقول إن يهود منطقة بيتسبرغ مثلا "يركزون كثيرا على صعود معاداة السامية من اليمين الذي يشعرون بالتفوق العرقي الأبيض". وأن دور العبادة اليهودية في هذه المناطق تتعرض إلى تهديدات، ويقول إن المرشح الجمهوري ترامب "يرفضها"، لكنه يشير إلى أن أولويات الناخب اليهودي هي التصويت على مرشح يهتم بشؤون البلاد الداخلية ويحسن من وضع المواطنين اقتصاديا واجتماعيا.

توم حرب، عضو في الحزب الجمهوري، من فلوريدا قارن من جهته بموقف الجالية اليهودية في فلوريدا والجالية العربية في ولاية ميشيغان من الانتخابات الرئاسية، وقال لقناة "الحرة" إن الجالية اليهودية في فلوريدا تنظر إلى سياسة ترامب في الشرق الأوسط أقرب إليهم بكثير من المرشحة الديمقراطية هاريس والتي أوضح ان دعمها لإسرائيل غير كامل.

وفي ولاية ميشيغان، يضيف حرب، الجالية العربية التي كانت تتعاطف سابقا مع الديمقراطيين، غيرت من موقفها لأنها ضد العنف والإرهاب وتطالب بالسلام في الشرق الأوسط، هذا التبدل في الموقف دليل على أن هاريس غير حازمة في موقفها تجاه الإرهاب، بحسب تعبير توم حرب.

بنسلفانيا ... صوت اليهود قد يحولها إلى حمراء
رونا كوفمان، من ولاية بنسلفانيا تقول إن الحقائق على الأرض تثبت بأن المزيد من اليهود يشعرون بالتخلي عن الحزب الديمقراطي وقد يصوتون للجمهوري دونالد ترامب.

وأوضحت كوفمان، 49 عامًا، لوكالة أسوشييتد برس، مشيرة إلى نائبة الرئيس الديمقراطي كامالا هاريس "لا أعتقد أن أي شخص من عائلتي، من جيلي أو الأجيال الأكبر، سيصوت لهاريس" مضيفة "رغم أننا لم نصوت للجمهوريين أبداً لكن أختي لديها لافتة تدعم حملة ترامب خارج منزلها، وهذا تحول كبير".

هذا التحول قد يكون له أثر كبير في ولاية بنسلفانيا حينما كان لعشرات الآلاف من الأصوات تأثير على قرار الانتخابات الرئاسية السابقة. يقول العديد من الناخبين اليهود إن الانتخابات الرئاسية لعام 2024 تختلف عن أي انتخابات أخرى في الذاكرة، وسط تبعات الهجوم الوحشي لحماس على إسرائيل العام الماضي.

يمثل اليهود شريحة صغيرة من سكان الولايات المؤهلة للتصويت في بنسلفانيا وميشيغان وويسكونسن، وهي الولايات المعروفة باسم "الجدار الأزرق" التي اعتمد عليها الديمقراطيون في الانتخابات الرئاسية الأخيرة. وفي هذه الانتخابات، يعتبر صوت اليهود مهم جدا لحملتي هاريس وترامب، وأي تراجع لتأييد هذه الكتلة سيغير من ميزان المنافسة بين الطرفين.

هذا الموضوع أجبر هاريس على الموازنة بين القواعد الانتخابية التقليدية للحزب الديمقراطي، بين دعم إسرائيل "في الدفاع عن حقها" والاستنكار تجاه مقتل المدنيين الإسرائيليين والفلسطينيين والدمار في المنطقة.

في حين سعى ترامب لاستغلال الفرصة بين الناخبين اليهود بشكل خاص، قائلاً إن هاريس "لا تحب" اليهود، مضيفاً أنه سيكون "أفضل صديق للأميركيين اليهود في البيت الأبيض."

أظهرت استطلاعات الرأي سابقا أن اليهود يصوتون بشكل ساحق لصالح الحزب الديمقراطي، لكن السؤال الان هو ما إذا كان ذلك قد تغير، حيث يركز العديد من الناخبين على العلاقة بين إسرائيل والولايات المتحدة، ويقولون إن تصاعد أعمال معاداة السامية والاحتجاجات ضد إسرائيل التي اجتاحت المدن والحرم الجامعي، جعلتهم يشعرون بعدم الأمان.

تشير وكالة أسوسييتد برس إلى أنه بينما تلعب بنسلفانيا دورًا مركزيًا في الانتخابات، يقول الكثيرون إنهم لم يروا مثل هذا الاهتمام من الحملات الانتخابية كما هو الحال الآن.

الديمقراطي يفقد شعبيته بسبب التباين في مواقفه
من ترامب إلى باقي الجمهوريين، يحاول الحزب الجمهوري كسب الناخبين اليهود من خلال تسليط الضوء على الحزب الديمقراطي الذي ينقسم بين دعمه التقليدي غير المشروط لإسرائيل، وفصيل آخر يتهم إسرائيل بارتكاب جرائم حرب في غزة، وإنهاء الدعم العسكري الأميركي.

بالنسبة لبعض اليهود الذين يصوتون عادةً للديمقراطيين، فإن هذا الأمر قد لقي صدى لديهم.

جيريمي كازاز، من مدينة بيتسبرغ والداعم لهاريس يقول في هذا الشأن "أعتقد أن هناك أشخاصًا مترددين في التصويت لترامب يشعرون بالخوف كيهود في هذا البلد" ومع ذلك، أشار إلى أن لهاريس سجلًا طويلًا في مكافحة معاداة السامية غير معروف نسبيًا للعديد من الناخبين.

لكن اليهود من أنصار الحزب الديمقراطي يشيرون إلى أن إدارة بايدن قدمت دعما قويا إلى إسرائيل من خلال الدعم المالي والعسكري، وفي تصريحاتها بمناسبة ذكرى هجوم حماس، قالت هاريس إنها ستضمن دائما أن تمتلك إسرائيل ما تحتاجه للدفاع عن نفسها وأنها ستعمل دائمًا لضمان سلامة وأمن الشعب اليهودي هنا وحول العالم.

ستيف روزنبرغ، من فيلادلفيا، صوت لترامب في 2016 ثم لبيادن في 2020، سيصوت هذه المرة لترامب في 2024.

انتقد روزنبرغ بايدن لتقديمه إعفاءات من العقوبات لإيران، معتبرًا أن ذلك أتاح لهذا البلد تمويل حرب ضد إسرائيل، وقال "السؤال هو، 'من هو أفضل حالًا اليوم مما كان عليه قبل أربع سنوات؟' والإجابة هي إيران وووكلاؤها، وذلك لأن بايدن وكامالا هاريس قد استسلما لإيران" بحسب تعبيره.

وقد صرح مسؤولو إدارة بايدن بأنهم كانوا يمددون الإعفاءات التي أقرها ترامب، والتي منحت إيران الوصول إلى الأموال المقيدة للإمدادات الإنسانية، وتم التحقق منها لضمان استخدام الأموال فقط للغذاء والدواء والمعدات الطبية والسلع الزراعية. ويقول المتشددون ضد إيران إن هذه الإعفاءات يمكن أن تسمح لإيران بالحصول على موارد اضافية لتمويل وكلاء مثل حماس.

رونا كوفمان، التي تصف نفسها بالتقدمية وتعيش في حي سكويرل هيل الذي يضم عددًا كبيرًا من اليهود في بيتسبرغ ببنسلفانينا، لم تعتقد أبدًا أنها ستصوت لترامب، لكنها الآن تتوقع أن يواصل ترامب اتخاذ موقف صارم ضد إيران وتخشى أن تُرضي هاريس إيران وتتبنى أجنحة الحزب اليسارية، بحسب تعبيرها.

ترامب يدعم إسرائيل لتحقيق مصالحه السياسية
العديد من اليهود الذين يدعمون هاريس يرون في ترامب تهديدًا للديمقراطية، ويعتبرون أن هذا مهم، لأن الأقليات، بما في ذلك اليهود، لديهم أسباب للخوف من الاضطهاد تحت الأنظمة الاستبدادية.

هذه الكتلة، بحسب وكالة أسوسييتد برس، من الداعمين لهاريس يمكنهم سرد قائمة من الأمور التي قام بها ترامب ويعتبرونها تهديدًا، مثل استخدام الجيش في الشؤون الداخلية، الترويج لأساطير الولاء المزدوج حول اليهود، وتحميل اليهود المسؤولية إذا خسر، وفي الأيام التي تلت هجوم حماس، انتقاده لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بينما مدح حزب الله بوصفه "ذكيًا جدًا".

يرى البعض أن جهود ترامب في السادس من يناير 2021 للبقاء في السلطة تمثل تهديدًا. وكثيرون يشعرون بالقلق من علاقته بالديكتاتوريين، ويشيرون إلى لقاءاته مثلا مع الناشط اليميني المتطرف نيك فوينتس ومغني الراب يي، وهما شخصان معروفان بالترويج لخطاب معادٍ للسامية.

وقالت الحاخامة بيث جانوس من فيلادلفيا إن اليهود متحمسون لأن يكون الرئيس المقبل إمرأة رئيسة ومتزوجة من رجل يهودي، على العكس من ذلك، أوضحت أن دعم ترامب لإسرائيل هو سطحي وأضافت "عندما يخدم ذلك احتياجاته وأهدافه، يدعم إسرائيل. ولكن إذا لم يكن كذلك، فلن يدعم إسرائيل".

بلغة الأرقام .. يهود أميركا يميلون إلى ترامب
لطالما اعتبر الديمقراطيون تصويت اليهود أمرًا مسلمًا به، بينما تنازل الجمهوريون عنه، ولكن في هذه الانتخابات المتقاربة، يجب على هاريس وترامب القتال من أجل كل صوت.

تذكر صحيفة واشنطن جويش ويك الأميركية أنه تاريخيًا، مال الناخبون اليهود بشدة نحو الديمقراطيين بسبب ارتباط الحزب بالقيم الليبرالية، التي تتماشى مع معظم اليهود الذين يعرّفون أنفسهم كليبراليين أو تقدميين.

لكن هل ستحدث الأصوات اليهودية أي فرق في النتائج في عام 2024؟ يمثل اليهود أكثر من 2% بقليل من السكان وفي انتخابات متقاربة كما يحدث هذا العام، ويعتبر صوت هذه الشريحة مهم للطرفين.

بحسب استطلاع أجرته اللجنة الأميركية اليهودية فأن حوالي 48% من اليهود يعرّفون أنفسهم كليبراليين، و59% كتقدميين، وثلثهم تقريبًا كوسطاء، و20% كمحافظين، أيضا حوالي نصفهم ينتمون إلى التيار الإصلاحي أو المحافظ، و29% علمانيون، و8% فقط أرثوذكس.

في عام 2020، كان تصويت اليهود لصالح جو بايدن مقابل دونالد ترامب بنسبة 68% إلى 30%. كانت هذه أقل نسبة يحصل عليها ديمقراطي منذ أن حصل مايكل دوكاس على 64% عام 1988 مقابل 35% لجورج بوش الأب.

كان أداء بوش أفضل من المتوسط الجمهوري (26%) لأن اليهود اعتقدوا أنه سيستمر في سياسات دعم إسرائيل التي اتبعها رونالد ريغان. لكنه لم يفعل ذلك وتم معاقبته عندما ترشح لإعادة الانتخاب، حيث حصل على 11% فقط من أصوات اليهود مقابل 80% لبيل كلينتون.

إذا طبق الناخبون اليهود منطقًا مشابهًا وافترضوا أن كامالا هاريس ستستمر في سياسات بايدن فلن يكون من المفاجئ إذا كانت نتائجها سيئة أو أسوأ مما كان عليه الرئيس في عام 2020.

وفقًا لاستطلاع من مركز بيو، قال 65% فقط من اليهود إنهم سيدعمون هاريس. هذه هي نفس نسبة الأصوات اليهودية التي حصل عليها جورج مكغفرن عندما هزمه ريغان. و34% الذين فضلوا ترامب يتماشى مع استطلاع من فوكس نيوز الذي وجد أن 33% من اليهود صوتوا للجمهوريين في الانتخابات النصفية.

اليهود الأرثوذكس والمعتدلون .. الورقة الرابحة للجمهوريين
اليهود الأكثر احتمالاً للتصويت للجمهوريين هم الأرثوذكس، ويشكلون غالبية الناخبين لصالح ترامب، لكن عددهم في الولايات المتأرجحة وهي أريزونا، جورجيا، ميشيغان، نيفادا، كارولينا الشمالية، بنسلفانيا وويسكونسن غير كبير وصوتهم لن يؤثر كبيرا في الانتخابات.

يعيش نسبة كبيرة، إن لم يكن معظم، من اليهود الأرثوذكس في ولايات نيويورك، فلوريدا، كاليفورنيا، نيوجيرسي وماريلاند. تقول صحيفة واشنطن جويش وييك إنه من المتوقع أن يفوز ترامب في فلوريدا لكنه سيخسر في البقية، التي تُعتبر ديمقراطية صلبة، لذا فإن استطلاعات الرأي التي تُظهر تحول أصوات اليهود نحو ترامب في أماكن مثل نيويورك ليست ذات قيمة للسباق الرئاسي.

من ناحية أخرى، بما أن الأرثوذكس يشكلون جزءًا صغيرًا من المجتمع اليهودي، يجب أن يكون ترامب قادرًا على جذب المعتدلين والليبراليين للحصول على ثلث الأصوات.

بعملية رياضية افتراضية واستنادًا إلى نتائج 2020، سيكون لدى ترامب ما يكفي من الأصوات للفوز في أريزونا وجورجيا، مما قد يمنحه الرئاسة، الفارق الذي يحتاج لتجاوزه في ويسكونسن سيكون أقل من 17,000 صوت كما أنه يحتاج إلى أقل من 28,000 صوت إضافي للفوز في بنسلفانيا. كل هذا افتراضي، لكنه يعطي فكرة عن التأثير الذي قد يحدثه تصويت اليهود على فرص ترامب للعودة إلى البيت الأبيض.

ومن المتوقع أن تكون حصة ترامب من أصوات اليهود أعلى بكثير من متوسط الجمهوريين منذ عام 1968، ومن غير المحتمل أن يحصل على الكثير من الأصوات اليهودية الإضافية ما لم ترتكب هاريس خطأ جسيمًا أو يصبح بايدن أكثر انتقادًا لإسرائيل. لكن قد يخسر ترامب أصواتًا إذا استمر في الارتباط بنظريات المؤامرة ومعاداة السامية.

تميزت رئاسة ترامب بمواقف قوية مؤيدة لإسرائيل، وهو عامل جعله يحظى بشعبية لدى شريحة من الناخبين اليهود. بالمقابل، ستُقيّم هاريس، بصفتها نائب الرئيس تحت إدارة بايدن، بناءً على سياسات الإدارة، التي انتقدها العديد من اليهود.

إن استمرار هاريس في نهج بايدن، قد يؤدي إلى تراجع كبير في الدعم اليهودي كما أظهر استطلاع "بيو" اضافة إلى مخاوف اليهود من اليسار المتطرف في الحزب الديمقراطي الذي زاد انتقاده لإسرائيل.

تصويت اليهود في الولايات المتأرجحة
على الرغم من أن نسبة الناخبين اليهود صغيرة مقارنة بالناخبين بشكل عام، إلا أن عدد الناخبين اليهود في العديد من هذه الولايات يتجاوز عدد الناخبين الذين حددوا الفائز في انتخابات الرئاسة لعام 2020.

صحيفة ذي جويش نيوز أوف نوررث كاليفورنيا ذكرت أنه نظرًا لأن الناخبين اليهود يميلون إلى أن يكونوا ديمقراطيين، يبذل الجمهوريون جهدًا إضافيًا لتقليل تأثيرهم وزيادة نسبة التصويت اليهودي لصالح الحزب الجمهوري سيما في الولايات المتأرجحة التي تمثل نتيجة انتخابات الرئاسة لعام 2024 نقطة حاسمة بين نائب الرئيس كامالا هاريس، والرئيس السابق دونالد ترامب.

بنسلفانيا: تمتلك الولاية  19 صوتًا انتخابيًا، وهي تعد أكبر جائزة للمرشحين بين الولايات المتأرجحة. يتجاوز عدد الديمقراطيين المسجلين عدد الجمهوريين بنحو 400000، ولكن بايدن فاز فقط على ترامب في 2020 بفارق 80000 صوت، أي بنسبة 1%؛ بينما فاز ترامب في 2016 بفارق أقل بكثير، حوالي 0.5%. يشكل اليهود في الولاية، والذين يبلغ عددهم 300000، حوالي 3% من الناخبين؛ وثلثاهم من الديمقراطيين، لذا فإن دعمهم ضروري لفوز هاريس.

أريزونا: تمتلك 85000 ناخب يهودي، 55% منهم ديمقراطيون، مقارنةً بـ 44% من الناخبين على مستوى الولاية. في عام 2020، هزم الرئيس بايدن ترامب في الولاية بفارق أقل من 11000 صوت لذلك يمكن أن يكون الناخبون اليهود عاملًا حاسمًا في نتيجة 2024.

جورجيا: فاز بايدن فيها في 2020 بفارق 12000 صوت، ولاية أخرى يمكن أن يحدث فيها تصويت اليهود فرقًا كبيرًا. يتكون المجتمع اليهودي في الولاية من 125000 يهودي، مما يشكل أكثر قليلاً من 1% من الناخبين، وعادةً ما يصوت 75% منهم للديمقراطيين. لكن النتائج هذه المرة قد تتغير بسبب حوادث معاداة السامية وإرتفاع المشاعر المعادية لإسرائيل.

ميشيغان: تعتبر موطنًا لحوالي 100000 يهودي، مما يشكل أكثر من 1% بقليل من الناخبين. أكثر من 60% من اليهود في ميشيغان هم ديمقراطيون. لكن الولاية تضم أيضًا 200000 ناخب مسلم، وفقًا لمنظمة EmgageUSA، بالإضافة إلى أكثر من 160000 مقيم من أصول عربية.

صوت أكثر من 85% من الناخبين المسلمين في ميشيغان لصالح الديمقراطيين في الانتخابات الرئاسية الأخيرة. لكن في الانتخابات التمهيدية الديمقراطية هذا العام، أدلى ما لا يقل عن 100000 ديمقراطي بأصوات "غير ملتزم". كانت تلك الأصوات جزءًا من حركة احتجاجية قادها الناخبون المسلمون والعرب الأميركيون وغيرهم ضد دعم إدارة بايدن لدعم إسرائيل في حربها في غزة.

ما إذا كان هؤلاء الناخبون غير الملتزمين سيبقون في منازلهم أو يصوتون لصالح ترامب يبقى غير مؤكد. في كلتا الحالتين، يمكن أن يؤثروا على نتيجة سباق الرئاسة في ميشيغان. حيث فاز بايدن بالولاية في 2020 بفارق 154000 صوت، وفي عام 2016، أصبح ترامب أول جمهوري يفوز بميشيغان منذ عام 1988.

نيفادا: يشكل اليهود 3% من الناخبين في الانتخابات الرئاسية الأخيرة، وصوت 75% من هؤلاء الـ 41000 ناخب لصالح بايدن على ترامب في 2020. فاز بايدن في الولاية بفارق حوالي 33000 صوت، لذا يُعتبر هذا سباقًا آخر حيث يمكن أن يكون كل صوت يهودي حاسمًا في النتيجة.

نورث كارولاينا: يشكل اليهود  49000 من سكان الولاية، مما يمثل 0.5% فقط من الناخبين. على مر العقود الأخيرة، كان لدى الجمهوريين اليد العليا في الانتخابات الرئاسية في نورث كارولاينا. أوباما في عام 2008 هو الديمقراطي الوحيد الذي فاز بأصوات الولاية منذ جيمي كارتر عام 1976. من ناحية أخرى، كان فوز ترامب في 2020 ضيقًا - حوالي 75000 صوت، أو 1% من الإجمالي - لذا قد يكون الديمقراطيون قريبين من الفوز هذه المرة.

ويسكونسن: تم حسم أربع من آخر ست انتخابات رئاسية بفارق أقل من نقطة مئوية، بما في ذلك فوز ترامب في 2016 وخسارته في 2020. لا توجد تسجيلات حزبية في ويسكونسن، لكن 48000 شخص صوتوا "بدون التزام" في أبريل بدلاً من التصويت لأي من المرشحين. وهذا أكثر من ضعف الأصوات التي فاز بها بايدن في 2020، وتم اعتبار ذلك كاحتجاج آخر على دعم بايدن لحرب إسرائيل ضد حماس.

هل دعم واشنطن لإسرائيل هو المحرك الأساسي لأصوات الأميركيين اليهود في الانتخابات الأميركية؟ تقول الحقائق التاريخية إن أصواتهم تذهب عادة لمن يدافع عن الحقوق المدنية الفردية، ويدعم فصل الدين عن السلطة، لكن يبدو أن انتخابات 2024 ستشهد تحولا في توجهات الأميركيين اليهود.

المصدر: الحرة