تحتفل الولايات المتحدة سنويا طيلة شهر ماي بـ"تراث الأميركيين الآسيويين وسكان هاواي الأصليين وسكان جزر المحيط الهادئ"، اعترافا بإنجازات هذا المكون من الشعب الأميركي، في تقليد يعود لنحو 46 عاما.
وفي تغريدة له على تويتر، هنأ الرئيس الأميركي، جو بايدن، الأميركيين بحلول المناسبة، مبرزا أن التنوع الثقافي بالولايات المتحدة من أسباب قوة الأمة الأميركية.
This Asian American, Native Hawaiian, and Pacific Islander Heritage Month, we renew our work to make the American Dream possible for all – and celebrate AA and NHPI communities and immigrants across our nation.
— President Biden (@POTUS) May 1, 2023
America's diversity is and has always been our greatest strength.
وأشار إلى أن شهر ماي "مناسبة لتجديد عملنا بغية جعل الحلم الأميركي ممكنا للجميع، وفيه نحتفل بالأميركيين الآسيويين وسكان هاواي الأصليين وسكان جزر المحيط الهادئ، وبالمهاجريين المقيمين بيننا".
وبالإضافة إلى شهر فبراير الذي تخصصه الولايات المتحدة للاحتفال بـ"شهر التاريخ الأسود"، الذي يُذكر بإنجازات ومساهمات الأميركيين من أصول أفريقية، تخصص أميركا شهر مايو للاحتفال بالمهاجرين الآسيويين المقيمين بالبلاد، والذين صار الكثير منهم مواطنين أميركيين مع مرور سنوات إقامتهم.
وزاد استخدام مصطلح "AAPI" الذي يشير إلى الأميركيين الآسيويين وجزر المحيط الهادي في الآونة الأخيرة، خصوصا بعد ارتفاع جرائم العنصرية والكراهية ضد المهاجرين الآسيويين المقيمين بالولايات المتحدة خلال فترة جائحة فيروس كورونا.
وضمن احتفالات العام الماضي، استضاف الرئيس بايدن بالبيت الأبيض، أعضاء من مجموعة " BTS" الغنائية الكورية الجنوبية الشهيرة، في خطوة لزيادة الوعي بجرائم الكراهية المعادية للآسيويين.
فمن هم AAPI؟
وفقا لتقرير نشره معهد آسيا والمحيط الهادئ، يشمل مصطلح "AAPI" جميع الأشخاص من أصل آسيوي أو آسيوي أميريكي أو من جزر المحيط الهادئ، الذين ترجع أصولهم إلى البلدان الآسيوية.
واستخدام مصطلح "أميركي آسيوي" أول مرة عام 1968، من طرف الطلاب الآسيويين بالولايات المتحدة، ثم مكنت أبحاث مكتب الإحصاء الأميركي في تدقيقه خلال فترة الثمانينيات والتسعينيات، وصولا إلى عام 1997 حين قرر البيت الأبيض الفصل بين المصطلحين "آسيوي" و"مواطنو جزر المحيط الهادئ" كفئتين عرقيتين مختلفتين، وفق تقرير لمجموعة مدارس "آرلنغتون" الحكومية.
أما جغرافيا، فينحدر المواطنون الأميركيون من أصل آسيوي من عدد من الدول الآسيوية كاليابان والصين وكوريا الجنوبية والهند والفيتنام، معظمهم أحفاد جاليات آسيوية قدمت إلى الولايات المتحدة في فترات متفرقة من القرن الـ19.
ويصل تعدادهم، وفق إحصائيات نشرها المركز الأميركي للأبحاث "بيو" إلى 22 مليون مواطن مقيم بالولايات المتحدة، ينحدرون من 20 دولة في شرق وجنوب شرق آسيا وشبه القارة الهندية.
وتوقع المركز الأميركي أن يصل مجموع الأميركيين من أصول آسيوية إلى 46 مليون أميركي بحلول عام 2060، بعدما كانت لا تتعدى 63 ألف شخص وفق إحصاء عام 1960.
على صعيد آخر، يصل تعداد المواطنين الأميركيين المنحدرين من سكان هاواي الأصليين إلى نحو 1.2 مليون شخص، يعيش معظمهم في جزر الهاواي التابعة للولايات المتحدة الأميركية، بينما يصل تعداد الأميركيين من جزر المحيط الهادئ 1.4 مليون شخص.
متى بدأ الاحتفال بتراثهم؟
يعود تاريخ أول محاولة تشريعية لصون تراث الأميركيين الآسيويين وسكان هاواي الأصليين وسكان جزر المحيط الهادئ إلى عام 1977، حين حاول النائب فرانك هورتون عن ولاية نيويورك، تقديم ملتمس تشريعي لتخصيص الأيام العشرة الأولى من شهر ماي، للاحتفال بتراث هذه الفئة من الشعب الأميركي.
لم يحظ المقترح بدعم كاف بالكونغرس، غير أن النائب نفسه عاد عاما بعد ذلك لتقديم نفس المقترح وحظي هذه المرة بتأييد مجلس النواب، فوقعه الرئيس جيمي كارتر في أكتوبر عام 1978 فصارا للأميركيين من أصول آسيوية ومن أصول جزر المحيط الهادي سبعة أيام في الأسبوع الأول من شهر مايو للاحتفال بتراثهم.
كان قرار الاحتفال حينها يجدد سنويا بتوقيع من الرئيس الأميركي، إلى حدود عام 1992، حين أصدر الكونغرس قرارا يحدد شهر ماي بأكمله، مناسبة للاحتفال بتراث الأميركيين من أصول آسيوية.
المصدر: أصوات مغاربية