تجددت الأضواء على أهمية أصوات العرب والمسلمين في تحديد نتيجة انتخابات 2024 بعد حادثة "إبعاد" أحمد غانم، المرشح لمجلس النواب الأميركي من مقاطعة أوكلاند بولاية ميشيغن، من تجمع انتخابي نظمته حملة، كامالا هاريس، الاثنين الماضي.
وتعتبر أصوات العرب والمسلمين رافعة أساسية في الانتخابات الأميركية، ويشير خبراء إلى أن كل من هاريس وخصمها دونالد ترامب بحاجة ماسة للاستماع إلى هموم هذه المجتمعات وأولوياتها لضمان دعمها وجذب الناخبين.
في انتخابات 2020، كانت تلك الأصوات حاسمة في فوز الرئيس الحالي، جو بايدن، حيث ساهمت نسبة الإقبال المرتفعة من العرب والمسلمين في تحقيق انتصارات في ولايات مهمة مثل ميشيغن، حيث كان الفارق في الأصوات بين بايدن وترامب ضئيلا للغاية.
ورغم أن العرب الأميركيين كانوا يميلون تاريخيًا إلى دعم الديمقراطيين، فإن المواقف المتباينة تجاه الصراع الإسرائيلي في غزة ولبنان قد تؤدي إلى تغيير هذه الديناميكيات.
فهل ستتمكن هاريس من استعادة ثقة هذه المجتمعات، أم أن ترامب سيستغل هذه الفرصة لتوسيع قاعدته الانتخابية؟
كل الأنظار تتجه نحو ما سيحدث في الأسبوعين المقبلين، حيث تكتسب هذه القضية أهمية متزايدة مع اقتراب موعد التصويت في الخامس من نوفمبر.
سأصوت لمن سيتعامل معي كإنسان
أحمد غانم كان أسمه من بين الحضور في التجمع الانتخابي الذي نظمته حملة هاريس مطلع هذا الأسبوع في مقاطعة أوكلاند بولاية ميشيغن، وعبر الحواجز الأمنية وجلس في مكانه في القاعة وكان يرد على رسائل البريد الإلكتروني على هاتفه.
اقترب منه موظف وطلب منه متابعته وعند باب المسرح، أغلق الموظف الباب خلف أحمد وطُلب منه المغادرة أو قيل له إنه سيتم وضعه في سيارة الشرطة.
غانم قال انه تم طرده "بدون أي أسباب تُذكر، لم أفعل أي شيء ولم أقم بأي عمل استفزازي، لم أكن أرتدي حتى كوفية فلسطينية، أو أحمل لافتات، أو شيء من هذا القبيل."
وأضاف غانم "أعتقد أن هذه هي الطريقة التي يتعامل بها الحزب الديمقراطي مع المسلمين، فالمسلمون بالنسبة لهذا الحزب ليسوا مهمين ... ربما لا يريد الحزب الديمقراطي أشخاصًا مثلي وممن هم في نفس وضعيتي في الحزب".
صحيفة ديترويت نيوز الأميركية ذكرت أن حملة هاريس ذكرت أنها حققت في الأمر وعبرت لاحقا عن أسفها وذكرت أنها "تأسف لهذا التصرف وتأثيره على غانم والمجتمع، وهو مرحب به في الفعاليات المستقبلية".
وأضافت الحملة : "نحن نقدر علاقتنا مع المجتمع المسلم الأميركي وملتزمون بضمان أن تكون جميع المساحات المجتمعية والسياسية مرحبة ومحترمة لكل أميركي".
هذه الواقعة حدثت في وقت تسعى فيه حملة هاريس لتعزيز العلاقات مع المجتمع المسلم والعربي الأميركي، وسط الغضب من دعم إدارة بايدن لإسرائيل في حربها في غزة ولبنان.
وأرسلت الإدارة الأميركية الأسبوع الماضي رسالة إلى إسرائيل تقول إنه يجب عليها تحسين الوضع الإنساني في غزة خلال شهر واحد، وإلا ستواجه عواقب تتعلق بالمساعدات العسكرية الأميركية.
لكن لجنة العمل السياسي للعرب الأميركيين (AAPAC) نصحت الأسبوع الماضي الناخبين العرب الأميركيين بأن لا يثقوا لا في ترامب ولا في هاريس، وحثتهم على عدم التصويت لأي منهما بسبب دعمهما للحكومة الإسرائيلية ورئيس الوزراء بنيامين نتانياهو، مشيرين إلى أن كليمها "قد أيد الإبادة في غزة والحرب في لبنان"، حسب تعبيرهم.
وغانم (49 عامًا) أميركي من أصل مصري ويعمل في إدارة الرعاية الصحية وترشح في الانتخابات التمهيدية الديمقراطية للكونغرس في وقت سابق من هذا العام، قال إنه قرر عدم التصويت لهاريس بعد حادثة، الاثنين.
، واضاف قوله: "لا أعرف كيف يمكنك أن تصوت لشخص طردك من التجمع ... سأصوت لمن سيتعامل معي كإنسان".
مخاوف من "إبعاد" العرب والمسلمين من حملات الديمقراطين
حادثة طرد "غانم" تأتي في أعقاب جهود هاريس الأخيرة للتواصل مع السكان المسلمين في ولاية ميشيغن التي تضم جالية عربية ومسلمة كبيرة، وصوتها مهم في الانتخابات الرئاسية.
مجلة نيوزويك الأميركية ذكرت أن المسلمين الأميركيين يميلون في هذه الولاية عادةً إلى التصويت لصالح مرشحي الرئاسة الديمقراطيين؛ ومع ذلك، تشير استطلاعات الرأي الأخيرة إلى احتمال حدوث "انكسارات" في هذا الاتجاه بسبب تعامل إدارة بايدن مع الأزمة الإنسانية في غزة ولبنان.
وتنقل الصحيفة عن باسم القرا، المدير التنفيذي لمؤسسة CAIR Action قوله إنه "بينما يعزز دونالد ترامب جهوده للتواصل مع المجتمعات المسلمة والعربية، تقوم حملة هاريس بإزالة أحد قادة المجتمع المسلم تحت تهديد الاعتقال .... هذا التصرف يرسل رسالة خطيرة من إبعاد المجتمع المسلم".
مؤسسة CAIR ذكرت أيضا أنها تشعر بأنه من المهم لحملة هاريس أن تتخذ خطوات مباشرة لتصحيح الوضع، في وقت "يقوم ترامب بالتواصل مع القادة المسلمين ويجتمع معهم مباشرة".
وائل الزيات، الرئيس التنفيذي لمؤسسة Engage، أوضح من جهته لصحيفة نيوزويك، "نظرا لمدى تنافس الأمور، فإن عددا قليلا من الأصوات قد يكون له تأثير على الانتخابات".
ويضيف أنه في ميشيغان "هناك أكثر من 200,000 ناخب مسلم مسجل. في عام 2020، صوتوا لصالح بايدن بنسبة حوالي 70٪، لذا فإن انخفاضًا كبيرًا هناك قد يكلف الديمقراطيين الانتخابات".
تصويت غير حاسم لأي طرف
وقررت صحيفة "أراب أميركان نيوز" عدم تأييد أي من المرشحين الديمقراطي أو الجمهوري عازية السبب إلى أن "كل ما سمعناه من الطرفين هو إما إهانة أو مجاملات فارغة".
هذا القرار جذب انتباه العديد من المؤسسات الإعلامية الأميركية، ويقول أسامة صبلاني في مقابلة مع شبكة فوكس نيوز، إن صحيفته ولجنة العمل السياسي للعرب الأميركيين لن تؤيد أي من المرشحين الرئاسيين بسبب "الإحباط المستمر من عدم معالجة كلا الحملتين للأزمة المتزايدة في الشرق الأوسط، بعد عام من الحرب الإسرائيلية في غزة".
وعلى مدار العام الماضي، عملت حملة ترامب لجذب أصوات العرب الأميركيين، حيث أصر الرئيس السابق على أن الحرب لم تكن لتحدث في الأساس لو كان في المنصب الآن. كما انتقد المسلمون الأميركيون إدارة بايدن - هاريس لدعمها حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها، مع عدم التركيز الكافي على الأزمة الإنسانية المتطورة في أعقاب الحرب.
ويضيف صبلاني أنه "بالطبع، نحن غير راضين عن ترامب، لكن ما فعلته بايدن وهاريس في الاثني عشر شهرًا الماضية هو وضع مروع" مضيفا أن حملات الطرفين "لم تتفاعل مع المجتمعين العربي والمسلم بشكل يساهم في إيجاد حلول ذات معنى، حتى في كيفية طرحهم لفكرتهم .. المسلمون غير مشمولين على الإطلاق" بحسب تعبيره,
حملات لاستعادة أصوات العرب والمسلمين
وأطلقت حملة هاريس إعلانات على فيسبوك تستهدف المسلمين، وأنشأت قنوات على تطبيق واتساب، ووزعت منشورات تتضمن معلومات وتصريحات هاريس بشأن الحرب في غزة.
تقول صحيفة نيويورك تايمز إن العاملين في الحملة في جميع أنحاء البلاد، بما في ذلك في الولايات المتأرجحة مثل ميشيغن، جورجيا، وبنسلفانيا، يحاولون الوصول إلى الناخبين الذين يقولون إنهم قد يبقون في منازلهم أو يصوتون لحزب ثالث أو حتى يصوتون لترامب "بسبب سياسات إدارة بايدن في الشرق الأوسط".
الحملة أضافت أن رسالتها للناخبين بسيطة وهي أن "هاريس عبرت عن تعاطفها مع الفلسطينيين ودعت إسرائيل إلى احترام القوانين الدولية، بينما يرغب ترامب في إعادة فرض حظر سفر على الأشخاص من دول ذات أغلبية مسلمة".
لكن المقابلات مع الناخبين تشير إلى أن هاريس تكافح لكسب تأييد الناخبين العرب والمسلمين، وهو علامة مقلقة لحملتها في هذه المرحلة من السباق، سيما في ولاية ميشيغان حيث يعيش أكثر من 300000 مقيم من ذوي الأصول الشرق أوسطية أو شمال أفريقية، سيما أن بايدن فاز بالولاية بفارق يقارب 155000 صوت في 2020.
يقول حسين دبايجة، وهو لبناني أميركي مقيم في ديربورن بولاية ميشيغن، إنه كان يصوت بشكل أساسي لصالح الديمقراطيين في الماضي، بما في ذلك بايدن في 2020. لكن هذا العام، لا يستطيع أن يجبر نفسه على التصويت للحزب الديمقراطي، على حد قوله.
دبايجة (37 عاما) ألذي فقد أفرادا من عائلته بسبب الحرب في لبنان، رغم أنه احتج سابقا على حظر السفر الذي فرضه ترامب عام 2017، لكنه يقول إنه لم يتأثر بالحجج القائلة إن هاريس ستكون خيارًا أفضل من الرئيس السابق، وأضاف لصحيفة نيويورك تايمز ....
"هل تفضل أن تُحظر عائلتك من دخول هذا البلد، أم تفضل أن تُقتل عائلتك في غارة جوية إسرائيلية".
يضيف دبايجة إنه يخطط في يوم الانتخابات للذهاب إلى مراكز الاقتراع ليحث الناخبين على عدم التصويت لهاريس، وأنه سيكتب "لا للإبادة" بدلاً من التصويت لأي من المرشحين.
ولم تبتعد هاريس عن بايدن في السياسات، لكنها اتخذت لهجة أقوى بشأن معاناة الفلسطينيين. كما عينت شخصيتين بارزتين من المسلمين الأميركيين لقيادة جهود التواصل مع الناخبين العرب والمسلمين وهما نسرين بارغزي، وهي محامية حقوق مدنية سابقة خدمت في البيت الأبيض كنائبة مستشارة هاريس، وبريندا عبد الله، وهي موظفة سابقة في إدارة بايدن في وزارة الأمن الداخلي والتي قامت بتدريس دورة بعنوان "الإسلاموفوبيا والقانون" في كلية الحقوق بجامعة ميشيغان.
تعقد بارغزي وعبد الله اجتماعات منتظمة، في الولايات التي تضم مجتمعات عربية ومسلمة كبيرة، على أمل التأثير على الناخبين، ويقول بعض الحضور إن المهمة أصبحت أكثر صعوبة لأن الحملة تحاول جذب الناخبين دون وعد بتغييرات كبيرة في السياسات.
سُمَيَّة أحمد شيخ (33 عامًا) التي تقود منظمة للدفاع عن حقوق المهاجرين قالت إنها ستصوت لهاريس رغم تحفظاتها وأشارت "ببساطة ليس لدينا خيار، وهاريس أفضل خيار لنا لمواصلة عملنا".. لكنها أوضحت أن والدتها سوف لن تصوت لهاريس وأن شقيقتها الصغيرة لم تتخذ قرارها بعد.
يقدر أن 60 في المئة من سكان ديربورن من أصل عربي، منهم 45 في المئة لبنانيون، ويقول عمدة ديربورن، عبد الله حمود، إنه يجد صعوبة في الحديث عن السياسة مع الناس في مدينته، حيث كان بعضهم يقيمون جنازات لأحبائهم الذين توفوا في لبنان، ويضيف ....
"كيف تخبرهم الآن: حسنًا، بغض النظر عن شعورك، ورأيك بإدارة بايدن الحالية .. هل ستخرج في 5 نوفمبر وتدلي بصوتك لصالح نائبة الرئيس هاريس؟ كيف يمكن لشخص أن يجري تلك المحادثة!".
حمود أنهى حديثه بالقول .. إنه لا يخطط لدعم أي مرشح.
ترامب يحقق المكاسب
الشقاق بين المسلمين والعرب الأميركيين من جهة والحزب الديمقراطي من جهة أخرى قد وصل إلى نقطة الانهيار، فالاستطلاعات بحسب صحيفة واشنطن بوست، تشير إلى أن معظم هؤلاء لن يصوتوا لكامالا هاريس، بعد أن كانوا جزءًا أساسيًا من قاعدة الحزب الديمقراطي خلال سنوات ترامب.
في استطلاع لآراء الناخبين المسلمين، قال 29.4 في المئة إنهم يخططون لدعم هاريس، مما يجعلها تقريبًا متساوية مع مرشحة الحزب الأخضر، جيل شتاين، بينما أظهر استطلاع آخر يركز بشكل أساسي على الناخبين المسلمين من أصحاب الشهادات الجامعية أن دعم هاريس بلغ 14 في المئة.
هذه الأرقام بعيدة كل البعد عن النسب الكبيرة التي صوتت لجو بايدن في 2020.
في 1 أكتوبر، شنت إسرائيل عمليتها ضد لبنان، مما أسفر عن مقتل أكثر من 2400 شخص وإجبار أكثر من خُمس السكان على الفرار من منازلهم.
أصبح الديمقراطيون الآن في موقف محرج لانهم غير قادرين على تفسير سبب إتساع هذا النزاع الذي كانوا يأملون في أن ينتهي، والذي شنه حليف مقرب يتلقى مليارات الدولارات من المساعدات العسكرية الأميركية.
لقد أصبح من الصعب إنكار تورط بايدن وهاريس في حربين (غزة ولبنان) تستهدفان المدنيين والبنية التحتية. كل هذا جعل من المستحيل على الناخبين المسلمين والعرب أن يتصرفوا كما لو أن هذه مجرد انتخابات أخرى، بحسب الصحيفة.
صحيح أن هاريس قد عبّرت عن تعاطفها مع الفلسطينيين بطريقة لم يفعلها بايدن. ومع ذلك، ومع قلة الاستثناءات، تجنبت بشكل عام التحدث مباشرة إلى العرب الأميركيين.
وتضيف الصحيفة، أن موقف هاريس الحالي لا يسهل الأمر على القادة العرب والمسلمين الذين كانوا سيصوتون بقوة أكبر من أجلها، لكن بسبب إهمالها، سمحت لترامب بأن يحقق تقدماً.
قاد الحملة ترامب، صهر تيفاني ترامب، ماساد بولس، وهو لبناني، حيث تقول حملة المرشح الجمهوري إنها عقدت أكثر من 100 اجتماع مع العرب الأميركيين.
ويمكن أن يغير العرب والمسلمون الأميركيون مجرى الانتخابات، اذ يتوقع المحل السياسي يوسف شحوود أنه إذا امتنع 40 بالمئة من هؤلاء الناخبين أو صوتوا لمرشحين من حزب ثالث، فقد يكون الخسارة الصافية لهاريس 44,000 صوت في ميشيغان، و28,000 في بنسلفانيا، و12,000 في جورجيا.
لكن الأمر يتجاوز العرب أو المسلمين، ليشمل الشباب التقدميين الذين يدعمون حقوق الفلسطينيين بمستويات أعلى بكثير من نظرائهم. ومن المحتمل أن الغاضبين من دعم أميركا لاسرائيل في حربها سيضعف الحماس لحملة تحتاج إلى كل المساعدة التي يمكن أن تحصل عليها. وهذا ليس مكاناً جيداً أن تكون فيه قبل أسبوعين من الانتخابات.
لكن حتى يوم الانتخابات، لم يفت الأوان بعد وحملة هاريس تحتاج إلى هذا الإنذار، كما تقول الواشنطن بوست.
التأييد لهاريس
بينما ترفع هاريس من مستوى تفاعلها مع مجموعة من الناخبين الذين قد يكون لهم دور حاسم في ميشيغان، يخشى البعض من دعمها علنا.
تقول شبكة أن بي سي الأميركية، أن هاريس تواجه تحديات مستمرة في العثور على قادة من المجتمع المسلم والعربي مستعدين لتأييدها علنًا وقادرة على تحمل ردود الفعل السلبية من ناخبيهم الغاضبين بسبب الدعم الأميركي المستمر لحرب إسرائيل في غزة ولبنان.
كان معظم المسلمين ناخبين موثوقين للحزب الديمقراطي في السنوات الأخيرة لكن دعم هاريس الآن قد يجلب انتقادات مريرة وشخصية من بعض أجزاء المجتمع.
يقول أسامة صبغاني، الناشر في صحيفة "العرب الأيمركيون" في ديربورن، ميشيغان، إن مؤيدي هاريس الان "مصدومون ويتعرضون للتهديد وللشتائم، ويتعرضون للبصق عليهم، ويقال لهم أنهم خونة بسبب دعمهم لمرشح يروج للإبادة الجماعية'"
تعتبر ديربورن، التي تضم مجتمعًا كبيرًا من الفلسطينيين واللبنانيين، مركز رد الفعل، حيث تأثرت العديد من العائلات بشكل مباشر بالحرب.
في هذه الأثناء، عبر الناخبون المسلمون عن مخاوفهم الأخلاقية والدينية بشأن دعم إدارة يشعرون بأنها متورطة فيما يعتبرونه إبادة جماعية، حتى أنهم قالوا إنهم لا يعرفون إذا كانوا يستطيعون شرح تصويتهم لصالح هاريس يوم القيامة بحسب صبغاني ألذي أضاف ..
"لا أحد في هذا المجتمع ممن تم انتخابهم قد وقف معها حتى الآن لأنهم يعرفون أنهم سيفقدون مقاعدهم إذا فعلوا ذلك، سواء كانوا عرب أميركيين أو أميركيين مسلمين، بحسب تعبير شبكة أن بي سي الأميركية.
التصويت لحزب ثالث .. "انتقاما من هاريس وترامب"
وفقًا لاستطلاع حديث أجراه المعهد العربي الأميركي، فإن الناخبين المسلمين في البلاد منقسمون تقريبًا بالتساوي بين هاريس وترامب، ويمكن أن يكون فقدان الدعم من هذه المجموعة الرئيسية مكلفًا لكلا الطرفين.
كريستين ترويت، ناخبة أميركية مسلمة في أتلانتا بولاية جورجيا، صوتت في كل الانتخابات السابقة للديمقراطيين، لكنها تقول إنها الآن تخرج عن الصف بسبب موقف الحزب من إسرائيل.
ترويت هي جزء من حركة وطنية من الناخبين المسلمين الذين قرروا عدم التصويت لأي من مرشحي الحزبين الرئيسيين، مشيرين إلى الإحباط من دعم الولايات المتحدة لحرب إسرائيل في غزة ولبنان.
يقول كريم روسهاندلر، الرئيس المشارك في حملة "تخلى عن هاريس" بولاية جورجيا يقول بهذا الصدد "ما نحاول قوله هو أنه يجب علينا حقًا أن نتخلص من منطق التصويت لأقل الشرين".
حملة روسهاندلر تشجع الناخبين المسلمين على التصويت لمرشحين من أحزاب ثالثة، بهدف إرسال رسالة إلى كل من الجمهوريين والديمقراطيين مفادها "المجتمع المسلم في الولايات المتحدة لن يتم تجاهله" بحسب تعبيره.
ومع ذلك، يقول الخبراء إن فقدان الناخبين المسلمين قد لا يؤثر على كلا الحزبين بالتساوي.
"سيكون لذلك تأثير سلبي أكبر على هاريس مما سيكون على ترامب" بحسب أليشيا هيوز، أستاذة مساعدة في القانون في جامعة إيموري وخبيرة في التصويت وتضيف
"ترامب، تاريخيًا، لم يكن قادرًا على الاعتماد على تلك الأصوات".
يدعي روسهاندلر أن مجموعته قد ضمنت بالفعل التزام أكثر من 10,000 ناخب مسلم لدعم مرشحي الأحزاب الثالثة. ومع ذلك، تحذر هيوز من أن اتخاذ موقف أقوى بشأن إسرائيل قد لا يكون استراتيجية رابحة لأي من الجانبين.