تجمع انتخابي لهاريس في ديترويت بولاية ميشيغن - أ ب
تجمع انتخابي لهاريس في ديترويت بولاية ميشيغن - أ ب

تجددت الأضواء على أهمية أصوات العرب والمسلمين في تحديد نتيجة انتخابات 2024 بعد حادثة  "إبعاد" أحمد غانم، المرشح لمجلس النواب الأميركي من مقاطعة أوكلاند بولاية ميشيغن، من تجمع انتخابي نظمته حملة، كامالا هاريس، الاثنين الماضي.

وتعتبر أصوات العرب والمسلمين رافعة أساسية في الانتخابات الأميركية، ويشير خبراء إلى أن كل من هاريس وخصمها دونالد ترامب بحاجة ماسة للاستماع إلى هموم هذه المجتمعات وأولوياتها لضمان دعمها وجذب الناخبين.

في انتخابات 2020، كانت تلك الأصوات حاسمة في فوز الرئيس الحالي، جو بايدن، حيث ساهمت نسبة الإقبال المرتفعة من العرب والمسلمين في تحقيق انتصارات في ولايات مهمة مثل ميشيغن، حيث كان الفارق في الأصوات بين بايدن وترامب ضئيلا للغاية.

ورغم أن العرب الأميركيين كانوا يميلون تاريخيًا إلى دعم الديمقراطيين، فإن المواقف المتباينة تجاه الصراع الإسرائيلي في غزة ولبنان قد تؤدي إلى تغيير هذه الديناميكيات.

فهل ستتمكن هاريس من استعادة ثقة هذه المجتمعات، أم أن ترامب سيستغل هذه الفرصة لتوسيع قاعدته الانتخابية؟

كل الأنظار تتجه نحو ما سيحدث في الأسبوعين المقبلين، حيث تكتسب هذه القضية أهمية متزايدة مع اقتراب موعد التصويت في الخامس من نوفمبر.

سأصوت لمن سيتعامل معي كإنسان
أحمد غانم كان أسمه من بين الحضور في التجمع الانتخابي الذي نظمته حملة هاريس مطلع هذا الأسبوع في مقاطعة أوكلاند بولاية ميشيغن، وعبر الحواجز الأمنية وجلس في مكانه في القاعة وكان يرد على رسائل البريد الإلكتروني على هاتفه.

اقترب منه موظف وطلب منه متابعته وعند باب المسرح، أغلق الموظف الباب خلف أحمد وطُلب منه المغادرة أو قيل له إنه سيتم وضعه في  سيارة الشرطة.

غانم قال انه تم طرده "بدون أي أسباب تُذكر، لم أفعل أي شيء ولم أقم بأي عمل استفزازي، لم أكن أرتدي حتى كوفية فلسطينية، أو أحمل لافتات، أو شيء من هذا القبيل."

وأضاف غانم "أعتقد أن هذه هي الطريقة التي يتعامل بها الحزب الديمقراطي مع المسلمين، فالمسلمون بالنسبة لهذا الحزب ليسوا مهمين ... ربما لا يريد الحزب الديمقراطي أشخاصًا مثلي وممن هم في نفس وضعيتي في الحزب".

صحيفة ديترويت نيوز الأميركية ذكرت أن حملة هاريس ذكرت أنها حققت في الأمر وعبرت لاحقا عن أسفها وذكرت أنها "تأسف لهذا التصرف وتأثيره على غانم والمجتمع، وهو مرحب به في الفعاليات المستقبلية".

وأضافت الحملة : "نحن نقدر علاقتنا مع المجتمع المسلم الأميركي وملتزمون بضمان أن تكون جميع المساحات المجتمعية والسياسية مرحبة ومحترمة لكل أميركي".

هذه الواقعة حدثت في وقت تسعى فيه حملة هاريس لتعزيز العلاقات مع المجتمع المسلم والعربي الأميركي، وسط الغضب من دعم إدارة بايدن لإسرائيل في حربها في غزة ولبنان.

وأرسلت الإدارة الأميركية الأسبوع الماضي رسالة إلى إسرائيل تقول إنه يجب عليها تحسين الوضع الإنساني في غزة خلال شهر واحد، وإلا ستواجه عواقب تتعلق بالمساعدات العسكرية الأميركية.

لكن لجنة العمل السياسي للعرب الأميركيين (AAPAC) نصحت الأسبوع الماضي الناخبين العرب الأميركيين بأن لا يثقوا لا في ترامب ولا في هاريس، وحثتهم على عدم التصويت لأي منهما بسبب دعمهما للحكومة الإسرائيلية ورئيس الوزراء بنيامين نتانياهو، مشيرين إلى أن كليمها "قد أيد الإبادة في غزة والحرب في لبنان"، حسب تعبيرهم.

وغانم (49 عامًا) أميركي من أصل مصري ويعمل في إدارة الرعاية الصحية وترشح في الانتخابات التمهيدية الديمقراطية للكونغرس في وقت سابق من هذا العام، قال إنه قرر عدم التصويت لهاريس بعد حادثة، الاثنين.

، واضاف قوله: "لا أعرف كيف يمكنك أن تصوت لشخص طردك من التجمع ... سأصوت لمن سيتعامل معي كإنسان".

مخاوف من "إبعاد" العرب والمسلمين من حملات الديمقراطين
حادثة طرد "غانم" تأتي في أعقاب جهود هاريس الأخيرة للتواصل مع السكان المسلمين في ولاية ميشيغن التي تضم جالية عربية ومسلمة كبيرة، وصوتها مهم في الانتخابات الرئاسية.

مجلة نيوزويك الأميركية ذكرت أن المسلمين الأميركيين يميلون في هذه الولاية عادةً إلى التصويت لصالح مرشحي الرئاسة الديمقراطيين؛ ومع ذلك، تشير استطلاعات الرأي الأخيرة إلى احتمال حدوث "انكسارات" في هذا الاتجاه بسبب تعامل إدارة بايدن مع الأزمة الإنسانية في غزة ولبنان.

وتنقل الصحيفة عن باسم القرا، المدير التنفيذي لمؤسسة CAIR Action قوله إنه "بينما يعزز دونالد ترامب جهوده للتواصل مع المجتمعات المسلمة والعربية، تقوم حملة هاريس بإزالة أحد قادة المجتمع المسلم تحت تهديد الاعتقال .... هذا التصرف يرسل رسالة خطيرة من إبعاد المجتمع المسلم".

مؤسسة CAIR ذكرت أيضا أنها تشعر بأنه من المهم لحملة هاريس أن تتخذ خطوات مباشرة لتصحيح الوضع، في وقت "يقوم ترامب بالتواصل مع القادة المسلمين ويجتمع معهم مباشرة".

وائل الزيات، الرئيس التنفيذي لمؤسسة Engage، أوضح من جهته لصحيفة نيوزويك، "نظرا لمدى تنافس الأمور، فإن عددا قليلا من الأصوات قد يكون له تأثير على الانتخابات".

ويضيف أنه في ميشيغان "هناك أكثر من 200,000 ناخب مسلم مسجل. في عام 2020، صوتوا لصالح بايدن بنسبة حوالي 70٪، لذا فإن انخفاضًا كبيرًا هناك قد يكلف الديمقراطيين الانتخابات".
تصويت غير حاسم لأي طرف
وقررت صحيفة "أراب أميركان نيوز" عدم تأييد أي من المرشحين الديمقراطي أو الجمهوري عازية السبب إلى أن "كل ما سمعناه من الطرفين هو إما إهانة أو مجاملات فارغة".

هذا القرار جذب انتباه العديد من المؤسسات الإعلامية الأميركية، ويقول أسامة صبلاني في مقابلة مع شبكة فوكس نيوز، إن  صحيفته ولجنة العمل السياسي للعرب الأميركيين لن تؤيد أي من المرشحين الرئاسيين بسبب "الإحباط المستمر من عدم معالجة كلا الحملتين للأزمة المتزايدة في الشرق الأوسط، بعد عام من الحرب الإسرائيلية في غزة".

وعلى مدار العام الماضي، عملت حملة ترامب لجذب أصوات العرب الأميركيين، حيث أصر الرئيس السابق على أن الحرب لم تكن لتحدث في الأساس لو كان في المنصب الآن. كما انتقد المسلمون الأميركيون إدارة بايدن - هاريس لدعمها حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها، مع عدم التركيز الكافي على الأزمة الإنسانية المتطورة في أعقاب الحرب.

ويضيف صبلاني أنه "بالطبع، نحن غير راضين عن ترامب، لكن ما فعلته بايدن وهاريس في الاثني عشر شهرًا الماضية هو وضع مروع" مضيفا أن حملات الطرفين "لم تتفاعل مع المجتمعين العربي والمسلم بشكل يساهم في إيجاد حلول ذات معنى، حتى في كيفية طرحهم لفكرتهم .. المسلمون غير مشمولين على الإطلاق" بحسب تعبيره,

حملات لاستعادة أصوات العرب والمسلمين
وأطلقت حملة هاريس إعلانات على فيسبوك تستهدف المسلمين، وأنشأت قنوات على تطبيق واتساب، ووزعت منشورات تتضمن معلومات وتصريحات هاريس بشأن الحرب في غزة.

تقول صحيفة نيويورك تايمز  إن العاملين في الحملة  في جميع أنحاء البلاد، بما في ذلك في الولايات المتأرجحة مثل ميشيغن، جورجيا، وبنسلفانيا، يحاولون الوصول إلى الناخبين الذين يقولون إنهم قد يبقون في منازلهم أو يصوتون لحزب ثالث أو حتى يصوتون لترامب "بسبب سياسات إدارة بايدن في الشرق الأوسط".

الحملة أضافت أن رسالتها للناخبين بسيطة وهي أن "هاريس عبرت عن تعاطفها مع الفلسطينيين ودعت إسرائيل إلى احترام القوانين الدولية، بينما يرغب ترامب في إعادة فرض حظر سفر على الأشخاص من دول ذات أغلبية مسلمة".

لكن المقابلات مع الناخبين تشير إلى أن هاريس تكافح لكسب تأييد الناخبين العرب والمسلمين، وهو علامة مقلقة لحملتها في هذه المرحلة من السباق، سيما في ولاية ميشيغان حيث يعيش أكثر من 300000 مقيم من ذوي الأصول الشرق أوسطية أو شمال أفريقية، سيما أن بايدن فاز بالولاية بفارق يقارب 155000 صوت في 2020.

يقول حسين دبايجة، وهو لبناني أميركي مقيم في ديربورن بولاية ميشيغن، إنه كان يصوت بشكل أساسي لصالح الديمقراطيين في الماضي، بما في ذلك بايدن في 2020. لكن هذا العام، لا يستطيع أن يجبر نفسه على التصويت للحزب الديمقراطي، على حد قوله.

دبايجة (37 عاما) ألذي فقد أفرادا من عائلته بسبب الحرب في لبنان، رغم أنه احتج سابقا على حظر السفر الذي فرضه ترامب عام 2017، لكنه يقول إنه لم يتأثر بالحجج القائلة إن هاريس ستكون خيارًا أفضل من الرئيس السابق، وأضاف لصحيفة نيويورك تايمز ....

"هل تفضل أن تُحظر عائلتك من دخول هذا البلد، أم تفضل أن تُقتل عائلتك في غارة جوية إسرائيلية".

يضيف دبايجة إنه يخطط في يوم الانتخابات للذهاب إلى مراكز الاقتراع ليحث الناخبين على عدم التصويت لهاريس، وأنه سيكتب "لا للإبادة" بدلاً من التصويت لأي من المرشحين.

ولم تبتعد هاريس عن بايدن في السياسات، لكنها اتخذت لهجة أقوى بشأن معاناة الفلسطينيين. كما عينت شخصيتين بارزتين من المسلمين الأميركيين لقيادة جهود التواصل مع الناخبين العرب والمسلمين وهما نسرين بارغزي، وهي محامية حقوق مدنية سابقة خدمت في البيت الأبيض كنائبة مستشارة هاريس، وبريندا عبد الله، وهي موظفة سابقة في إدارة بايدن في وزارة الأمن الداخلي والتي قامت بتدريس دورة بعنوان "الإسلاموفوبيا والقانون" في كلية الحقوق بجامعة ميشيغان.

تعقد بارغزي وعبد الله اجتماعات منتظمة، في الولايات التي تضم مجتمعات عربية ومسلمة كبيرة، على أمل التأثير على الناخبين، ويقول بعض الحضور إن المهمة أصبحت أكثر صعوبة لأن الحملة تحاول جذب الناخبين دون وعد بتغييرات كبيرة في السياسات.

سُمَيَّة أحمد شيخ (33 عامًا) التي تقود منظمة للدفاع عن حقوق المهاجرين قالت إنها ستصوت لهاريس رغم تحفظاتها وأشارت "ببساطة ليس لدينا خيار، وهاريس أفضل خيار لنا لمواصلة عملنا".. لكنها أوضحت أن والدتها سوف لن تصوت لهاريس وأن شقيقتها الصغيرة لم تتخذ قرارها بعد.

يقدر أن 60 في المئة من سكان ديربورن من أصل عربي، منهم 45 في المئة لبنانيون، ويقول عمدة ديربورن، عبد الله حمود، إنه يجد صعوبة في الحديث عن السياسة مع الناس في مدينته، حيث كان بعضهم يقيمون جنازات لأحبائهم الذين توفوا في لبنان، ويضيف ....

"كيف تخبرهم الآن: حسنًا، بغض النظر عن شعورك، ورأيك بإدارة بايدن الحالية .. هل ستخرج في 5 نوفمبر وتدلي بصوتك لصالح نائبة الرئيس هاريس؟ كيف يمكن لشخص أن يجري تلك المحادثة!".

حمود أنهى حديثه بالقول .. إنه لا يخطط لدعم أي مرشح.

ترامب يحقق المكاسب 
الشقاق بين المسلمين والعرب الأميركيين من جهة والحزب الديمقراطي من جهة أخرى قد وصل إلى نقطة الانهيار، فالاستطلاعات بحسب صحيفة واشنطن بوست، تشير إلى أن معظم هؤلاء لن يصوتوا لكامالا هاريس، بعد أن كانوا جزءًا أساسيًا من قاعدة الحزب الديمقراطي خلال سنوات ترامب.

في استطلاع لآراء الناخبين المسلمين، قال 29.4 في المئة إنهم يخططون لدعم هاريس، مما يجعلها تقريبًا متساوية مع مرشحة الحزب الأخضر، جيل شتاين، بينما أظهر استطلاع آخر يركز بشكل أساسي على الناخبين المسلمين من أصحاب الشهادات الجامعية أن دعم هاريس بلغ 14 في المئة.  

هذه الأرقام بعيدة كل البعد عن النسب الكبيرة التي صوتت لجو بايدن في 2020.

في 1 أكتوبر، شنت إسرائيل عمليتها ضد لبنان، مما أسفر عن مقتل أكثر من 2400 شخص وإجبار أكثر من خُمس السكان على الفرار من منازلهم.

أصبح الديمقراطيون الآن في موقف محرج لانهم غير قادرين على تفسير سبب إتساع هذا النزاع الذي كانوا يأملون في أن ينتهي، والذي شنه حليف مقرب يتلقى مليارات الدولارات من المساعدات العسكرية الأميركية.

لقد أصبح من الصعب إنكار تورط بايدن وهاريس في حربين (غزة ولبنان) تستهدفان المدنيين والبنية التحتية. كل هذا جعل من المستحيل على الناخبين المسلمين والعرب أن يتصرفوا كما لو أن هذه مجرد انتخابات أخرى، بحسب الصحيفة.

صحيح أن هاريس قد عبّرت عن تعاطفها مع الفلسطينيين بطريقة لم يفعلها بايدن. ومع ذلك، ومع قلة الاستثناءات، تجنبت بشكل عام التحدث مباشرة إلى العرب الأميركيين.

وتضيف الصحيفة، أن موقف هاريس الحالي لا يسهل الأمر على القادة العرب والمسلمين الذين كانوا سيصوتون بقوة أكبر من أجلها، لكن بسبب إهمالها، سمحت لترامب بأن يحقق تقدماً.

قاد الحملة ترامب، صهر تيفاني ترامب، ماساد بولس، وهو لبناني، حيث تقول حملة المرشح الجمهوري إنها عقدت أكثر من 100 اجتماع مع العرب الأميركيين.

ويمكن أن يغير العرب والمسلمون الأميركيون مجرى الانتخابات، اذ يتوقع المحل السياسي يوسف شحوود أنه إذا امتنع 40 بالمئة من هؤلاء الناخبين أو صوتوا لمرشحين من حزب ثالث، فقد يكون الخسارة الصافية لهاريس 44,000 صوت في ميشيغان، و28,000 في بنسلفانيا، و12,000 في جورجيا.

لكن الأمر يتجاوز العرب أو المسلمين، ليشمل الشباب التقدميين الذين يدعمون حقوق الفلسطينيين بمستويات أعلى بكثير من نظرائهم. ومن المحتمل أن الغاضبين من دعم أميركا لاسرائيل في حربها سيضعف الحماس لحملة تحتاج إلى كل المساعدة التي يمكن أن تحصل عليها. وهذا ليس مكاناً جيداً أن تكون فيه قبل أسبوعين من الانتخابات.

لكن حتى يوم الانتخابات، لم يفت الأوان بعد وحملة هاريس تحتاج إلى هذا الإنذار، كما تقول الواشنطن بوست.

التأييد لهاريس 
بينما ترفع هاريس من مستوى تفاعلها مع مجموعة من الناخبين الذين قد يكون لهم دور حاسم في ميشيغان، يخشى البعض من دعمها علنا.

تقول شبكة أن بي سي الأميركية، أن هاريس تواجه تحديات مستمرة في العثور على قادة من المجتمع المسلم والعربي مستعدين لتأييدها علنًا وقادرة على تحمل ردود الفعل السلبية من ناخبيهم الغاضبين بسبب الدعم الأميركي المستمر لحرب إسرائيل في غزة ولبنان.

كان معظم المسلمين ناخبين موثوقين للحزب الديمقراطي في السنوات الأخيرة  لكن دعم هاريس الآن قد يجلب انتقادات مريرة وشخصية من بعض أجزاء المجتمع.

يقول أسامة صبغاني، الناشر في صحيفة "العرب الأيمركيون" في ديربورن، ميشيغان، إن مؤيدي هاريس الان "مصدومون ويتعرضون للتهديد وللشتائم، ويتعرضون للبصق عليهم، ويقال لهم أنهم خونة بسبب دعمهم لمرشح يروج للإبادة الجماعية'"

تعتبر ديربورن، التي تضم مجتمعًا كبيرًا من الفلسطينيين واللبنانيين، مركز رد الفعل، حيث تأثرت العديد من العائلات بشكل مباشر بالحرب.

في هذه الأثناء، عبر الناخبون المسلمون عن مخاوفهم الأخلاقية والدينية بشأن دعم إدارة يشعرون بأنها متورطة فيما يعتبرونه إبادة جماعية، حتى أنهم قالوا إنهم لا يعرفون إذا كانوا يستطيعون شرح تصويتهم لصالح هاريس يوم القيامة بحسب صبغاني ألذي أضاف ..

"لا أحد في هذا المجتمع ممن تم انتخابهم قد وقف معها حتى الآن لأنهم يعرفون أنهم سيفقدون مقاعدهم إذا فعلوا ذلك، سواء كانوا عرب أميركيين أو أميركيين مسلمين، بحسب تعبير شبكة أن بي سي الأميركية.

التصويت لحزب ثالث .. "انتقاما من هاريس وترامب"
وفقًا لاستطلاع حديث أجراه المعهد العربي الأميركي، فإن الناخبين المسلمين في البلاد منقسمون تقريبًا بالتساوي بين هاريس وترامب، ويمكن أن يكون فقدان الدعم من هذه المجموعة الرئيسية مكلفًا لكلا الطرفين.

كريستين ترويت، ناخبة أميركية مسلمة في أتلانتا بولاية جورجيا، صوتت في كل الانتخابات السابقة للديمقراطيين، لكنها تقول إنها الآن تخرج عن الصف بسبب موقف الحزب من إسرائيل.

ترويت هي جزء من حركة وطنية من الناخبين المسلمين الذين قرروا عدم التصويت لأي من مرشحي الحزبين الرئيسيين، مشيرين إلى الإحباط من دعم الولايات المتحدة لحرب إسرائيل في غزة ولبنان.

يقول كريم روسهاندلر، الرئيس المشارك في حملة "تخلى عن هاريس" بولاية جورجيا يقول بهذا الصدد "ما نحاول قوله هو أنه يجب علينا حقًا أن نتخلص من منطق التصويت لأقل الشرين".

حملة روسهاندلر تشجع الناخبين المسلمين على التصويت لمرشحين من أحزاب ثالثة، بهدف إرسال رسالة إلى كل من الجمهوريين والديمقراطيين مفادها "المجتمع المسلم في الولايات المتحدة لن يتم تجاهله" بحسب تعبيره.

ومع ذلك، يقول الخبراء إن فقدان الناخبين المسلمين قد لا يؤثر على كلا الحزبين بالتساوي.

"سيكون لذلك تأثير سلبي أكبر على هاريس مما سيكون على ترامب" بحسب أليشيا هيوز، أستاذة مساعدة في القانون في جامعة إيموري وخبيرة في التصويت وتضيف

"ترامب، تاريخيًا، لم يكن قادرًا على الاعتماد على تلك الأصوات".

يدعي روسهاندلر أن مجموعته قد ضمنت بالفعل التزام أكثر من 10,000 ناخب مسلم لدعم مرشحي الأحزاب الثالثة. ومع ذلك، تحذر هيوز من أن اتخاذ موقف أقوى بشأن إسرائيل قد لا يكون استراتيجية رابحة لأي من الجانبين.

المصدر: الحرة

مواضيع ذات صلة

سباق انتخابي لكسب أصوات اليهود في الولايات المتحدة - رويترز
سباق انتخابي لكسب أصوات اليهود في الولايات المتحدة - رويترز

في خضم الانتخابات الأميركية المقبلة في الخامس من نوفمبر، يواجه الناخبون اليهود تحديات جديدة تدفعهم لإعادة تقييم خياراتهم السياسية. فطالما كانت المجتمعات اليهودية تقليديا جزءا من القاعدة الديمقراطية، لكن التغيرات في المواقف السياسية جعلت بعضهم يشعر بالقلق، وباتت النقاشات حول قضايا الشرق الأوسط، تؤثر على مشاعر الناخبين.

يعبّر بعض الناخبين عن مخاوفهم من تصاعد معاداة السامية، سيما في ظل الأحداث الأخيرة في البلاد وتطورات الصراع في الشرق الأوسط. هذا الوضع يدفعهم للتفكير في مدى ملاءمة دعمهم للحزب الديمقراطي مع تزايد هذا الخطاب، بينما يعتقد البعض الاخر أن الحزب الجمهوري يقدم دعمًا أكثر ثباتًا لإسرائيل.

ويشعر طرف ثالث من الناخبين اليهود أن الدعم المقدم من أحد المرشحين لإسرائيل هو سطحي ومشروط وذو أبعاد شخصية وسياسية، مما يجعلهم يتساءلون عن مصداقية هذا الدعم.

هذه التباين في التوجهات للحزبين الديمقراطي والجمهوري يؤدي إلى انقسامات داخل المجتمعات اليهودية، لكن هذه الديناميكية سيكون لها تأثير كبير على نتائج الانتخابات، خصوصًا في الولايات المتأرجحة، حيث يمكن لأصواتهم أن تحدث فارقًا كبيرًا.


جويل روبن مرشح سابق للكونغرس عن الحزب الديمقراطي في ولاية ماريلاند، قال لقناة "الحرة" إن يهود ولاية بنسلفانيا معظمهم يؤيدون الحزب الديمقراطي، وهذه الشريحة تركز على مواضيع عدة أبرزها مشكلة معاداة السامية ودعم إسرائيل والاقتصاد وحقوق المرأة والتغير المناخي.

ويقول إن يهود منطقة بيتسبرغ مثلا "يركزون كثيرا على صعود معاداة السامية من اليمين الذي يشعرون بالتفوق العرقي الأبيض". وأن دور العبادة اليهودية في هذه المناطق تتعرض إلى تهديدات، ويقول إن المرشح الجمهوري ترامب "يرفضها"، لكنه يشير إلى أن أولويات الناخب اليهودي هي التصويت على مرشح يهتم بشؤون البلاد الداخلية ويحسن من وضع المواطنين اقتصاديا واجتماعيا.

توم حرب، عضو في الحزب الجمهوري، من فلوريدا قارن من جهته بموقف الجالية اليهودية في فلوريدا والجالية العربية في ولاية ميشيغان من الانتخابات الرئاسية، وقال لقناة "الحرة" إن الجالية اليهودية في فلوريدا تنظر إلى سياسة ترامب في الشرق الأوسط أقرب إليهم بكثير من المرشحة الديمقراطية هاريس والتي أوضح ان دعمها لإسرائيل غير كامل.

وفي ولاية ميشيغان، يضيف حرب، الجالية العربية التي كانت تتعاطف سابقا مع الديمقراطيين، غيرت من موقفها لأنها ضد العنف والإرهاب وتطالب بالسلام في الشرق الأوسط، هذا التبدل في الموقف دليل على أن هاريس غير حازمة في موقفها تجاه الإرهاب، بحسب تعبير توم حرب.

بنسلفانيا ... صوت اليهود قد يحولها إلى حمراء
رونا كوفمان، من ولاية بنسلفانيا تقول إن الحقائق على الأرض تثبت بأن المزيد من اليهود يشعرون بالتخلي عن الحزب الديمقراطي وقد يصوتون للجمهوري دونالد ترامب.

وأوضحت كوفمان، 49 عامًا، لوكالة أسوشييتد برس، مشيرة إلى نائبة الرئيس الديمقراطي كامالا هاريس "لا أعتقد أن أي شخص من عائلتي، من جيلي أو الأجيال الأكبر، سيصوت لهاريس" مضيفة "رغم أننا لم نصوت للجمهوريين أبداً لكن أختي لديها لافتة تدعم حملة ترامب خارج منزلها، وهذا تحول كبير".

هذا التحول قد يكون له أثر كبير في ولاية بنسلفانيا حينما كان لعشرات الآلاف من الأصوات تأثير على قرار الانتخابات الرئاسية السابقة. يقول العديد من الناخبين اليهود إن الانتخابات الرئاسية لعام 2024 تختلف عن أي انتخابات أخرى في الذاكرة، وسط تبعات الهجوم الوحشي لحماس على إسرائيل العام الماضي.

يمثل اليهود شريحة صغيرة من سكان الولايات المؤهلة للتصويت في بنسلفانيا وميشيغان وويسكونسن، وهي الولايات المعروفة باسم "الجدار الأزرق" التي اعتمد عليها الديمقراطيون في الانتخابات الرئاسية الأخيرة. وفي هذه الانتخابات، يعتبر صوت اليهود مهم جدا لحملتي هاريس وترامب، وأي تراجع لتأييد هذه الكتلة سيغير من ميزان المنافسة بين الطرفين.

هذا الموضوع أجبر هاريس على الموازنة بين القواعد الانتخابية التقليدية للحزب الديمقراطي، بين دعم إسرائيل "في الدفاع عن حقها" والاستنكار تجاه مقتل المدنيين الإسرائيليين والفلسطينيين والدمار في المنطقة.

في حين سعى ترامب لاستغلال الفرصة بين الناخبين اليهود بشكل خاص، قائلاً إن هاريس "لا تحب" اليهود، مضيفاً أنه سيكون "أفضل صديق للأميركيين اليهود في البيت الأبيض."

أظهرت استطلاعات الرأي سابقا أن اليهود يصوتون بشكل ساحق لصالح الحزب الديمقراطي، لكن السؤال الان هو ما إذا كان ذلك قد تغير، حيث يركز العديد من الناخبين على العلاقة بين إسرائيل والولايات المتحدة، ويقولون إن تصاعد أعمال معاداة السامية والاحتجاجات ضد إسرائيل التي اجتاحت المدن والحرم الجامعي، جعلتهم يشعرون بعدم الأمان.

تشير وكالة أسوسييتد برس إلى أنه بينما تلعب بنسلفانيا دورًا مركزيًا في الانتخابات، يقول الكثيرون إنهم لم يروا مثل هذا الاهتمام من الحملات الانتخابية كما هو الحال الآن.

الديمقراطي يفقد شعبيته بسبب التباين في مواقفه
من ترامب إلى باقي الجمهوريين، يحاول الحزب الجمهوري كسب الناخبين اليهود من خلال تسليط الضوء على الحزب الديمقراطي الذي ينقسم بين دعمه التقليدي غير المشروط لإسرائيل، وفصيل آخر يتهم إسرائيل بارتكاب جرائم حرب في غزة، وإنهاء الدعم العسكري الأميركي.

بالنسبة لبعض اليهود الذين يصوتون عادةً للديمقراطيين، فإن هذا الأمر قد لقي صدى لديهم.

جيريمي كازاز، من مدينة بيتسبرغ والداعم لهاريس يقول في هذا الشأن "أعتقد أن هناك أشخاصًا مترددين في التصويت لترامب يشعرون بالخوف كيهود في هذا البلد" ومع ذلك، أشار إلى أن لهاريس سجلًا طويلًا في مكافحة معاداة السامية غير معروف نسبيًا للعديد من الناخبين.

لكن اليهود من أنصار الحزب الديمقراطي يشيرون إلى أن إدارة بايدن قدمت دعما قويا إلى إسرائيل من خلال الدعم المالي والعسكري، وفي تصريحاتها بمناسبة ذكرى هجوم حماس، قالت هاريس إنها ستضمن دائما أن تمتلك إسرائيل ما تحتاجه للدفاع عن نفسها وأنها ستعمل دائمًا لضمان سلامة وأمن الشعب اليهودي هنا وحول العالم.

ستيف روزنبرغ، من فيلادلفيا، صوت لترامب في 2016 ثم لبيادن في 2020، سيصوت هذه المرة لترامب في 2024.

انتقد روزنبرغ بايدن لتقديمه إعفاءات من العقوبات لإيران، معتبرًا أن ذلك أتاح لهذا البلد تمويل حرب ضد إسرائيل، وقال "السؤال هو، 'من هو أفضل حالًا اليوم مما كان عليه قبل أربع سنوات؟' والإجابة هي إيران وووكلاؤها، وذلك لأن بايدن وكامالا هاريس قد استسلما لإيران" بحسب تعبيره.

وقد صرح مسؤولو إدارة بايدن بأنهم كانوا يمددون الإعفاءات التي أقرها ترامب، والتي منحت إيران الوصول إلى الأموال المقيدة للإمدادات الإنسانية، وتم التحقق منها لضمان استخدام الأموال فقط للغذاء والدواء والمعدات الطبية والسلع الزراعية. ويقول المتشددون ضد إيران إن هذه الإعفاءات يمكن أن تسمح لإيران بالحصول على موارد اضافية لتمويل وكلاء مثل حماس.

رونا كوفمان، التي تصف نفسها بالتقدمية وتعيش في حي سكويرل هيل الذي يضم عددًا كبيرًا من اليهود في بيتسبرغ ببنسلفانينا، لم تعتقد أبدًا أنها ستصوت لترامب، لكنها الآن تتوقع أن يواصل ترامب اتخاذ موقف صارم ضد إيران وتخشى أن تُرضي هاريس إيران وتتبنى أجنحة الحزب اليسارية، بحسب تعبيرها.

ترامب يدعم إسرائيل لتحقيق مصالحه السياسية
العديد من اليهود الذين يدعمون هاريس يرون في ترامب تهديدًا للديمقراطية، ويعتبرون أن هذا مهم، لأن الأقليات، بما في ذلك اليهود، لديهم أسباب للخوف من الاضطهاد تحت الأنظمة الاستبدادية.

هذه الكتلة، بحسب وكالة أسوسييتد برس، من الداعمين لهاريس يمكنهم سرد قائمة من الأمور التي قام بها ترامب ويعتبرونها تهديدًا، مثل استخدام الجيش في الشؤون الداخلية، الترويج لأساطير الولاء المزدوج حول اليهود، وتحميل اليهود المسؤولية إذا خسر، وفي الأيام التي تلت هجوم حماس، انتقاده لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بينما مدح حزب الله بوصفه "ذكيًا جدًا".

يرى البعض أن جهود ترامب في السادس من يناير 2021 للبقاء في السلطة تمثل تهديدًا. وكثيرون يشعرون بالقلق من علاقته بالديكتاتوريين، ويشيرون إلى لقاءاته مثلا مع الناشط اليميني المتطرف نيك فوينتس ومغني الراب يي، وهما شخصان معروفان بالترويج لخطاب معادٍ للسامية.

وقالت الحاخامة بيث جانوس من فيلادلفيا إن اليهود متحمسون لأن يكون الرئيس المقبل إمرأة رئيسة ومتزوجة من رجل يهودي، على العكس من ذلك، أوضحت أن دعم ترامب لإسرائيل هو سطحي وأضافت "عندما يخدم ذلك احتياجاته وأهدافه، يدعم إسرائيل. ولكن إذا لم يكن كذلك، فلن يدعم إسرائيل".

بلغة الأرقام .. يهود أميركا يميلون إلى ترامب
لطالما اعتبر الديمقراطيون تصويت اليهود أمرًا مسلمًا به، بينما تنازل الجمهوريون عنه، ولكن في هذه الانتخابات المتقاربة، يجب على هاريس وترامب القتال من أجل كل صوت.

تذكر صحيفة واشنطن جويش ويك الأميركية أنه تاريخيًا، مال الناخبون اليهود بشدة نحو الديمقراطيين بسبب ارتباط الحزب بالقيم الليبرالية، التي تتماشى مع معظم اليهود الذين يعرّفون أنفسهم كليبراليين أو تقدميين.

لكن هل ستحدث الأصوات اليهودية أي فرق في النتائج في عام 2024؟ يمثل اليهود أكثر من 2% بقليل من السكان وفي انتخابات متقاربة كما يحدث هذا العام، ويعتبر صوت هذه الشريحة مهم للطرفين.

بحسب استطلاع أجرته اللجنة الأميركية اليهودية فأن حوالي 48% من اليهود يعرّفون أنفسهم كليبراليين، و59% كتقدميين، وثلثهم تقريبًا كوسطاء، و20% كمحافظين، أيضا حوالي نصفهم ينتمون إلى التيار الإصلاحي أو المحافظ، و29% علمانيون، و8% فقط أرثوذكس.

في عام 2020، كان تصويت اليهود لصالح جو بايدن مقابل دونالد ترامب بنسبة 68% إلى 30%. كانت هذه أقل نسبة يحصل عليها ديمقراطي منذ أن حصل مايكل دوكاس على 64% عام 1988 مقابل 35% لجورج بوش الأب.

كان أداء بوش أفضل من المتوسط الجمهوري (26%) لأن اليهود اعتقدوا أنه سيستمر في سياسات دعم إسرائيل التي اتبعها رونالد ريغان. لكنه لم يفعل ذلك وتم معاقبته عندما ترشح لإعادة الانتخاب، حيث حصل على 11% فقط من أصوات اليهود مقابل 80% لبيل كلينتون.

إذا طبق الناخبون اليهود منطقًا مشابهًا وافترضوا أن كامالا هاريس ستستمر في سياسات بايدن فلن يكون من المفاجئ إذا كانت نتائجها سيئة أو أسوأ مما كان عليه الرئيس في عام 2020.

وفقًا لاستطلاع من مركز بيو، قال 65% فقط من اليهود إنهم سيدعمون هاريس. هذه هي نفس نسبة الأصوات اليهودية التي حصل عليها جورج مكغفرن عندما هزمه ريغان. و34% الذين فضلوا ترامب يتماشى مع استطلاع من فوكس نيوز الذي وجد أن 33% من اليهود صوتوا للجمهوريين في الانتخابات النصفية.

اليهود الأرثوذكس والمعتدلون .. الورقة الرابحة للجمهوريين
اليهود الأكثر احتمالاً للتصويت للجمهوريين هم الأرثوذكس، ويشكلون غالبية الناخبين لصالح ترامب، لكن عددهم في الولايات المتأرجحة وهي أريزونا، جورجيا، ميشيغان، نيفادا، كارولينا الشمالية، بنسلفانيا وويسكونسن غير كبير وصوتهم لن يؤثر كبيرا في الانتخابات.

يعيش نسبة كبيرة، إن لم يكن معظم، من اليهود الأرثوذكس في ولايات نيويورك، فلوريدا، كاليفورنيا، نيوجيرسي وماريلاند. تقول صحيفة واشنطن جويش وييك إنه من المتوقع أن يفوز ترامب في فلوريدا لكنه سيخسر في البقية، التي تُعتبر ديمقراطية صلبة، لذا فإن استطلاعات الرأي التي تُظهر تحول أصوات اليهود نحو ترامب في أماكن مثل نيويورك ليست ذات قيمة للسباق الرئاسي.

من ناحية أخرى، بما أن الأرثوذكس يشكلون جزءًا صغيرًا من المجتمع اليهودي، يجب أن يكون ترامب قادرًا على جذب المعتدلين والليبراليين للحصول على ثلث الأصوات.

بعملية رياضية افتراضية واستنادًا إلى نتائج 2020، سيكون لدى ترامب ما يكفي من الأصوات للفوز في أريزونا وجورجيا، مما قد يمنحه الرئاسة، الفارق الذي يحتاج لتجاوزه في ويسكونسن سيكون أقل من 17,000 صوت كما أنه يحتاج إلى أقل من 28,000 صوت إضافي للفوز في بنسلفانيا. كل هذا افتراضي، لكنه يعطي فكرة عن التأثير الذي قد يحدثه تصويت اليهود على فرص ترامب للعودة إلى البيت الأبيض.

ومن المتوقع أن تكون حصة ترامب من أصوات اليهود أعلى بكثير من متوسط الجمهوريين منذ عام 1968، ومن غير المحتمل أن يحصل على الكثير من الأصوات اليهودية الإضافية ما لم ترتكب هاريس خطأ جسيمًا أو يصبح بايدن أكثر انتقادًا لإسرائيل. لكن قد يخسر ترامب أصواتًا إذا استمر في الارتباط بنظريات المؤامرة ومعاداة السامية.

تميزت رئاسة ترامب بمواقف قوية مؤيدة لإسرائيل، وهو عامل جعله يحظى بشعبية لدى شريحة من الناخبين اليهود. بالمقابل، ستُقيّم هاريس، بصفتها نائب الرئيس تحت إدارة بايدن، بناءً على سياسات الإدارة، التي انتقدها العديد من اليهود.

إن استمرار هاريس في نهج بايدن، قد يؤدي إلى تراجع كبير في الدعم اليهودي كما أظهر استطلاع "بيو" اضافة إلى مخاوف اليهود من اليسار المتطرف في الحزب الديمقراطي الذي زاد انتقاده لإسرائيل.

تصويت اليهود في الولايات المتأرجحة
على الرغم من أن نسبة الناخبين اليهود صغيرة مقارنة بالناخبين بشكل عام، إلا أن عدد الناخبين اليهود في العديد من هذه الولايات يتجاوز عدد الناخبين الذين حددوا الفائز في انتخابات الرئاسة لعام 2020.

صحيفة ذي جويش نيوز أوف نوررث كاليفورنيا ذكرت أنه نظرًا لأن الناخبين اليهود يميلون إلى أن يكونوا ديمقراطيين، يبذل الجمهوريون جهدًا إضافيًا لتقليل تأثيرهم وزيادة نسبة التصويت اليهودي لصالح الحزب الجمهوري سيما في الولايات المتأرجحة التي تمثل نتيجة انتخابات الرئاسة لعام 2024 نقطة حاسمة بين نائب الرئيس كامالا هاريس، والرئيس السابق دونالد ترامب.

بنسلفانيا: تمتلك الولاية  19 صوتًا انتخابيًا، وهي تعد أكبر جائزة للمرشحين بين الولايات المتأرجحة. يتجاوز عدد الديمقراطيين المسجلين عدد الجمهوريين بنحو 400000، ولكن بايدن فاز فقط على ترامب في 2020 بفارق 80000 صوت، أي بنسبة 1%؛ بينما فاز ترامب في 2016 بفارق أقل بكثير، حوالي 0.5%. يشكل اليهود في الولاية، والذين يبلغ عددهم 300000، حوالي 3% من الناخبين؛ وثلثاهم من الديمقراطيين، لذا فإن دعمهم ضروري لفوز هاريس.

أريزونا: تمتلك 85000 ناخب يهودي، 55% منهم ديمقراطيون، مقارنةً بـ 44% من الناخبين على مستوى الولاية. في عام 2020، هزم الرئيس بايدن ترامب في الولاية بفارق أقل من 11000 صوت لذلك يمكن أن يكون الناخبون اليهود عاملًا حاسمًا في نتيجة 2024.

جورجيا: فاز بايدن فيها في 2020 بفارق 12000 صوت، ولاية أخرى يمكن أن يحدث فيها تصويت اليهود فرقًا كبيرًا. يتكون المجتمع اليهودي في الولاية من 125000 يهودي، مما يشكل أكثر قليلاً من 1% من الناخبين، وعادةً ما يصوت 75% منهم للديمقراطيين. لكن النتائج هذه المرة قد تتغير بسبب حوادث معاداة السامية وإرتفاع المشاعر المعادية لإسرائيل.

ميشيغان: تعتبر موطنًا لحوالي 100000 يهودي، مما يشكل أكثر من 1% بقليل من الناخبين. أكثر من 60% من اليهود في ميشيغان هم ديمقراطيون. لكن الولاية تضم أيضًا 200000 ناخب مسلم، وفقًا لمنظمة EmgageUSA، بالإضافة إلى أكثر من 160000 مقيم من أصول عربية.

صوت أكثر من 85% من الناخبين المسلمين في ميشيغان لصالح الديمقراطيين في الانتخابات الرئاسية الأخيرة. لكن في الانتخابات التمهيدية الديمقراطية هذا العام، أدلى ما لا يقل عن 100000 ديمقراطي بأصوات "غير ملتزم". كانت تلك الأصوات جزءًا من حركة احتجاجية قادها الناخبون المسلمون والعرب الأميركيون وغيرهم ضد دعم إدارة بايدن لدعم إسرائيل في حربها في غزة.

ما إذا كان هؤلاء الناخبون غير الملتزمين سيبقون في منازلهم أو يصوتون لصالح ترامب يبقى غير مؤكد. في كلتا الحالتين، يمكن أن يؤثروا على نتيجة سباق الرئاسة في ميشيغان. حيث فاز بايدن بالولاية في 2020 بفارق 154000 صوت، وفي عام 2016، أصبح ترامب أول جمهوري يفوز بميشيغان منذ عام 1988.

نيفادا: يشكل اليهود 3% من الناخبين في الانتخابات الرئاسية الأخيرة، وصوت 75% من هؤلاء الـ 41000 ناخب لصالح بايدن على ترامب في 2020. فاز بايدن في الولاية بفارق حوالي 33000 صوت، لذا يُعتبر هذا سباقًا آخر حيث يمكن أن يكون كل صوت يهودي حاسمًا في النتيجة.

نورث كارولاينا: يشكل اليهود  49000 من سكان الولاية، مما يمثل 0.5% فقط من الناخبين. على مر العقود الأخيرة، كان لدى الجمهوريين اليد العليا في الانتخابات الرئاسية في نورث كارولاينا. أوباما في عام 2008 هو الديمقراطي الوحيد الذي فاز بأصوات الولاية منذ جيمي كارتر عام 1976. من ناحية أخرى، كان فوز ترامب في 2020 ضيقًا - حوالي 75000 صوت، أو 1% من الإجمالي - لذا قد يكون الديمقراطيون قريبين من الفوز هذه المرة.

ويسكونسن: تم حسم أربع من آخر ست انتخابات رئاسية بفارق أقل من نقطة مئوية، بما في ذلك فوز ترامب في 2016 وخسارته في 2020. لا توجد تسجيلات حزبية في ويسكونسن، لكن 48000 شخص صوتوا "بدون التزام" في أبريل بدلاً من التصويت لأي من المرشحين. وهذا أكثر من ضعف الأصوات التي فاز بها بايدن في 2020، وتم اعتبار ذلك كاحتجاج آخر على دعم بايدن لحرب إسرائيل ضد حماس.

هل دعم واشنطن لإسرائيل هو المحرك الأساسي لأصوات الأميركيين اليهود في الانتخابات الأميركية؟ تقول الحقائق التاريخية إن أصواتهم تذهب عادة لمن يدافع عن الحقوق المدنية الفردية، ويدعم فصل الدين عن السلطة، لكن يبدو أن انتخابات 2024 ستشهد تحولا في توجهات الأميركيين اليهود.

المصدر: الحرة