لطالما ارتبطت حلوى "سلو" لدى المغاربة بشهر رمضان حيث يعد من الأكلات الرئيسية التي تحضر في المائدة خلال ذلك الشهر بالخصوص وإن كان كثيرون يحرصون أيضا على تحضيرها في مناسبات أخرى كالعقيقة وحفلات الزفاف.
وتختلف تسمية هذه الحلوى من منطقة إلى أخرى إذ يطلق عليها "السفوف"، "سلو"، "أسلو"، "التقاوت"، "تقيوتات"، و"الزميتة"، كما قد تختلف مقاديرها بشكل طفيف دون المس بالأساسيات التي تجعلها حسب كثيرين أكلة مغذية وصحية.
وتتميز هذه الحلوى أيضا بإمكانية تخزينها لفترة طويلة دون أن يطرأ أي تغيير على نكهتها، مما يجعل العديد من الأسر المغربية تقبل على تحضيرها بكميات كبيرة.
السّفُوف أو سَلّو كما يحلو للمغاربة تسميته :هو أكلة أو حلوى تتكون من مجموعة من الفواكه الجافة كالجوز والسمسم والفول السوداني واللوز إضافة إلى الدقيق المحمص فتمزج بالعسل والزيت ، يتناولها الصائم المغربي خلال هذا الشهر الفضيل
— 🇲🇦بالمَغْرِبي الفَصِيح (@lahjat_bladi) April 13, 2021
فما أصل هذه التسميات؟
⬇⬇#اللهجة_المغربية pic.twitter.com/Vjw6mzt1t0
طريقة إعداده
قد تختلف مكونات "سلو" وطريقة تحضيره بشكل طفيف من منطقة إلي أخرى ولكنه يحضر أساسا من الدقيق (الشعير أو وبعض الفواكه الجافة كاللوز والفول السوداني، وكذا بذور الكتان والسمسم وبذور الشمر بذور الدخن واليانسون وأعواد القرفة والمستكة (اللبان العربي) بالإضافة إلى العسل والزبدة مع إمكانية إضافة زيت أركان عند خلطه.
#احباب_سهيله_برمضان_المغرب
— مغربية أمازيغية (@4i8a2IkqTQ6wCdo) June 8, 2016
هادا السفوف حتى هو ضروري فرمضان #الجيش_السوهابي pic.twitter.com/ShNCDNnAJM
وتبدأ طريقة الإعداد بتنظيف مختلف المكونات وغسلها ليتم تجفيفها لاحقا عبر تركها في مكان مشمس لتبدأ بعد ذلك عملية تحميص المكونات في الفرن وطحنها.
بعد طحنها يتم خلط مختلف المكونات ويضاف إليها الدقيق الذي تم تحميصه بدوره في الفرن، بعد ذلك تمزج مختلف المكونات بالعسل والزبدة المذابة وهناك من قد يضيف إليها القليل من زيت الزيتون أو زيت أركان، ويتم تزيينها باللوز.
وللإشارة فإن العديد من الأسر تعتبر عملية تحضير "سلو" عملا جماعيا يحرص مختلف أفراد الأسرة على المشاركة فيه خصوصا في المراحل المتعلقة بتنظيف المكونات من فواكه جافة وبذور.
وصفة قديمة
عن "سلو" الذي يسمى أيضا "الزميتة" يقول الشيف والباحث في تراث وثقافة الطبخ المغربي الحسين الهواري في منشور على فيسبوك "هي طعام من الشعير وبعض الحبوب والنباتات كانت مؤونة وزاد الرحل والمسافرين" مشيرا إلى أن "أول من أشار إلى الزميتة المغربية هو الإنجليزي توماس بيلو الذي عاش في المغرب لفترة طويلة".
ولفت الشيف المغربي الذي توفي أواخر عام 2021 إلى أن الشريف الإدريسي بدوره ذكر تلك الحلوى في كتابه "نزهة المشتاق في اختراق الآفاق"، مضيفا أن الوصفة "الأصلية من لمتونة إحدى قبائل صنهاجة المرابطين" وبأن الإدريسي أشار إليها باسم "أسلو".
وبحسب ما جاء في تدوينة أخرى للهواري فإن "نفس الوصفة المغربية ذكرت عند شيشرون وغيره من الأطباء والصيادلة الإغريق والرومان والأطباء الأوائل في العرب والأندلس عصر الأمراء والخلفاء المرابطين والموحدين".
"زاد المسافرين"
يعدد مختصون في التغذية فوائد "السفوف" انطلاقا من المكونات التي يحتويها، وتشير بعض المصادر إلى أنه بالنظر إلى تلك الفوائد وأيضا لإمكانية تخزينها فقد كانت "زادا للمسافرين" في القدم.
وأورد الادريسي في المجلد الأول من كتابه "نزهة المشتاق في اختراق الآفاق"، أنه قديما كان يتم وضع "أسلو" بعد تحضيره في "مزاود فيأتي طعاما شهيا"، مضيفا "ذلك أن الإنسان منهم إذا أخذ من هذا الطعام ملء كفه وأكله وشرب عليه اللبن ثم مشى بقية يومه ذلك لم يشته طعاما إلى الليل".
فوائد السفوف المغربي
— AL-Hosni101 (@Hosni101R) April 14, 2021
هذه المكونات غنية بالمصادر الغذائيّة المفيدة كالمعادن، الفيتامينات، الالياف و السكريات و الذهنيات حيث انه يغذي الجسم و يمنحه الطاقة التي يفقدها خلال ساعات الصيام الطويلة، خصوصا بالنسبة للأشخاص الذين يعانون من النحافة أو فقدان شهية الأكل.#أكلات_حلويات_مغربية pic.twitter.com/N0TLaXsi9g
في السياق نفسه، يقول المختص في علوم التغذية المغربي، محمد الفايد، في فيديو يتطرق فيه لفوائد هذه الحلوى إنه "يمكن لجميع الناس استهلاكها دون تحفظ وبالكمية التي يريدون".
ويسرد المصدر ذاته فوائد هذه الحلوى انطلاقا من المكونات المختلفة التي تدخل في تحضيرها ومن بينها اللوز الذي "يحتوي على ذهنيات وحمض أوميغا٣ وأملاح معدنية قوية وفوسفور"، مشيرا إلى إمكانية تناولها في وجبة "السحور".
- المصدر: أصوات مغاربية