يحتدم التنافس بين طهاة من أربع دول مغاربية على لقب "أفضل شيف المغرب العربي" وفق نظام تقييم صارم من قبل لجنة تحكيم تتكون من طهاة أكاديميين مغاربيين، ضمن برنامج تلفزيوني يعرض حالياً على إحدى القنوات التلفزيونية الليبية.
ويمنح برنامج "The Best Chef المغرب العربي" في نسخته الأولى الفرصة لـ 16 موهبة في مجال الطهي من ليبيا وتونس والمغرب والجزائر للفوز باللقب بعد تصفيات تنتهي في آخر حلقة من البرنامج بنهاية شهر رمضان، بحسب الجهة المنتجة.
منصة "أصوات مغاربية" حاورت مشاركين في البرنامج تحدثوا عن تجربة شهر كامل من العمل والتنافس قضوه سوياً خلال تسجيل الحلقات في العاصمة الليبية طرابلس.
وطيلة النصف الأول من رمضان، لاحظ المشاهدون التنافس الشديد ودخول المتسابقين في حالات شعورية امتزج فيها الفرح والتوتر وحتى البكاء في بعض الأحيان.
"نابعة من القلب"
وعن تلك المشاهد يقول الشيف الليبي عبدالقدوس العاشق، وهو عضو أساسي بلجنة التحكيم ومشارك في إعداد البرنامج، إن كل المشاعر التي تابعها الناس كانت طبيعية و "نابعة من القلب".
و أكد العاشق، في اتصال مع "أصوات مغاربية"، عدم وجود سيناريو معد مسبقاً فيما يتعلق بطريقة التفاعل بين المتسابقين وبينهم وبين لجنة التحكيم، مضيفاً ان كل شي كان "وليد اللحظة".
شاهد | لحظات توتر الشيف الهاشمي واللي تسببت في زيادة دقات قلبه 😨 the_best_chef أفضل شيف الموسم الاول2023🔥 pic.twitter.com/wU48unvnG0
— The best Chef (@ThebestChef3) April 10, 2023
ولفت إلى أن لجنة التحكيم المكونة من "طهاة معتمدين" من ليبيا وتونس والجزائر، حرصت على التعامل "بمهنية عالية وبحياد" مع كل المتسابقين باعتبار أن أغلبهم كانوا محترفين، بحسب العاشق.
البرنامج الأول من نوعه
بدوره أكد المدير التنفيذي لشركة "كان" المنتجة وعضو فريق الإعداد، محمود سليمان، أن تقديم برنامج مسابقات خاص بالمطبخ المغاربي فكرة غير مسبوقة، لافتاً إلى أنها جاءت نظراً لـ"لتقارب المطبخ في الدول المغاربية".
وأشار سليمان في اتصال مع "أصوات مغاربية" إلى أن البرنامج يهدف إلى إعادة تقديم المطبخ المغاربي "الغني والمتنوع" في قالب شيق يشد الجمهور المغاربي بالتفكير "خارج الصندوق"، بحسب تعبيره.
دولة واحدة في 4 دول
وعن مشاركته في البرنامج يقول المتسابق التونسي الهاشمي العاطي، إن التجربة فتحت له آفاقاً مهنية جديدة وتعرف من خلالها على مدى التشابه بين الأكلات المغاربية ومطابخ الدول المشاركة، مضيفاً أنها بمثابة "دولة واحدة في 4 دول".
أما نصر الدين، المتسابق الجزائري فأعرب عن سعادته لـ"صموده" حتى الحلقة 14 مشيراً إلى ما تعلمه من خلال فرصة التنافس في برنامج واحد مع طهاة مغاربيين آخرين.
ولفت نصر الدين الذي اشتهر بلقب "وزير السعادة" طيلة فترة مشاركته في البرنامج إلى أن ملاحظات لجنة التحكيم أضافت الكثير لتجربته المهنية والشخصية خاصة وأنه يدير مطعمه الخاص في بلاده.
علم "البرزينتيشن" (التقديم)
وتتفق المتسابقة المغربية، لطيفة، مع زميلها الجزائري نصر الدين لجهة الاستفادة من ملاحظات لجنة التحكيم، مؤكدة أن احتكاكها بالمتسابقين أضاف إلى خبرتها الكثير.
وأضافت لطيفة، التي تدير مشروعا منزليا خاصا، أن من بين الأشياء التي خرجت بها من البرنامج كان التركيز على فكرة "التقديم" وليس فقط الطعم أو الإعداد، وتابعت، "بصراحة اكتشفت أن موضوع البريزنتيشن علم قائم بذاته".
ورغم أن الحظ لم يحالفها للاستمرار حتى النهاية، عبرت لطيفة عن رضاها التام من خلال تجربة المشاركة في البرنامج وتمكنها من التفوق على بعض المتسابقين "المحترفين" وذلك في إشارة إلى كونها لم تدرس الطهي كغيرها.
مطبخ "مظلوم"
وبدوره وصف المتسابق الليبي إيهاب البرنامج بـ"تجربة استثنائية"، لكنه لفت في نفس الوقت إلى أن مشاركته مثلت "أصعب تحدي" بالنسبة له لإثبات "أن المطبخ الليبي لايقل عن غيره من حيث محاكاة العصر رغم تمسكه بالأصالة".
ويصر إيهاب على التمسك بالمذاق الأصلي والمكونات الأساسية للأطباق الليبية التي قدمها ضمن حلقات البرنامج، وأضاف في نبرة لا تخلو من التأثر أن المطبخ الليبي "مظلوم" لأنه لم ينل حظه من الإعلام والتسويق أسوة بغيره.
تحكيم جزائري ليبيي تونسي
وتكون فريق تحكيم الموسم الأول من ثلاثة أعضاء وهم عبدالقدوس العاشق من ليبيا، وكاميليا بهلولي من الجزائر ، وحلمي قحبيش من تونس، وكان من المقرر أن يلتحق عضو مغربي بلجنة تحكيم البرنامج، لكن مشاركته تعذرت بسبب صعوبات لوجستية بحسب الشركة المنتجة.
وعن تجربتها في لجنة التحكيم قالت، الجزائرية كاميليا بهلولي إنها كانت فرصة رائعة لإبراز أهمية وتفرد المطبخ المغاربي، مضيفة أن مشاركة المتسابقين مثلت نقلة "نوعية" لهم في مشوارهم المهني والشخصي. ووصفت زيارتها الأولى لليبيا بأنها تجربة "لا تنسى" وأنها تشجع الجميع على زيارة هذا البلد المغاربي.
وتم اختيار المشاركين في المسابقة من بين 200 شخص ويأمل منتجو ومعدو البرنامج توسيع قاعدة المشاركة في المواسم القادمة لتشمل موريتانيا أيضا، وتجاوز العقبات الإدارية واللوجستية حتى يتمكن عدد متساو من المتسابقين من المشاركة باسم جميع الدول المغاربية.
المصدر : أصوات مغاربية