في العام 2009 أُعلن في الجزائر عن اكتشافات أثرية تحت الأرض في "ساحة الشهداء" بالجزائر العاصمة، أشهر ساحة في البلاد، لكن لم يُكشف عن ماهية ما تم العثور عليه أثناء عملية حفر لتوسعة خط الميترو الرابط بين شرقي المدينة وغربها.
2200 سنة من التاريخ
وأمس الثلاثاء بث التلفزيون العمومي حصة خاصة بعنوان "اعرف مدينتك"، كُشف فيها الستار رسميا لأول مرة عما توصل إليه المستكشفون المختصون في علم الآثار في باطن الأرض.
ومما كشفته الحصة على لسان مختص في علم الآثار، العثور على ثلاث طبقات بعضها فوق بعض تحوي كل منها شواهد من مدن خلال حقبات طويلة من تاريخ الجزائر، تتعلق الأولى ببدايات الاحتلال الفرنسي سنة 1830 والثانية بالفترة العثمانية التي امتدت على مدى 3 قرون وأخيرا الفترة الرومانية.
وحُدد عمر المُستكشفات كحد أقصى بـ2200 سنة من تاريخ مدينة الجزائر، وشملت عمليات الحفر 3 آلاف متر مربع، أجراها باحثون من المركز الوطني للبحث في علم الآثار بالجزائر والمعهد الفرنسي للبحوث في علم الآثار الوقائي.
مسجد وكنيسة وشوارع
ومما عثر عليه، شوارع مبلّطة وأعمدة وأقواس مدينة خلال الفترة العثمانية و6000 قطعة أثرية تعود للفترة نفسها، ومساكن وحي للحرفيين المختصين في صهر الحديد ومسجد ومجمّع بيت المال وعين ماء عامة.
وعُثر أيضا على 71 قبرا و117 هيكلا عظميا ترجع إلى القرن السادس للميلاد (تحديدا سنة 610 للميلاد)، وعثر أيضا على 7 آلاف قطعة أثرية لفترات مختلفة.
وكشف مختص في الآثار للتلفزيون الجزائري العثور على كنيسة تعود إلى الفترة الرومانية، أما فيما يتعلق بالفترة الاستعمارية الفرنسية فعُثر على ساحة كبيرة كانت فرنسا تستعملها لتجميع جيوشها خلال سنوات الاحتلال الأولى، وقال إن المحتل هدّم كل المساكن حينها لإقامة هذه الساحة.
وسبق للرئيس السابق عبد العزيز بوتفليقة زيارة هذه المحطة العام 2018، واطلع على ما تم اكتشافه حتى تلك السنة دون أن يُطلع الجمهور على ما يوجد في باطن الأرض وبقي جزء كبير من "ساحة الشهداء" مغلقا في وجه حركة المواطنين.
ورغم ذلك "تسرّبت" بعض الفيديوهات من داخل المحطة، ظهرت فيها الشوارع والدهاليز التي تم اكتشافها لكن دون إعطاء شروحات عن تلك الفيديوهات، وقد تداولتها شبكات التواصل الاجتماعي حينها.
المصدر: أصوات مغاربية