احتفى تونسيون على منصات التواصل الاجتماعي بإعلان السلطات عن إعادة فتح متحف باردو بعد أكثر من عامين على إغلاقه.
والإثنين، قالت وزارة الثقافة التونسية في بلاغ لها "يعيد المتحف الوطني بباردو فتح أبوابه للعموم يوم الخميس 14 سبتمبر ".
وذكرت أن زوار المتحف سيكونون "على موعد مع فضاءات جديدة تمت تهيئتها وتحف أثرية وفنية تُعرض للمرة الأولى ولوحات فسيفسائية ومنحوتات رخامية تُقدّم من جديد بعد أن تم ترميمها وصيانتها".
وكانت السلطات قد أغلقت المتحف المحاذي لمبنى البرلمان وذلك منذ يوم 25 يوليو 2021 التاريخ الذي علّق فيه الرئيس قيس سعيد نشاط مجلس النواب وأقال الحكومة في إجراءات مثيرة للجدل.
ومنذ ذلك الوقت، واجهت السلطات انتقادات حادة وسط دعوات إلى إعادة فتح المتحف الذي يعد أحد أبرز المعالم في هذا البلد المغاربي.
وبرّر مسؤولون عن المتحف عملية إغلاقه بإجراء إصلاحات وعمليات صيانة طالت عدة أقسام فيه.
ويوصف هذا المعلم بـ"درة المتاحف" وقد اكتسب شهرة واسعة بفضل احتوائه على واحدة من أكبر المجموعات الفسيفسائية عالميا.
ويعود تأسيس المتحف إلى عام 1888 تحت إسم المتحف العلوي نسبة لعلي باي الذي تولى الحكم في تونس من 1882 إلى 1908، ومع استقلال البلاد عن الاستعمار الفرنسي في العام 1956 تحول اسم هذا المعلم التاريخي إلى متحف باردو.
ويضم المتحف عدة أقسام من بينها قسم "ما قبل التاريخ" وقسم "الآثار البونية النوميدية" و"الآثار الرومانية" إلى جانب الجناح الإسلامي الذي يعرض محطات تاريخية مهمة على غرار "القيروان" عاصمة الأغالبة و"المهدية" عاصمة الفاطميين وغيرها.
ومن بين أبرز اللوحات لوحة "فسيفساء سوسة" وهي من أكبر اللوحات المعروضة في العالم والتي تصور أسطورة النصر لـ"نبتون إله البحر "الذي تقول الأسطورة إنه كان يحمي مدينة سوسة (شرق) في القرن الثالث بعد الميلاد.
كما يمكن لزائر "القاعة البونية" الاطلاع على قائمة طويلة من التماثيل والشواهد التي تؤرخ لتلك الفترة من بينها تمثال من الفخار يصور "الإله القرطاجي بعل حمون" جالسا على عرشه.
ويعرض المتحف أيضا في جناح المهدية آثارا اكتشفها بحارة عن طريق صيادي الإسفنج لحطام سفينة رومانية احتوت على أعمدة وتماثيل من البرنز لـ"الإله هرماس" وغيره.
وتعرض متحف باردو في السنوات الأخيرة إلى ضربات موجعة أدت إلى تراجع عدد زواره بشكل كبير.
ففي مارس 2015 أطلق متشددان النار داخل المتحف مما أدى إلى مقتل 21 سائحا، وجرح العشرات أغلبهم من فرنسا واليابان وإيطاليا وكولومبيا، وانتهت العملية بقتل منفذي الهجوم وتحرير كل الرهائن الذين تم احتجازهم لوقت طويل.
وتعد هذه العملية واحدة من أعنف الاعتداءات الإرهابية التي شهدتها تونس بعد ثورة 2011 وخلفت تداعيات سلبية واسعة على قطاع السياحة الحيوي بالبلاد.
- المصدر: أصوات مغاربية