In this Monday, Nov. 7, 2011 photo, a general view of the Roman theater ruins at Leptis Magna, Libya. The breathtaking ruins of…
شيّد الفينيقيون "لبتيس ماغنا" (Leptis Magna) المعروفة اليوم بـ"لبدة الكبرى"، ثم احتلها الرومان

تركت الحضارة الرومانية في المنطقة المغاربية العديد من المدن والمباني التاريخية التي تعد إلى اليوم من بين أهم الوجهات التي يقصدها السياح الوافدين على دول المنطقة. 

ومن بين تلك الآثار والمعالم التاريخية، مواقع أثرية أدرجتها اليونسكو في قوائمها الخاصة بالتراث العالمي. 

في هذا التقرير، تعرف على أبرز الآثار الرومانية في الدول المغاربية:

المغرب

تقع مدينة وليلي أو فولوبيليس على بعد 87 كيلومترا عن مدينة فاس (شمال شرق  المغرب) وهي مدينة رومانية تأسست في القرن الثالث قبل الميلاد، وتعد من أكثر المواقع الأثرية جذبا للسياح في المغرب. 

سياح يلتقطون صورا بأطلال مدينة وليلي التاريخية

وتضم المدينة العديد من المآثر، من أشهرها قوس النصر والبازيليك ومقر الحاكم وحمامات مزخرفة بالفسيفساء. 

ويستقبل هذا المزار الأثري حسب أرقام وزارة الثقافة أزيد من 640 ألف زائر سنويا، وهو من المواقع المغربية المصنفة "تراثا إنسانيا عالميا" من قبل اليونسكو منذ عام 1997. 

الجزائر

تشتهر الجزائر بتوفرها على آثار مدينتين رومانيتين هما مدينة "تيمقاد" و"كْوِيكول" (جْميلة)، يعود تاريخ الأولى إلى حوالي سنة 100 للميلاد وشيدت الثانية خلال القرن الأول الميلادي بين 96 و98 ميلادية. 

صورة بانورامية لمدينة تيمقاد الأثرية في الجزائر وهي وجهة سياحية هامة في البلاد/ المصدر: الموقع الإلكتروني لـ"يونيسكو"

تقع تيمقاد جنوب ولاية باتنة شرقي الجزائر العاصمة، وشيدتها الإمبراطورية الرومانية لتكون مستوطنة لقادة وجنود روما المتقاعدين، وتضم كغيرها من المدن الرومانية مقرا للحاكم ومعابد وأسواق و14 حماما ومسرحا يسع 4000 متفرج. 

صنفت المدينة تراثا عالميا محميا عام 1982. 

أما مدينة كويكول، الشهيرة بـ"جميلة"، فتقع في ولاية سطيف شرقي الجزائر، وهي أيضا مصنفة تراثا إنسانيا عالميا من قبل اليونسكو منذ عام 1982. 

وتضم "جميلة" عددا من التحف والمعالم الرومانية، أبرزها مبنى الكابيتول وقاعة اجتماع المجلس البلدي ومحكمة ومعبد وحمّامات ومنازل فخمة وبسيطة ومسرح، وهي "نموذج مثير للاهتمام حول تخطيط المدن الرومانية المتكيف مع المواقع الجبلية"، وفق موقع اليونسكو. 

تونس 

صنفت اليونسكو مدرج الجم الروماني، الواقع في محافظة المهدية (وسط) تراثا عالميا منذ عام 1979. 

ويبلغ طول المدرج 36 مترا ويصفه موقع اليونسكو بأنه  "أكبر كوليزيه في شمال أفريقيا وهو عبارة عن مدرّج روماني ضخم يتسع لما يعادل 35000 مشاهد". 

وإلى جانب هذا المدرج، تشتهر تونس بمعالم أثرية رومانية أخرى، أبرزها مدينة "مكتريس" التي يعود تاريخها إلى العصر النوميدي قبل أن تستولي عليها الإمبراطورية الرومانية عام 46 قبل الميلاد. 

ومن الأطلال الرومانية في تونس أيضا مدينة حيدرة الواقعة بولاية القصرين قرب الحدود مع الجزائر، والمصنفة ضمن أقدم الآثار الرومانية في أفريقيا. 

ليبيا 

تشتهر ليبيا بمواقع تاريخية رومانية شهيرة، بينها موقع لبدة الأثري الذي يوصف بـ"روما أفريقيا". 

أسس الفينقيون هذا الموقع الذي يبعد بنحو 120 كلم شرق العاصمة طرابلس، في القرن السابع قبل الميلاد، لكنه تحول في عصر الرومان إلى أجمل مدن الإمبراطورية، وفق موقع اليونسكو. 

وتتميز لبدة، مسقط رأس الإمبراطور الروماني سبتيموس سيفيروس بعدد كبير من المعالم التاريخية أبرزها مسرح يسع 15 ألف متفرج وحمامات من الرخام وشوارع ذات أعمدة شاهقة، وهي مصنفة ضمن التراث العالمي لليونسكو منذ عام 1982. 

وإلى جانب لبدة، تشتهر ليبيا بموقع صبراتة الأثري الواقع على بعد 67 كيلومترا غرب العاصمة طرابلس والذي يعد من بين  المواقع الأثرية العالمية التي صنفتها اليونسكو في قائمة التراث العالمي المهدد بالخطر عام 2016. 

  • المصدر: أصوات مغاربية 

مواضيع ذات صلة

تمثال للأمير عبد القادر بقلب العاصمة الجزائرية
تمثال للأمير عبد القادر بقلب العاصمة الجزائرية

بعد سنوات من تعثره، صدر أمر رئاسي في الجزائر، الأحد، بإطلاق مشروع إنتاج فيلم حول الأمير عبد القادر الجزائري.

وأمر الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون، في اجتماع لمجلس الوزراء، بإطلاق مناقصة دولية لإنتاج وإخراج عمل سينمائي وصفته وسائل إعلام رسمية بـ"الكبير" و"ذي البُعد العالمي" حول الأمير عبد القادر.

وقال الرئيس الجزائري إن هذا العمل السينمائي "مهم لما للأمير عبد القادر من رمزية سامية".

وتعود فكرة إنجاز فيلم حول الأمير عبد القادر إلى سنوات عدة، فقد سبق للسلطات الجزائرية في عهد الرئيس السابق عبد العزيز بوتفليقة أن أعلنت تخصيص ميزانية ضخمة من أجل الشروع في إنجاز فيلم بـ"مقاييس سينمائية عالمية" عن الأمير، لكن المشروع توقف دون كشف الأسباب.

وقبل ثلاث سنوات، قرر الرئيس عبد المجيد تبون إعادة إحياء مشروع الفيلم في مجلس للوزراء، كما تم إنشاء هيئة رسمية لإنتاج الفيلم، غير أن هذا المشروع ظل متعثرا حتى إعلان وزارة الثقافة والفنون الجزائرية، في نوفمبر الماضي، عن تنصيب "لجنة رفيعة المستوى" تضم سينمائيبن ومؤرخين، بعد وضع مؤسسة "الجزائري لإنتاج وتوزيع واستغلال فيلم سينمائي عن الأمير عبد القادر" تحت وصاية وزارة الثقافة، بغية تسريع وتيرة إنتاج الفيلم، وهو ما لم يتم حينها كذلك.

والأمير عبد القادر هو أبرز رمز للثورة في الجزائر، قاد حربا ضد الاستعمار الفرنسي في أعقاب غزو فرنسا للجزائر في سنة 1830، واستمر في مواجهة قواتها طيلة 17 سنة، كما يوصف بمؤسس الدولة الجزائرية الحديثة.
 

المصدر: أصوات مغاربية