Logos

أصوات مغاربية الآن علي موقع الحرة

اضغط. هنا لزيارة موقع الحرة

الروائية الجزائرية إنعام بيوض
الروائية الجزائرية إنعام بيوض | Source: Youtube

يكفي أن تكتب عبارة "رواية هوارية" على محركات البحث بمواقع التواصل الاجتماعي حتى تصادفك مئات من التعليقات لمدونين ومعلقين جزائريين تباينت مواقفهم حول آخر إنتاج أدبي للكاتبة والمترجمة إنعام بيوض، والذي توج مؤخرا بجائزة "آسيا جبار"، التي تنظمها وترعاها وزارة الثقافة الجزائرية، فما قصة هذا الجدل؟ 

"غلاف رواية "هوارية

انطلقت "المعركة الأدبية" حول هذه الرواية مباشرة بعد إعلان فوز صاحبتها بالرتبة الأولى في النسخة السابعة من جائزة "آسيا جبار"، حيث انتقد العديد من النشطاء أعضاء لجنة التقييم بالنظر إلى ما اعتبروها "كلمات بذيئة" و"ألفاظا منحطة" وظفتها الروائية إنعام بيوض في أحداث وفصول قصة امرأة من مدينة وهران كانت تعمل عرّافة.

وإنعام بيوض هي أكاديمية ومترجمة وروائية وشاعرة جزائرية، اشتغلت بتدريس الترجمة بشقيها التحريري والشفوي، لأزيد من عشرين سنة في الجامعات الجزائرية، ولها عدة إصدارات من بينها "الترجمة الأدبية: مشاكل وحلول" (2003)، وروايتها: "السمك لا يبالي" (2003)، وديوانها "رسائل لم ترسل" (2003)، وتم تعيينها عضوة في المجلس الاستشاري لتقرير المعرفة التابع لبرنامج الأمم المتحدة، وتشغل حاليا منصب مدير عام للمعهد العالي العربي للترجمة بالجزائر، التابع لجامعة الدول العربية.

وقالت الكاتبة، في تصريحات صحافية مؤخرا، أنها أرادت من خلال رواية "هوارية" أن "تنقل صورة وواقع الناس البسطاء الذين لا يملكون هوية وتعطيهم وجودا"، مؤكدة أنها "اختارت مدينة وهران، غرب البلاد، حتى تنقل صورة مبهجة عنها في السنوات التي سبقت العشرية السوداء".

وركز العديد من النشطاء والأدباء على اللغة والمفردات التي استعملتها الروائية إنعام بيوض أثناء تناولها لبعض المواضيع المتعلقة بـ"الجنس"، وهو الأمر الذي أثار جدلا كبيرا بين منتقد لما تضمنته الرواية، وآخرين اعتبروا العمل "نوعا من الحرية الفكريةالمتاحة للمفكرين والأدباء".

وكتب الكاتب الجزائري، ندير طيار، معلقا على النقاش الدائر "هوارية لأنها فازت بجائزة حركت الساحة الثقافية، وفجرت الأسئلة الحقيقية. وأعادت طرح دور القيم في العمل الفني. ليست المشكلة في "إنكشاريين جدد" "أعداء للفن"، ولا في أنصار "للأدب المنافق"، كما ليست هي في أنصار "الرواية الفاجرة" ولا في دعاة "أدب الدعارة". إن جوهر المشكلة في النقاش المحتدم حول رواية هوارية هو عن موقع القيم الأخلاقية في الفن، وفي الكتابة الروائية بشكل خاص".

وأضاف متسائلا "هل يجوز للروائي أن ينقل بيت الدعارة إلى الرواية، بكل تفاصيله، وشخوصه، وقاموسه اللغوي الجاهز؟ أم عليه أن ينقل ذلك، محافظا على الشخوص والتفاصيل، عبر بذل جهد لأجل تشكيل لغة خاصة أدبية راقية؟ هل نحن مطالبون، مثقفين وباحثين جامعيين، بتبني رؤية المدارس الغربية للفن، جملة وتفصيلا؟ أم علينا الاستفادة منها من خلال تكييفها مع قيمنا الأخلاقية وثقافتنا الذاتية؟".

وفي السياق نفسه كتب الروائي واسيني الأعرج "سؤال بسيط: لماذا أثارت رواية "هوارية" زوبعة ظالمة لم تتوقف حتى اللحظة، بينما استقبل فوز الرواية باللغة الأمازيغية "1954... ميلاد أمل" للهاشمي كراش، والرواية المكتوبة بالفرنسة "القمر المفتت" لعبد العزيز عثماني، بهدوء ولم نقرأ شيئا مسيئا للكاتبين؟ لماذا؟ لمااذا؟".

ودوّنت الإعلامية نسيمة غويل "أما عن  التتويج فهنا فعلا يمكن القول إن رواية هوارية "بسيطة" مقارنة بروايتها الأولى "السمك لا يبالي"، لكن ما سّر هذا الهجوم والمحاكمة الأخلاقية على كاتبة دون غيرها من الكتاب؟ ومن يقرأ ويشارك مقتطفات من الرواية ويحكم عليها، فلا حديث معه".

ويعتبر اسم "هوارية" بالنسبة للمرأة أو "هواري" بالنسبة للرجل من أشهر الألقاب المنتشرة في مدينة وهران، نسبة إلى "الولي سيدي الهواري المغراوي"، حيث يتواجد ضريحة في حي شعبي، أسفل وسط المدينة.

وفي المقابل، اعتبر العديد من النشطاء أن ما وصفوه بـ"الأسلوب الخادش" الذي استعملته الروائية إنعام بيوض "أمرا يسيء إلى سمعة وصورة مدينة وهران".

وقالت الأديبة والإعلامية، فاطمة الزهراء برياح، "كانت إنعام  تدرك جيدا أن أهل مدينة وهران أصحاب الكرم  والنخوة  لن يرضوا بما كتبته في روايتها و كل أصابع الاتهام موجهة لمدينة تاريخية تقدس كثيرا  اسم هواري  وهوارية.. رمز عائلات  وهران الأشراف ، وسيتفاعل الوهرانيون وسيقيمون الدنيا ويقعدونها  بسبب هذه الرواية".

وتابعت "إنعام حرة في ابداعها و في إباحيتها في روايتها وما تحمله القصة من خيال أو واقع حسب ما نشر من  صفحات هذه الرواية ، فلقد كتب قبلها روائيون قصصا تحمل الإباحية والانفتاح... فهذا لا يهمنا، لكن السيدة إنعام ليست حرة باستخدم اسم رمزي و له قدسيته في وهران.... وهران العالم الجليل سيد الهواري".

وأعلنت دار "ميم" للنشر، اليوم الثلاثاء، عن توقيف نشاطها بشكل نهائي على خلفية حملة الانتقادات الواسعة التي طالت هذا الإنتاج الأدبي.

وقالت في بيان عبر صفحتها بموقع فيسبوك "مضت سنوات من المعافرة، على حلوها ومرّها، حاولت فيها دار ميم للنشر، أن تقدم للجزائر، للمثقف، للقارئ، للكاتب، للمشهد ولصناعة الكتاب عملا ذا قيمة فنية جمالية ومعرفية، أصابت وأخطأت ككل مجتهد، ولكنها قدمت صورة طيبة للبلاد في كل المحافل، كما يعلم الجميع، لم تطمع في أكثر من ذلك، الحرص على المعنى وجدوى أن تكون في مكان وتعطي وقتك ومالك وانتباهك له.. ولكن لا جدوى ولا معنى من محاربة العبث". 

وأضافت "نعلن في هذا اليوم 16/07/24 انسحابنا من النشر، تاركين الجمل بما حمل كما فعلنا دوما. نعلن أن ميم أغلقت أبوابها منذ اللحظة في وجه الريح، وفي وجه النار، ..لم نكن إلا دعاة سلم ومحبة و لم نسع لغير نشر ذلك". 

 

  • المصدر: أصوات مغاربية

مواضيع ذات صلة

تمثال للأمير عبد القادر بقلب العاصمة الجزائرية
تمثال للأمير عبد القادر بقلب العاصمة الجزائرية

بعد سنوات من تعثره، صدر أمر رئاسي في الجزائر، الأحد، بإطلاق مشروع إنتاج فيلم حول الأمير عبد القادر الجزائري.

وأمر الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون، في اجتماع لمجلس الوزراء، بإطلاق مناقصة دولية لإنتاج وإخراج عمل سينمائي وصفته وسائل إعلام رسمية بـ"الكبير" و"ذي البُعد العالمي" حول الأمير عبد القادر.

وقال الرئيس الجزائري إن هذا العمل السينمائي "مهم لما للأمير عبد القادر من رمزية سامية".

وتعود فكرة إنجاز فيلم حول الأمير عبد القادر إلى سنوات عدة، فقد سبق للسلطات الجزائرية في عهد الرئيس السابق عبد العزيز بوتفليقة أن أعلنت تخصيص ميزانية ضخمة من أجل الشروع في إنجاز فيلم بـ"مقاييس سينمائية عالمية" عن الأمير، لكن المشروع توقف دون كشف الأسباب.

وقبل ثلاث سنوات، قرر الرئيس عبد المجيد تبون إعادة إحياء مشروع الفيلم في مجلس للوزراء، كما تم إنشاء هيئة رسمية لإنتاج الفيلم، غير أن هذا المشروع ظل متعثرا حتى إعلان وزارة الثقافة والفنون الجزائرية، في نوفمبر الماضي، عن تنصيب "لجنة رفيعة المستوى" تضم سينمائيبن ومؤرخين، بعد وضع مؤسسة "الجزائري لإنتاج وتوزيع واستغلال فيلم سينمائي عن الأمير عبد القادر" تحت وصاية وزارة الثقافة، بغية تسريع وتيرة إنتاج الفيلم، وهو ما لم يتم حينها كذلك.

والأمير عبد القادر هو أبرز رمز للثورة في الجزائر، قاد حربا ضد الاستعمار الفرنسي في أعقاب غزو فرنسا للجزائر في سنة 1830، واستمر في مواجهة قواتها طيلة 17 سنة، كما يوصف بمؤسس الدولة الجزائرية الحديثة.
 

المصدر: أصوات مغاربية